مساء البادية ..


مؤنس وجميل وساحر ..... هادي وقاسي وعنيف ..... في البادية صفاء لا يعرفه الا من سكنها ... فيها السهل الممتنع وفيها الممتنع السهل .....
مساء البادية حالم كامساء فتاه تنتظر حبيبها في رحلة الاغتراب ... مساء البادية كامساء اسد يجوب سهولها ووديانها بحثا" عن غزال يطراحها الجوع بعد عنا يوم كامل ليقول لها انا الملك انا سيد الغابة انا ملك الصحراء ...الذي لا زال يزئر ...........
مساء البادية كرحلة ظبي شارد اضناه التعب ... واتعبه الضنا ... فتلفت يمينا" ويسرا ليرى نبعة ماء ..... وعندما وصل ... وجدها سراب حيث يحسبه العطشان ماء .....
مساء البادية يعانق السحاب بحثا" عن القمر .... فشعاعه الخافت يجلب الضياء للعقول التي عليها اقفالها .... ويجلب الوجد لتلك الفتاه التي هدها الشوق وهي تنتظر ذلك الفارس ليخذها على صهوة حصانه....وقد طال الغياب ....
مساء البادية هو مساء ذلك الذئب الذي نام ليله.... وعين تنام.... وعينه الاخرى مفتوحة لترى من حولها .. وقبل انبلج الصبح تحدر كجلمود صخر حطه السيل من على .......
مساء البادية .... مساء الخير ... على وجه تلك العجوز التي اعطت ولم تاخذ ورضيت بالقليل صابرة شاكرة حامدة ... حيث خطوط الزمان رسمت على وجها احلى لوحة اردنية يزينها الطهر والعفاف والطيبة ..... حيث ترها تحلب شاتها وتتفقد جيرانها وتظفي رداء الوطن على احفادها الذي تحلقوا حولها وهي ضاحكة مستبشرة ... تقبل هذا وتلاعب هذا وتمسح دموع تلك الصغيرة التي بكت لتهميشها .... حيث ما زال والدها لم ياتي قهو هناك على الحدود ..... عين على الوطن وعين على الوطن .....
مساء البادية هو مساء ذلك الحجي المعتمر كوفيته والجالس بكل وقار .... واذا ما اعتمرت مضافته بالجيران ارتفع صوته وهو يحدثهم عن ايام الشباب وعن خدمته بالعسكرية في فلسطين والجولان وعلى الحدود وكيف كان الصبر يمل من صبرهم .... حيث الطيبة والوناسةوالحكمة التي صنعتها التجربة ومرارت الايام .... فايام حزيران دائما" حضارة مع هؤلا الشياب
مساء البادية غير لا يعرفه الا من عاش في عمان زمنا" طويلا وعاد اليها حيث السحر الذي يخطف اللباب .....مساء البادية يتغير لماذا وكيف والى اين ....
اشتقت لجلسات والدي (عليه رحمة الله ) وسحرها وبساطتها ..... وعتزلت الناس لماذا لا ادري .....
هل تغيرنا ولم نعد نرى العالم الا من وراء هذه الشاشة ...... وبدلنها بصحراء واسعة وسماء صافية ... وقمر يضفي سحره على الجميع ..... لا اعلم ولكن الذي اعلمه انني اشتاق دائما" الى الختيارية .... لان البديل لم ينضج بعد او انني تأئه في صحراي ... ابحث عن ذلك الذئب المتحدر وعن تلك الغزال الشاردة ......



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات