العنوان .. لا يدَّل على المضمون .. !!‎


ربما ظَّن البعض أن القيم الحقيقية " والإعتبارات " التي نحكم بها على الآخرين ما هي إلا ما
يظهر عليهم من مظاهر وسلوكيات خارجية أو من خلال الملامح ...............
فالوجوه متنَّوعة ومتعدَّدة ..! كلٌ له سمات وملامح ، وكثيراً ما أقمنا علاقات ، وبنينا مصالح ،
وفتحنا الأبواب مشرعةً من خلال تلك الملامح .! وما أكثر الأبواب التي أوصدناها في وجوه
الأخرين بإعتمادنا على تلك الملامح ...!
نعم..كثيرة هي الأقنعة المزيفَّة التي يخفي أصحابها من خلالها وتحتها أمور شتى.....
منها الجميل ...ومنها السىء البشع ، ومنها ما يخفى وراءه سيلاً من الأحزان ...!
فكم من شخصٍ ذو هيبة ووقار ، يتشدَّق بمنصب ومال ، ويتباهى بمكانةٍ وجاه ، وربما أحاط
نفسه بهالة من الفوقية ، مُريح الوجه ..! ذو ألفه . ولكن بالمقابل ترى " الأنا " مرسومة على
ملامحه ، وتنمو بذور الكبر والعُجب في أعماقه .. وتعيث جراثيم الغرور فيه ...!
تماماً كتلك الزهرة ذات اللون المميز .. والشكل الملفت ..والقوام الممشوق ...! وسرعان
ما تقترب منها وإذا برائحة نتنة تخرج من بين ثناياها رائحة كريهة لا تصدَّق للوهلة الأولى
بأن هذه الرائحة من تلك الزهرة .... ولكنَّها الحقيقة ....!
كثيرة هي الأقنعة التي نرى من خلالها الطيبة ، والصمت ، والهدوء ، وربما الوقار ..! وإذا
بالأقنعة تنكشف ، وينزاح الستار ! عن مشهد كله مكرٌ .. ولؤم ..ودهاء ..وربما َذرف الدموع
في المشهد الأول ورأيتها على الوجنتين تسيح ..! لكنَّها في المشهد الثاني يتبيَّن لك بأنها
ما كانت دموعاً حقيقية بل دموع تماسيح ......!!!
لكن بالمقابل ربما رأينا صاحب كلماتٍ رقيقة ، وإبتسامه دائمة ، ومشاعر حبٍ صادقة ...!
وشعرنا للوهلة الأولى بأن تلك الشخصية يحمل في مكنونه سعادة دائمة ، وراحة بالٍ ربما
يحسد عليها ...! لكنَّه يخفي خلف تلك الأقنعة وعورة أيامة ..! ومطبَّات حياته ..! ومعاناة
سنين طوال من الآلام والأحزان ...وأوتاد جبالٍ من الهمَّ غُرست في أعماقه ...!! فطوى
تلك الصفحات من كتاب حياته وأرتأى أن يرتدي " ذاك القناع " قناع الإبتسامة ، والرقة ،
وصدق العلاقة .....! فشتَّان بين هذا القناع ...وتلك الأقنعة ...!!!!
فالحكمة أن نضع الثِقل المناسب في كفَّة الميزان . ونزن الآخرين بموازين الحكمة العقلانية ،
والموازين الربانية ، بعد أن نمتلك قدراً من اليقين ، والتروَّى ، وإمعان النظر ............
حتى تكون الأحكام الصادره بحقهَّم أحكاماً حقيقية ...!
فذاك الكتاب لا يمكن أن نحكم على محتواه ....وهو مغلق .....!
وهذا الكتاب لا يمكن ان نحكم على محتواه من ذاك العنوان المثبَّت على الغلاف ..!!
===================
ودمتم بحفظ الله ورعايته
نايف سماره .....



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات