القادم يحمل أملا ..


ردا على هؤلاء الذين يعتبرون الثورات العربية وربيعها ، بأنها ثورات جاءت حاملة في طياتها كل أنواع الظلم والفساد والاستبداد المبطن مُتزينة بلباس العروبة المشرف ، وملتحية باللحى الشيوخ العملالقه ، جاءت مستعمرة لأوطاننا ومدمرة لها ، لكنها اخترعت طريقة أخرى للمجيء ، طريقة غريبة لاقت قبولا وترحيبا بين الجماهير المتعثرة ، والكارهة لأوطانها ، والمعادية لنهضتها ، جاءت هذه الثورات "كما يقول معارضيها" للإطاحة بالأنظمة العربية التي تتمتع بالديمقراطية ، والحامية للعرى الإسلام ووثائقه ، والقابضة على الجمر لعدم التفريط في العروبة ، والمتمسكة بالمقاومة والممانعة ، والتي لا ترضخ لأي أفكار مسمومة ، ولا تساوم على أي ارض عربية ، وفي مقدمتها فلسطين ، والمسجد الأقصى فيها ، فلما يئس الغرب من إقناع هذه الأنظمة الديمقراطية ، الممانعة والمقاومة للتخلي عن الأمة ، وكل مقدراتها وثرواتها لهم ، أصبح يروج لفكرة أن هذه الأنظمة ديكتاتورية ظالمة ، ولابد من اقتلاعها من جذورها ليعيش المواطن العربي بكل عزة وكرامة ، من خلال تحريض شعوبها عليها والإطاحة بها ، وإعطائها اسما آخر " الربيع العربي " وانه يحمل خيرا وآملا لكم ، هكذا يقول الذين يرجون لفكرة المؤامرة الكونية ، وان هذا الربيع ليس إلا لتقسيم البلاد ، وخلق فتنة بين العباد ، ثم يقولون أكثر من ذلك ، أن الإسلاميين تقاسموا السلطة بلحاهم المتعفنة مع الغرب وأتباعه ، خبتم وخسئتم أيها المناصرون للأنظمة الظالمة ، أمريكا تريدكم ، والغرب بكى على فراقكم ، لأنه لو جاب العالم كله وطاف لن يأتي بعملاء مثلكم ، ولو فعلا كانوا يريدون الإطاحة بكم ، والمجيء بوجوه جديدة كما تدعون ، لفعلوا من دون تدخل الشعوب ، لان الغرب يعلم بأن الشعوب العربية مكبوتة ومظلومة ، ولو انفجرت هذه الشعوب ستلعن أمريكيا وحلفاؤها ، وسينتهي دور الغرب بالسيطرة على مقدرات العرب وثرواته ، ربما أراد الله لمفجر الثورة التونسية أن يحرق نفسه بالعفوية المطلقة ، لأنه لم يكن يعلم "البوعزيزي" بأنه سيسقط النظام التونسي ، والأنظمة العربية خلفه ، حينما أحرق نفسه ،والحبل على الجرار ، ربما أراد الله ذلك لتنهض الشعوب والأمة ، ولتتحرر قيودها من طواغيتها ، ولتعد ترتيب أوراقها ، وصياغة أفكارها ، لنهوض بالأمة ، ومواجهة العدو الذي اغتصب النساء ، ويتم الأطفال ، وصلب الشيوخ ، وقتل الأحرار ، وانتهك المقدسات ، إلى الذين يعتبرون الثورات العربية وربيعها ، بأنها وجه جديد للاستعمار ، سؤال لكم ، ماذا قدمت أنظمتكم لشعوبها ، ولامتها ، ولأقصاها الأسير ، كفى كلاما فارغا ، فما عادت الشمس تغطى بغربال ، وما عاد المواطن العربي يقبل فكرة الخوف من الأساس ، أو الإخبار المضللة ، عصر جدي ولى وانتهى ، وعصري بإرادة الله سيكون للأمة فيه شكل مختلف ، يا أيها العرب امضوا في طريق النهضة ، فالقادم يحمل لأمتكم يحمل آملا وخيرا .............






تعليقات القراء

د. خالد الرقب
لعل القادم اخي محمود افضل، ونتأمل ان يحفظنا الله من الفتن التي لا تبقي ولا تذر، فحفظ الله الاردن وكل العرب من الانجراف نحو قتل نفسها بنفسها.
11-09-2012 08:47 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات