الأرض تحترق ووقودها الشعب


آلمني كثيراً المواطن الأردني الذي أراد حرق أولاده العشرة بسبب إزالة الكشك الذي يعتاش به من قبل ممانعة أمانة عمان ، الفقر والعوز الذي دفع بهذا الرجل لحرق نفسه واولاده ، وهنالك تراكمات نفسية دفينة ومعاناة حقيقة دفعت به لتمرد على نُظم وقوانين البشرية، لم يجد يد العون من أي جهة كانت لمساعدته على ضنك العيش، ونحن نشاهد القصور وسيارات الفارهة في قبضة الأثرياء الذين استبدلوا (المشروع بالممنوع) زكاة الأموال بالربا ، والذين لم يُخيل لهم يوماً بأن هؤلاء المحروقين بشراً وليسوا عبيداً لهم ولا الى اسيادهم .
لم يكن أبو الأطفال العشرة يهرج أو ليعلن الشهرة بل قام فعلياً بفتح انبوبة الغاز ليشعل عود الثقاب ، وقد فعلها من قبله المطارنة وغيرهم في العقبة والزرقاء وماركا و..... كم بوعزيزي في الأردن.
قامت الثورة التونسية من أجل شخص واحد ولم تقم القيامة في الأردن من أجل عشرات الأشخاص الذين انتحروا فقراً وجوعاً .
تشتعل حرائق الزرقاء ولا ندري هل هي بفعل فاعل أو تماس أو عقب سيجارة ولكنها اشتعلت، الزرقاء التي تنتحب فقراً وعمان الغربية التي تبتهج كبريئاً وثراءً ، يحترق الفقراء على امتداد الرقعة الجغرافية للوطن والحفنة من العكاريت والزعران يسيطرون على الأموال في سويسرا والبنوك الأخرى وينهبون قوت المحترقين .
أصبح الرويبضة يتحكم بأمور العامة والرويبضات هم كُثر في مجتمعنا بل أصبحوا يشكلون عصبات تحميهم أجهزة الدولة المختلفة ويتحكمون بقوت الشعب العظيم .
أصبح اللص شريف وتدافع عنه وسائل الإعلام الرسمية والشهم منبوذ يعاني وأصبح الصدق في الدنيا شحيح ، جميع الأمور تنؤ بالأنفجار ولا أحد يريد الإصلاح .
يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه (عجبت لمن لم يجد قوت يومه ، كيف لا يخرج للناس شاهرا ً سيفه) منسوب لإبي ذر الغفاري رضي الله عنه وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه(لو كان الفقر رجلاً لقتلته) .
وما زالت الملاين من الشعب المقهور فقراً وجوعاً وضنكاً تبحث عن سراب حلول خلف الحُكومات التي تأكل الأخضر واليابس ولا تريد الإصلاح ولا الصلاح ... هنالك أموال سُرقت من خزينة الشعب لحفنة من العكاريت والزعران الساعين إلى نشر الفساد والرذيلة بدون حسيب أو رقيب ، ويخرجون علينا عبر الفضئيات المسمومة (يجب علينا محاربة الفساد ) وهم الفاسدون أباً عن جد ، هم من باعوا مُقدرات الوطن بأبخس الأسعار لمصالحهم الشخصية بسبب نفوذهم وسلطتهم الدنويية ، وهم السوس الذي ينخر في عظم الجسد الأردني خفاءً لهدم الوطن بعد بيعه لجهات غربية معلومة .
تباع الأن الأصوات وتشترى قبل اكتمال النصاب ، فمن يبيع ويشتري لن يخدم الوطن أو المواطن بل يخدم نفسه ويبارك للحكومة في رسم الأجندات اللئيمة .
واجه الأردن انتقادات من معظم الدول العربية والغربية عام 1989م لكنه أفرز مجلس برلمان ناجح محايد سعى للحفاظ على كرامة المواطن، ولم يشهد الأردن حالات إنتحار عشوائي غَلبَ الكثير من المواطنين الشرفاء مصالحهم الشخصية لمصلحة الوطن بل وقفوا وقفة رجلٍ واحد حيال التحديات ولكننا اليوم كغثاء السيل.
كلٌ يغني على ليلاه .....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات