توجهات الإخوان المسلمين والحوار الصعب


مشروع الملكية الدستورية الذي طّل به الإخوان المسلمون من جديد والذي خاض فيها الكتاب الكثير لن يكون موضوع للكتابة مرة أخرى , بقدر النظر اليه من وجهة النظر الأخرى والتي نسيها البعض أو تناسها الكتاب في مقالاتهم والتي طالت هذا المشروع من خيانة كبرى الى العتب الموجه للجماعة التي ناقشت هذا المشروع خارج حدود الوطن ومع شخصيات غير أردنية والغريب في الأمر أن الجماعة إلتزمت الصمت قليلا قبل الرد على هذه الكتابات والإتهامات من خلال قيادي بارز في جبهة العمل الإسلامي.

إن ضعف حضور بعض التيارات السياسية الأردنية وإجتناب النقد السياسي لجماعة الإخوان المسلمين من قبل بعض التيارات الفكرية والجماهيريه ورفض الوقوع في السجال معهم مقابل إكتساب جبهة العمل الإسلامي خلال الحرب على غزة جماهيريه واسعة في قيادتها للشارع الأردني وقوته في التنظيم وإمتداده الواسع على الساحة الأردنية أعطت هذه العوامل للحزب قوة في مناقشة مواضيع سياسية حساسة خارج الوطن والذي واجه فيما بعد رفضاً من قبل لجنة أحزاب المعارضة الوطنية والتي أعتبرت أن منهجية التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للبلاد وتحديدا في موضوع الديمقراطية والاصلاح السياسي أمراً مرفوض من كل القوى السياسية الأردنية. الغريب في الأمر هنا أن جماعة الإخوان المسلمين والتي رددت منوال " مبادرة لتاسيس جبهة وطنية موسعة لتحويل الاردن الى ملكية دستورية" لم نسمع أن قامت وناقشته مع مختلف الأحزاب والتيارات السياسية الأردنية قبل طرحه أمام مؤسسات أهلية أمريكية في واشنطن أو حتى مع أعضاء البرلمان الأردني.

من هنا تبرز مشكلة الحوار الصعب مع الإسلاميين , فالمطلع على الحوارات التي تجري معهم في الفضائيات وجلسات الحوار يرى أن كل من يخالفهم بالرأي فهو إما "عميل " أو " متصهين " أو     " مدافع عن مشروع الشرق الأوسط الكبير" أو غير ذلك من التسميات التي يطقونها لمجرد الخلاف على نقطة جوهرية إضافة الى شخصنة الأمور وتحويل الحوار إلى تصفية حسابات شخصية , ويصورون أنفسهم أنهم حماة الدين من أجل إصلاح الأمة ومشاريعهم السياسية لا تفرق بين أحد فالكل عندهم سواسية متناسين أن الكثير من الحركات الإسلامية التي وصلت الى السلطة في بعض المناطق العربية المجاورة لنا أًسكتت بقوة السلاح كل من يعارضها.

كما أن المستغرب أكثر سياسة التظليل الذي ينتهجها بعضهم وسياسية التعامل بوجهين فمن ناحية نرى أنهم  يلعنون الولايات المتحدة صباحاً ومساء وينتقدون الديمقراطية الكاذبة التي تنتهجها الولايات المتحدة بالمقابل نرى أنهم حملوا ملف  " إصلاحنا السياسي" ليعلنوه من الولايات المتحدة مستغلين الرغبة والدعوة الى يدعو إليها الرئيس أوباما في الإصلاح والإنفتاح الديمقراطي الكبير.

الحوار الصعب سوف يبقى الصفة الدائمة مع الإخوان المسلمين فهم يؤمنون بشعار "من ليس معي فهو ضدي" متناسين أن الإصلاح السياسي يأتي بالحوار وإختلاف الرأي وليس التفرد فيه أو إجبار أحد عليه ومتناسين أيضاً أن كل الأحزاب تأتي لبنة داعمة في بناء الوطن بعيداً عن المزايدات وسياسات التظليل.



تعليقات القراء

عربي
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته اما بعد فانا من وجهة نظري اوؤيد ما جاء في مقال الكاتب و كلنا نعرف الاخوان و ما يدعون اليه من تفرق و عنجهية فاما تكون معهم ليسمعو لك او تكون ضدهم فانت متصهين و منافق اما ان تقول عنهم انهم على حق او انك لا تعرف الحقيقة فالحقيقة في نظرهم دائما لصالحهم , و الذي يزيد الطين بلة انهم لا يجدون من يوقفهم من السياسيون او ينتقدهم قالو يا فرعون مين فرعنك قالو مالقيتش حدا يردني و سلامتكو .
10-03-2009 03:54 PM
site mahfoza
يلا شعرررررررررررررررررررررررررررررررررر يلا شعرررررررررر
10-03-2009 04:03 PM
osama
ارى ان الكاتب قد وقع -كمن غيره- في جمله من المغالطات احب ان نقف عليها:
- موقف الاخوان المسلمون واضح من هذا الكلام من رفض تدخل الاجنبي حتى ولو كان للاصلاح وهذا ما اكدته الجماعه في بيانها.وموقف الغرايبه لايمثل جماعه الاخوان المسلمون.

- من تقصد بالدول العربيه المجاوره؟ان كنت تعني حماس فكلنا يعلم ان حماس حريصه كل الحرص على الحوار الوطني حتى ان الشيخ اسماعيل هنيه صرح بانه مستعد لترك الرئاسه في سبيل الحوار والمصالحه .
- واما عن وصف الحوار مع الاخوان بالصعب فقلي يا اخي مع من هو الحوار السهل؟؟ مع الحكومه!!!!!
11-03-2009 09:58 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات