واقعة دوار الروابده .. اول الرقص حجلان


العناوين والاحداث التي تناقلتها وكالات الاخبار المحلية الالكترونية للتو والتي تصدرها عنوان ملفت للانتباه بشكل ملحوظ "انصار الروابده يصدون اعتصاما امام منزله بالقوة واصابة العبداللات" انتهى الاقتباس عن وكالة جراسا الاخبارية تثير الدهشة والاستغراب مقرونا بالحزن والاسى للمستوى الذي وصلت اليه الامور في بلدنا .ولدى مطالعة العنوان تقفز الى الذاكرة الاوضاع في الشقيقة لبنان اليوم وهي تشهد صراعات سياسية واعوام السبعينيات عندما كان لكل زعيم طائفي وزعيم حزبي جيشه الخاص وقواته الجاهزة والمجهزة لصد اي عدوان علية وعلى مصالحه .حقيقة ينتابني الحزن وانا اطالع مثل هذه القصص التي يندى لها الجبين خاصة وان الواقعة امام منزل رئيس وزراء اردني سابق مشهود له بحنكته السياسية وفطنته وسرعة البديهة وقدرته على احتواء الازمات ولو كبرت والسيطرة على ما هو اكبر واهم من ذلك وهو القادر على استدعاء قوات الامن والدرك لحماية منزله من اعتصام اراد البعض تنفيذه مساء اليوم السبت امام منزله غير مسلحين ولا مدججين بالعصي والهروات والجنازير والاسلحة النارية حسب ما تواردته الانباء الواردة عن الواقعة التي شهدت هجوما على سيارة احد الناشطين وضربه ضربا مبرحا والاعتداء على سيارته بالعصي والحجارة من قبل مجموعة احتشدت لصد الاعتصام المزمع اقامته امام منزل عبد الرؤوف الروابده رئيس الوزراء الاسبق والعين في مجلس الامة في اشارة الى تلاشي دور الجهات الامنية عن مسؤولياتها الرئيسية في تامين الحماية له ولكل مواطن اردني والعودة الى شريعة الغاب التي تنص الحياة للاقوى والاقدر على المواجهة وهو بعينه الانزلاق الذي كنت حذرت منه اليوم في مقال اخر الى الفتنة العشائرية والمواجهات الفئوية والجهوية متناسين وحدة الشعب الاردني من شماله وجنوبه وشرقه وغربه كمكون رئيسي للدولة الاردنية .والاغرب من كل هذه المسرحية ان دولة الروابده والاجهزة الامنية كلها على علم بتنفيذ هذا الاعتصام بالرغم من التحذيرات التي اطلقتها تجمعات في اربد والصريح والرمثا مطالبة بعدم القيام بهذه الخطوة ولكن للاسف لم تتخذ الاجراءات اللازمة للحيلولة دون وقوع هذه المعركة حسب الوصف الاعلامي للاحداث لا من دولة الروابده ولا من قوات الامن التي وصلت حسب الشهود متأخرة لفض الاشتباك الدائر بين مئات من مناصري الروابده ومجموعة من الحراك الشعبي التي ولت هاربة ومنها من اصيب وادخل المستشفى.ما هو المقصود من هذا التباطوء لقوات الامن وايضا اين كانت حنكة ابو عصام حلال المشاكل بردع هذه المجموعات عن التصرفات التي لا تليق بمقامه ولا تتناسب والحالة المتأزمة التي يعيشها الوطن كي لا تصبح سابقة يتم البناء عليها ويتخذها البعض ذريعة لتوجيه الاتهامات وطرح الشعارات التصعيدية واستغلال الحادثة لبناء استراتيجيات وتكتيكات كان البعض يلوح فيها في بعض المسيرات امام المسجد الحسيني بداية العام الحالي .ان ما جرى اليوم امر مستنكر ومستهجن على الصعيد الوطني والشعبي ولا نقبل به ومرفوض جملة وتفصيلا لان السكوت على مثل هذه التصرفات يسمح للجاحدين والمتربصين بالوطن بكيل سيول من الاتهامات للاجهزة الامنية التي عليها مسؤولية حماية المواطنين ،اما اذا اريد لهذه الواقعة ان توظف من قبل الجهات الرسمية وبعض الشخصيات الوطنية لتصبح درسا تستقي منه المعارضة العبر، واسلوب لترعيب وتخويف المعارضة ووقفها عند حدود التلويح بالعشيرة والجهة والاقليم فان ذلك يعني ان اول الرقص حجلان وسيتبع هذه الحادثة المزيد من العنف والتصعيد وتصبح البلد "حارة كل من ايده اله" لان المجتمع الاردني عشائري بطبيعته ولا تتخلى اية عشيرة عن اي فرد من ابنائها وهو ما لا نتمناه مؤملين على العقلاء من ابناء العشائر الاردنية التدخل لاحتواء الحادثة وعلى مؤسسات الدولة الامنية الاضطلاع بمسؤولياتها في حماية المواطنين جميعا دون تمييز والامل والرجاء معقود على قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني بالتسريع في محاسبة الفاسدين وتقديم كل من تثبت ادانته بالتطاول على المال العام الى الى القضاء العادل ومحاسبة كل من تسول له نفسه استغلال مركزه الحالي او السابق لاغراض مصلحية شخصية، سائلا المولى تجنيب الاردن كل مكروه.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات