متى تهاجم اسرائيل !


منذ نشأة إسرائيل واحتلال الأراضي الفلسطينية في العام 1948 تتخذ اسرائيل سياسية عسكرية هجومية اذا ما تعرضت كيانها للخطر أو بالأحرى شعرت بالخطر تجاه دولة ما أو تنظيم او حتى أفراد ، فإسرائيل تشعر بالخطر اذا تعرضت مصالحها وأمنها وإستقرارها للتهديدات الخارجية والداخلية الناتجة عن سياسة الإحتلال العنصرية والقمعية ، وخير تحليل التحليل التاريخي ، فمجموع الحروب التي خاضتها إسرائيل تعطي لمحة متى وكيف تهاجم إسرائيل فمثلا في العام 1956 حين هاجمت إسرائيل مصر وقطاع غزة مع بريطانيا وفرنسا وهما لإسرائيل هدفها الخاص والذي يكمن في مشروعها التاريخي في لتحقيق أطماعها في الدولة اليهودية من النيل للفرات ، كما أن إسرائيل تدعي ان سبب دخولها في الحرب هو شن حرب وقائية بسبب حصول مصر على أسلحة من الكتلة الشرقية ، لكن السبب القوي والحقيقي هو فقدان إسرائيل آنذاك فقدان إسرائيل قوة الردع الناتجة بسبب هجمات الفدائيين على المستعمرات والمناطق الإسرائيلية القريبة من غزة كما انها تريد حرة الملاحة في إيلات وتعزيز قوة الردع بالإضافة الى انشاء المستوطنات في المناطق الحدودية ، فاسرائيل لديها منطق عسكري يتخذ شكلين الشكل الاول وهو سياسة عسكرية دفاعية هجومية بحيث يتم تقصد الإعتداءات وجر الخصم للحرب لإيجاد مبرر ثم مباغتته في نقاط ضعفه وهنا إسرائيل تكن في حالة حرب وتجنيد مستمرة ، أما الشكل الثاني من السياسة العسكرية وهي الهجومية الدفاعية والذي يعتمد على الحرب الوقائية والمعلومات الإستخبارية والمبادرة لإحباط الهجمات على إسرائيل وهنا تأخذ شكلاً غير كاملاً لإسرائيل تهاجم وقد تحتل مناطقا إستراتيجيا و وتقوم بخطوات عسكرية ذات بعد تكتيكتي إلا أنها في النهاية تحتاج للدول العظمى لإنهاء هذه الخطوة العسكرية لوضع وقف لإطلاق النار طبعا بعدما تكون اجهزت على الخصم وتخشى من الاستمرار في الإحتلال والتمركز في هذه المناطق لأنها ستصبح عرضة للهجمات المؤلمة ، كما ان حرب العام 1967 كانت لها أسبابها منها السيطرة على المزيد من الأراضي والسيطرة على القدس كاملة ً والسيطرة على المناطق اللوجستية مثل الجولان و مصادر المياه والموارد الطبيعية ، كما ضربت المشروع القومي العربي في الصميم ، كما أن هجمات الفدائيين الفلسطينيين التابعين لمنظمة التحرير الفلسطينية أصبحت لا تطيقها إسرائيل ، كما اغلاق ممر تيران البحري وطلب مصر سحب القوات الدولية من سيناء وغزة ، إلا أن هجمات الفدائيين على المستوطنات والكيبوتسات هي كانت السبب الأقوى ، كذلك الأمر في العام 1982 هاجمت إسرائيل لبنان مدعية ان السبب الرئيس هو هجمات الحركات الفلسطينية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطيني خاصة بعد محاولة إغتيال سفير إسرائيل في بريطانيا ، والحرب في الأراضي الفلسطينية التي تندرج تحت مسميات لعمليات جزئية لمحاولة القضاء على الإنتفاضة كعملية رحلة بالألوان والسور الواقي في العام 2002 فاحتلت إسرائيل الضفة كاملة متذرعةً بالعمليات الإستشهادية المنطلقة من الضفة الغربية والتي أثرت فعلا على الحياة في إسرائيل ، وعملية الرصاص المصبوب على غزة في أواخر العام 2008 التي كانت تهدف إلى كبح الهجمات الصاروخية للمقاومين الفلسطينيين وإعادة قوة الردع الإسرائيلية ، مما سبق من لمحة تاريخية موجزة للهجمات التاريخية لإسرائيل تهدف إلى فرض الهيمنة الإسرائيلية في المنطقة وترسيخ مفهوم الدولة التي تقهر ، وحماية الدولة الإسرائيلية من الزوال خاصة اذا تعرض الإسرائيليون للهجمات في المدن أو المستوطنات فحركة الهجرة المعاكسة الى خارج إسرائيل أو من الاطراف إلى مراكز المدن واقع ملموس لذلك تعمل إسرائيل على الحفاظ على وجودها مهما كلف الثمن ، كذلك تسعى للسيطرة على المصادر الطبيعية والطرق البرية والبحرية والجوية وضمان مصالحها الإستراتيجية ، فإسرائيل لديها عقيدة عسكرية ترتكز على عدة محاور منها ان إسرائيل تعتقد سيدة الشرق الاوسط وذراع الولايات المتحدة فلا يجب أن ينافسها أو يضاهيها احد في المنطقة فتسعى للتفوق العسكري والتكنلوجي فهي الدولة الوحيدة التي تمتلك القنبلة النووية فلذك هاجمة المفاعل العراقي ومشروع المفاعل السوري وربما تهاجم إيران لهذا السبب أيضا ، لذلك تفرض اسرائيل عدة جدر حول نفسها لحماية نفسها من الزوال فجدر حدودية واسمنتية وجدر ديموغرافية لمواجهة المد الديموغرافي الفلسطيني بتعزيز المستوطنات وتوسيعها لذلك أي ضربات للمقاومة تجاه المستوطنين والمناطق المحية بالضفة الغربية وقطاع غزة يعني الهجوم على الخط الاول لإسرائيل والذي يعني استمرار هذه الهجمات تراجع المستوطنين لمراكز المدن وهنا قد يظهر العجز الديموغرافي وتضعف السيطرة على هذه المناطق فتصبح مكشوفة للفلسطينيين ، وأخيرا إسرائيل انشأت في وسط معادي لذلك في من ناحية عسكرية يجب ان تكون على جاهزية دائمة فلذلك تسعى لإيجاد المبررات لشن هجمات وحروب لتطوير قدرتها العسكرية والتكنلوجية وإبقاء الجيش متأهبا حتى في اوقات السلم .



تعليقات القراء

هذلول
يجب تعزيز مفهوم:
"ثقافة العشيره الواحده"
على مستوى :
" الوطن الواحد "
للوصول الى جعل العالم ليس فقط :
" قريه صغيره "
و انما:
"حاره مصغره "
وعمل :
"باب "
له
و اغلاقه
بعيد (بضم الميم)( وليس بعد)
"غروب الشمس"
وفتحه عند اول:
" زامور سيارة غاز"
لحل المشكله المذكوره في :
"المقال الكريم اعلاه"

الفاضل و ابن الاكرمين
الكاتب و الاستاذ
محمد نصار

جراسا الغاليه
sawalhaالمحرر المبجل
05-09-2012 10:14 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات