مَنْ هوَ .. صاحب أصعب وظيفة في العالم؟


هناك شخصٌ في العالم، أتعاطفُ معه ولا أعذره، أتعاطف معه لأنه يشغلُ أصعبَ منصبٍ في العالم من وجهة نظري، ولا أعذره لأنه لم يستقل أو ينتحر بعد. إنه ....!!

فهذا الشخص يستحق التعاطف فهو موظف برتبة أمين عام لمنظمة تُصارع الموتَ منذ عام 1945، وهو بهذه الصفة الوظيفية عليه أن يتعامل تقريباً مع كل مشاكل العالم، لأن الغالبية العظمى من مشاكل العالم هي مشاكل في أو تتعلق بالدول الأعضاء في المنظمة/ الجامعة. فهناك على الأقل 3 احتلالات عسكرية - ظاهرة للعيان- تتعرض لها دول أعضاء في الجامعة وهناك رئيس دولة عضو في الجامعة مشنوق، وآخر مطلوب اعتقاله وآخر مُنقلَبٌ عليه وآخر "يحاول" جاهداً "انقاذ" البشريّة بعدما "أنقذ" شعبه، وهناك "دولةٌ" عضو في الجامعة بلا دولة ومؤسساتٍ منذ عقدين على الأقل، وهناك أزمات واصطفافات في معظم الدول الأعضاء وهناك أميّة، وفقر، وبطالة، وفساد وتخلّف، وهناك نزاعات حدودية بين بعض الدول الأعضاء، ومحاولات انفصاليّة في بعضها الآخر، وهناك نقص حاد في الديمقراطية والحرية والخدمات، وهناك موارد مهدورة مع سبق الإصرار في غالبية الدول الأعضاء وهناك إقصاء للعلماء والمفكرين والأحرار في كثيرٍ من الدول الأعضاء. وهناك أحلامُ كبيرة وآمال عريضة لدى شعوب الدول الأعضاء، وهناك تكاملٌ مفقودٌ ووحدةٌ ممكنةٌ – لو صحّتْ النيّات- بين أعضاء هذه الدول الأعضاء.

هذا الشخص بصفته أميناً عاماً لهذه المنظمة الجامعة يحتاجُ إلى جيشٍ جرارٍ من الفلاسفةِ والمفكرين والباحثين والإستراتيجيين كي يستطيع فكَّ طلاسم هذه المنظمة وأعضائها. وهو بصفته الوظيفية تعرض لحرجٍ بالغٍ في أكثر من مرّةٍ لمواقفَ كان يؤملُ منه أن يتخذها وقد يكون راغباً في ذلك، ولكنه بصفته الوظيفية غير قادر على التحرر من قيود الوظيفة و "برتوكول" المنصب. وهو كذلك لا يستطيع ولن يستطيع – ولو أرادَ وحرص- إرضاء جميع الدول الأعضاء مهما فعل ومهما حاول ولكنه في ذلك يحتفظ بـ "شرف" المحاولة أو بـ "قرفها".

ولتسهيل المسألة على القارئ أورد نموذجاً من تصريحات هذا الشخص وفيها يقول: "العالم العربي صار سفينة غارقة.. أو علي وشك الغرق". ومنها أيضاً: "الموقف العربي يحتاج الى عملية ترميم كبيرة جداً" ومنها أخيراً : "إننا نحتاج إلى أن نهتم بأمهات المسائل التي تواجهنا كأمة عربية". فهل عرفتموه؟ وهل عرفتم ما هي أصعب وظيفة في العالم؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات