عندما قرأت مقال الاستاذ خالد محادين بعنوان( مشان الله يا عبدالله ) لم أرى فيه ما يسيىء لمجلس النواب او لاعضائه وقد استغربت بعدها هذه الانتفاضه التي حصلت من قبل رئيس وأعضاء مجلس النواب وصلت حد التلويح بمقاضاة الكاتب معتبرين ان المقال فيه اساءة للنواب ورئيسهم.

(مشان الله ).. صرخه يطلقها كل مظلوم او معذب او ملهوف او ذو حاجه محاولا " من خلالها استفزاز الضمير لدى من يخاطبه لعل وعسى ان يحميه من ظلم وجور الاخرين وقد جاءت (مشان الله ) هنا صرخة مدوية الى سيد البلاد ليرفع عنا ظلم المتنفعين وأصحاب المصالح الذين لا يقيمون وزنا " لفقرنا وحاجتنا ولهفتنا وليس في اجندتهم الا مصالحهم واستثماراتهم ومناصبهم يورثونها لابنائهم على حساب الوطن والمواطن .
يدعون انهم لا يبحثون عن الامتيازات ولا يحظون بها وكأنهم يريدون ان يقولو بأن الشعب ينام في سبات غبائه حتى لا يعرف الحق من الامتياز وكأنهم يريدون ان يمرروا علينا سياستهم العدائيه تجاه خبزنا وقوتنا وحليب اطفالنا .

انتفضوا عندما اثار فيهم كاتب مَواطِن الخبث والفساد ولم ينتفضوا عندما كانت الحكومه تمارس ضد الشعب الذي انتخبهم اقسى اجراءات الظلم والافقار من خلال ما كانت تتخذه من قرارات بعيدا " عنهم على ــ اعتبار انها هي التي اتت بهم ــ فعمدت الى تحرير اسعار المشتقات النفطيه بمعادلة بعيدة كل البعد عن العدل والمساواه مع اسعارها عالميا " ثم اطلقت للتجار العنان في استغلالنا وسلب مواردنا .

لم ينتفضوا عندما اعلنت الحكومه عن زيادة رواتب المستضعفين والمنهكين والفقراء بواقع خمسة دنانير ولم نراهم يتحركوا لوقف هذه المهزلة التي هي استخفاف بعقول الفقراء المساكين .

لم ينتفضوا ... ولم ينتفضوا ... ولم ينتفضوا

طبعا " لماذا لانها مواقف قد قبضوا ثمنها مقدماً سيلاً من الامتيازات بدءاً من استقوائهم على المال العام عندما اباحوا لانفسهم بيع اعفاءات جمركيه منحت لهم اصلا " لضمان راحتهم في التنقل لخدمة الوطن والمواطن فوجدوها كعكة مغريه التهموها ولم يتركوا منها لغيرهم حتى الفتات , وقبل ذلك كانوا قد حصلوا على كوتات الحج وحصلوا على بدل سائق وسكرتيره وتنقل ووقود وها هم يريدون كوتا لهم من المنح والبعثات ...ولا ننسى الزيادات التي يطالبون بها وكان اخرها رفع مكافات النواب الى اربعة الاف وخمسمئة دينار.. وغيرها ... وغيرها الكثير.

أما الطريقة التي جاء بها معظمهم الى المجلس فلا تخلو من شبه الفساد ، بين شراء الاصوات ونقل اسماء الناخبين بين الدوائر واصدار بطاقات شخصيه وبأسماء وهميه بعد انتهاء فترة الاعتراض بالاضافة الى الاجراءات المشبوهه اثناء عملية الانتخاب وتوقفها لفترات بحجة عطل النظام ليتبين لاحقا " ان لا نظام ولا عطل بل كان الهدف اعاقة اقتراع انصار هذا المرشح او ذاك .

بعضهم رش على اصحاب القرار مئات الاف الدنانير في سبيل الوصول الى قبة البرلمان وبلغ به الغباء ان وضع لافتة على مقره قبل يوم الانتخاب بأسابيع يقول فيها (( نجاح سيفوق التوقعات )) وكان له ما كتب لانه يعرف ما قدم واعطى وأهدى .

تريدون اثباتات ... هل ترون ان رجلاً وصل الى مرتبة وزير او سفير او مدير عام لدائره هامه مثلاً سيكون بهذا الحجم من الغباء ليترك خلفه ما يثبت تورطه بهكذا فساد .

استغربت واستغرب الكثيرون معي ومنهم من هم من اعضاء لجان الانتخاب ومنهم رجال امن وجود وجوه غريبه في بعض الدوائر الانتخابيه جاءت تصوت لمرشح ما وقد كانوا يختلفون عن ابناء الدائره التي جاؤا ليقترعوا فيها بملامحهم وملابسهم ولهجتهم وتصرفاتهم وتبين انهم يحملون هويات رسميه اصدرت لهم قبل الانتخاب بأسابيع ان لم يكن ايام .
اصبح مجلس النواب مرتعا " للباحثين عن الامتيازات الخاصه وعن الاعطيات السخيه مقابل ان تمرر الحكومة ما تريد للاستمرار بذبحنا وسلب قوت عيالنا وحليب اطفالنا على مرأى ومسمع الملايين من ابناء الشعب المهزوم ، وان تحرك غيور ليكشف تامرهم كشروا له عن انيابهم مهددين مزمجرين مفحفحين .

لم يعد هؤلاء النواب يمثلونا ولم يعد لديهم الحجة بالحديث باسمنا بعد ان كانوا شركاء في ذبحنا وافقارنا لذلك فانني اصرخ من كل قبلبي ويصرخ في الاردن الملايين (( مشان الله يا عبدالله )) خلصنا من هذا المجلس الهزيل