اللعب في الوقت الضائع ؟


زيارتان ملكيتان وخطاب سياسي لوكالة أنباء عالمية لابد من الوقوف عندهما ، رسالةملكية واضحة لحركة الإخوان وحركات الإصلاح تقول أنه لا تأجيل لموعد الإنتخابات وعلى الجميع الركوب في سفينة التغيير كما يريدها الملك وليس كما يرودنها هم ، وتم إستخدام لغة الفرصة الأخيرة وأعلن عنها من الخارج وليس عبر أية وسيلة إعلام محلية لمعرفة القصر بأن هناك متاهة يسير بها الإعلام المحلي للبحث عن مفهوم لحرية الإعلام يتماشي مع عكس التاريخ والتطور الطبيعي لتكنولوجيا الإعلام ، وهنا كذلك يبعد القصر نفسه عن هذه المعركة ويلقي بها في حضن حكومة الطروانة والسلطة التشريعية وأبعد نفسه عن أية فرصة ينتظرها الجسم الإعلامي بخروج من عنق الزجاجة بمبادرة ملكية تنهي هذه الأزمة .
ودعوة ملكية لأبناء ثاني أكبر مدن المملكة للمشاركة بالانتخابات عبر مجموعة من الرجال يمثلون مفاصل تاريخية ورئيسية في حراك الشارع سواء على مستوى العشائرية أو المناطقية ، وهنا ظهر اللعب بالزمن الضائع في الخطوة الملكية بكل وضوح لأن هؤلاء الرجال الذين إجتمع معهم الملك في كلا من اربد والزرقاء يمثلون قيادات عشائرية ومنطاقية كان يتم الإستناد عليها في السبعينيات والثمانييات من القرن الماضي ، والأن اصبح هؤلاء الرجال يمثلون عبئا على أنفسهم وعلى ما يمثلون من عشائر ومناطق .
وهذا العبئ جاء بشكل طبيعي ونتيجة للتطور التاريخي للمجمتع الأردني الذي يمثله محوران الأول أن هذه الشخصيات ما تزال تعييش بعقيلة الماضي وتجتر على بقايا الإلتزامات المالية التي يقدمها لها القصر مما يحقق لها إستقرار ماليا ويبعدها عن الوضع الإقتصادي السيء للشارع الذي تمثله ، وبالتالي فأن مصداقيتها أمام هذه الشارع مفقودة وهي لاتمثل سوى نفسها ومن ينتفع ماليا ونفوذا من من خلالها ، والمحور الثاني أنها شخصيات وضعت في رأس المشهد السياسي المحلي بموافقة وبركة ملكية من الملك الوالد (رحمه الله ) وهنا غاب عن الملك الأبن أن هناك أجيال كثيرة من الشباب أصبحت تمثل قيادات جديدة لهذه الشارع وهي التي تتصدر مطالب التغير والإصلاح .
وفي نفس الوقت يظهر وبكل وضوح أن القصر قد أمسك زمام المبادرة لإخراج الإنتخابات النيابية القادمة من غرفة الإنعاش وتصدر الشأن التسويقي لها ، بعد أن تأكد له أن الحكومة كسلطة تنفيذية والنواب كسلطة تشريعية غير قادرين على إدارة أزمة الانتخابات والتسويق لها وهي تمثل عصب الإصلاح كما يريد الملك وليس كما يريد الشارع ، وبهذه المفارقة ما بين ما يريد القصر وما يريد الشارع من الإصلاح صبغ الحراك الإصلاحي وبيد ملكية في الأردن بأنه خارج الإصلاح كما يريد الملك ، وهنا ربما غاب عن الذهنية الملكية أن العملية الانتخابية لاتأتي من خلال مبادرات ملكية أو قوى دفع سياسي كما صرح الناطق بأسم الحكومة بل تأتي من خلال قوى دفع ذاتية قائمة على الإقتناع التام بجدوى القادم في الحياة السياسية الأردنية .
ورغم الكثير من التقارير التي تشير إلى أن الربيع العربي لن يقف عند سوريا بل لابد وأن يمتد للدول المجاورة من الخليج للبحرالأحمر نجد أن القصر يلعب في الوقت الضائع من زمن الربيع العربي ويحاول أن يحقق هدفه الذهبي بأقل عدد من الاعبيين لديه في مقابل ذلك فريق يمتلك عدد كامل من لاعبيه وبالاضافة للحماس للفوز وبأي شكل ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات