لنتداعى لمؤتمر وطني للسلم الاجتماعي


يشعر الأردنيون بقلق بالغ على مستقبلهم، ولا أحد يُطَمْئنهم بأن الأوضاع ربما تتحسّن، بل إن ما يجري من تطورات متسارعة في الأحداث يُنبيء بأن المستقبل غامض، وأن الأردن سيكون في عين أزمة كبيرة قد تتحول إلى عاصفة مدمّرة لا قدّر الله..!
الأحداث الدراماتيكية التي تمر بالبلاد خطيرة، وهناك شعور سائد بأن لا أحد يسعى إلى إيجاد الحلول، ومع أننا جميعاً نسلِّم بأن المجتمع الأردني متماسك يعرف بعضه بعضاً، إلاّ أنه بدأ يفقد المسار، ولم يعد قادراً على الشدّ والتراصّ، وإذا كانت الأسماء تكفي للتعارف بين الناس شعوباً وقبائل، فإن الأسماء والقبائل بدأت تُستدعى داخل حياض الوطن، للتناكف وليس للتعارف، وللتناحر لا للتسامر، وهو ما يشكّل بداية أزمة طاحنة قد تذهب بكل منجزات الوطن دفعة واحدة..!!!
الاختلال بائن لكل ذي عين بصيرة، ثمّة تهديد خطير للسلم الاجتماعي في الوطن، وفوضى من نوع مدمّر، ولا يجوز أن نبقى مكتوفي الأيدي إزاء ذلك، وقد انتظرنا أن يتحرك الحكماء، لكن على ما يبدو ما زالوا يؤثرون الصمت والبقاء في بيوتهم في حالة تفرّج ساخرة وربما حزينة، وكأن الحال لا يعنيهم، وتنظر إلى الأحزاب السياسية القائمة فتدرك مدى عجزها عن اجتراح الحلول، فما أن تُقدّم رجْلاً حتى تؤخّر أخرى، مترددة، خائفة، خجلى..!! أما الحكومات فمع الأسف فقدت كل رباطاتها مع الشعب، لم يعد ثمة ثقة بين أي حكومة وبين الناس، وكل ما كانت تدّعيه الحكومات كان زيْفاً، والسبب أن الشعب ملّ القيادات التقليدية المفروضة عليه، وملّ من كذب الحكومات وزيفها وتلوّن أشخاصها، ملّ من حكومات عابرة وأشخاص طارئين هبطوا بالبراشوت، ولم يعد يثق أبداً باجتهاداتها ولا حتى بنواياها، بعد أن تبيّن أن الكثير من هذه الاجتهادات كانت وبالاً على الناس والبلد، فمثلما كانت حكومات طارئة وعابرة، كانت اجتهاداتها طارئة وباسرة..!!
ما أحوجنا في هذه الآونة إلى المصارحة والمكاشفة، دعونا نجلس على اتساع رقعة الوطن ونتحدث بإسهاب وبعقل مفتوح، ونطرح كل القضايا دون مواربة أو تردد، ودون سقوف أو شروط مسبّقة.. دعونا نحدد أولوياتنا على كل المستويات والصُعُد، لأن حالة الفوضى التي تجتاحنا ستُحيلنا إلى حالين: إما إلى فُتات وإما إلى ميليشيات، ولن يربح أحد أبداً، الجميع سيخسر، والجميع سيندم حيث لا ينفع الندم..!
هذا بلاغ موجز لصاحب القرار الأول: الملك، رأس الدولة، ولكل أصحاب القرار الآخرين في الدولة بأجهزتها الأمنية والمدنية، ولكل أصحاب الفكر والعلم والسياسيين والإعلاميين الكبار، وقادة الأحزاب والحراكات ومنظمات المجتمع المدني، وأولئك الحكماء والعلماء القابعين في بيوتهم.. علينا أن نتداعى إلى مؤتمر وطني ننقذ فيه سلمنا الاجتماعي.. نتحاور ونتفاهم ونحدد أهدافنا ومصالحنا وأولوياتنا .. هذا باختصار.. اللهم إني قد بلّغت، اللهم فاشهد.

Subaihi_99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات