بئسَ الوالي إن شبعتُ والناسُ جياع


الشعب الذي طالما ضرب مثلاً للثورات و الكرامة والصمود والعزة ، أصبح يصور انه لا يطيق الحياة ولا يتواني عن الإنتحار ، لطالما وجدنا مبررا ً للعميات الإستشهادية والفدائية فالفلسطيني يختار الموت ليوهب شعبه الحياة والكرامة ، أما اليوم في يضحي بنفسه لا لأنه يأس من قادته وسياسيه فقط ، وإنما من ظلمهم وعدم إحترامهم لأدميته فيختار الموت لعل الحياة تجد طريقاً لأهله وذويه ، لم يكن الإنتحار أو مجرد المحاولة وسيلة للشعوب للتعبير عن غضبهم او طريقتهم في الحياة ، فكثيرا في تاريخ الأمم كان القتال بلا رجعة ليس من أجل الموت وإنما من اجل الحياة فالتاريخ مليء بالمنتحرين من اجل قضاياهم ، فالطيارين الكميكاز اليابانيين سلكوا طريق الموت من اجل الكرامة وعدم تقبل الهزيمة ، وهتلر إنتحر بيده لا بيد أعدائه واخيرا محمد البوعزيزي لم يحرك ثورته إلا رزقه وكرامته فعزة النفس قد تدفع الناس للإنتحار وتجرع الموت على ان يتجرع الإهانة والعار ، فالتساؤل لماذا يضغط على شعبنا ليظهر هذه السلوكيات ، ومن المسئول عن تدهور الحياة الإجتماعية والإقتصادية ؟
بلا شك أنتم يا قادتنا ويا مسؤولينا ، نعم أنتم كثيرا ما خاطبناكم بأقلامنا ونقاشاتنا وأظهرنا سوءتكم لكم لتغيروا وتبدلوا ، فلا رد منكم ولا خطاب ، كثيرا ما قلنا كفوا عن العبث في أرزاق الناس ، لماذا تفرضون الضرائب وأنتم ترضخون تحت إحتلال، وأستخدمتم سياسة قطع الرواتب التي أرهقت الناس بحجج تنوعت ما بين التزكية والسلامة الامنية ، كم أنكم ضيقتم على الناس في أرزاقهم في الأسواق والسيارات وكل ذي عائد من نقد أو أصول ، إنها المآساة ان يسوق الفلسطيني بأنه يقنط من رحمة الله ، ويستيأس من الرحمة ، هذه الحال يجب أن تنتهي ولو كلف الامر استقالاتكم ، فعندما يصف أحدهم أن منتفعي الشون الإجتماعية بالمتسولين هذا ليس وصفا يا سيادة المسئول فأن أنستك المكيفات والسيارات الفارهة والأكل الدسم حياة الناس في القاع ، فأترك خدمتك لهم فهم ليسوا بحاجة لك فعلى الاقل ترحم الوزارة من راتبك العالي ، الكل هنا يلام حكومة الضفة و حكومة القطاع المؤسسات والوزارات يجب ان ينظر بجدية مطلقة لهذه الإنفجارت التي ستطيح بالجميع وتغير معالم الطريقة السياسية التي يتعاطي بها الناس ، اسمعوهم وحققوا ما يريدون وإلا سنكون أمام نقطة اللارجوع مع شعب تحدى غطرسة الإحتلال ولم ينتصر عليه على مدار سبعون عاما ، ولنا بعمر رضي الله عنه أسوة حسنة حيث كان عمر رضي الله عنه لا يأكل إلا الخبز والزيت حتى اسود جلده ويقول: بئسَ الوالي إن شبعتُ والناسُ جياع .



تعليقات القراء

لا لقانون العصر الظالم وجوره
قانون الضمان اهلك الحرث والنسل واضر بالانسان والشجر والحجر انقص 50% من حقوق المنتسبين للضمان قانون قائم غلى ادفع اكثر تاخذ اقل
06-09-2012 04:07 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات