نصف الكأس .. فارغ


جيلنا تابع مسرحية المبدع في حينه وليس اليوم كاسك يا وطن, وقد تلوث الكأس ومحتواه وأضحت ضبابية المشهد هي التي تحكم ان كان نصفه مليء أم ان النصف الآخر فارغ,, ام انه فارغ من الأصل ويوهموننا بأن هنالك سرابٌ في القعر علينا ان نراه أكثر من النصف ونرضى.. ولا أعرف الى ما ستؤول اليه الأمور ونحن ندرك سوداوية المشهد وليس ذلك فحسب بل ايضاً الصعود الى الهاويه برغم معرفتنا المسبقه ببواطن الأمور وكيفية ادارة الدوله وقعر الهاويه...
هنالك توجس من ما سيحدث في القريب والقريب جداً ان بقيت تدار الدوله على كواهلها لا كاهليها من الحرس القديم فحسب ممن لا يرون ابعد من مقدمة أرنبة أنوفهم ممن يدعون بالمحافظين, وممن يزرعون العلقم في حلوق الناس مطالبين ان يزهر فلاً وعنبرلنستسيغه ,,فالارض التي بنوا عليها قاحله ولم تعد تصلح لانبات غير الفاسدين بعدما بيعت بثمنٍ بخس, فلا الشعارات تجدي ولا الأمل بغدٍ سيزهر فيه الملح والمشمش الشتوي ان كان..
هي فارغه,,الكبّايه لا الكأس فمنها ارتوينا ولكن كُسرت وعلى مرأ من الجميع أضحت شظايا لا يمكن جمعها بعدما تناثر محتواها وجف..وهي ملأ بعيون من باعوا ولا زالوا يعرضون بضاعتهم(الوطن) لمن يدفع أكثر,,فعند تزاحم الاقدام ( ويا كثرها )من اقصى المحيط الى الخليج في عمّان وبكل اللهجات السعر للأعلى و ليس لنا, فنحن اضحينا من الماضي وسيكتب على قبورنا فلان الاردني لا اسم العائله لقلتنا,,وستكون لنا كوته لا في المجالس النيابيه بل في المقابر حيث يرقد الاجداد..
سيسأل الاجداد والاباء ممن قضوا دفاعاً عن تراب الوطن عند وصول الجُدد كيف كانت حياتكم بعدما اورثناكم الوطن حراً عزيزاً من دنس المرتزقة واطماع اليهود لربما ستدمع العين ويُضرب الكف بالكف فقد ضاع الوطن ولم يبقى منه الا بضعة اشبار نركن فيها سيارات الكيا خاصتنا وادراج الكمبيالات والشيكات المرتجعه والاطلال,,فالماء في الوطن عزيز لا نناله بل نترقبه على الدور,, والكاز تتعطر به النسوه لارتفاع اثمانه ,لم نعد نقدر ان نملأ به صوبات الفوجيكا اذا ما داهم العائلة البرد,,حتى الجميد بكل انواعه الكركي وغيره اضحينا نستورده من الصين ونأكل المنسف بالعيدان الصينيه,,يضع الاجداد وجوههم بين أكفهم يبكون الوطن بحرقه لتسيل دموعهم اودية لكن كوادي اليابس..
تتهامس الدوله وزبانيتها حول كيفية اجراء انتخابات نزيهه وشفافه وبنفس مخرجات البرلمانات الخامس والسادس عشر, هي أحجيه لا يستطيع لا الاسلاميين ولا رئيس اللجنه الموكل باجراءها على حلها او فك رموزها,, وتعقد الجلسات وتجرى الكولسات والرافضين هم الرافضون,,والدوله تتمغط وتمد ارجلها بعيداً وكأن ما يحدث من حولنا هو ببعيد...
ستجرى الانتخابات ان آجلاً أم عاجلاً لكن اين ؟الله أعلم..فبطاقاتنا لم تعد تحمل ارقامنا الوطنيه, فقد بيعت ونعرضها على الفيسبوك للبيع فبالأمس عرض طالب توجيهي شهادته الثانويه للبيع ومعدله تجاوز السبعه وتسعين في المائه لقاء مقعد في كلية الطب, حتى هؤولاء المتفوقون ليس مرحباً بهم في الوطن فقد تلفظهم اجسادهم كما لفظهم الوطن يوماً..ودمتم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات