إلى سميح المعايطة : المطلوب قوى دفع ذاتي وليس سياسي !


لقاء الوزير سميح المعايطة في هيئة شباب كلنا الأردن يمثل حقيقة واضحة وهي فشل القدرة السياسية في خلق قوة دفع ذاتي للوصول الى الرقم القانوني الذي يسمح عنده القيام بإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بموعدها المحدد دون اللجوء للتأجيل، وهذه الحقيقة التي تحاول الحكومة بكافة أجهزتها السياسية والاعلامية والاقتصادية أن تطمسها وتعطيها صورة مشرقة تتمثل بالحرص على ذكر ارقام المسجلين يوميا ويغيب عن بالها أن الرقم اليومي المفترض لتحقيق نجاح العملية هو 75 الف ناخب .
وبالحديث عن قوى الدفع السياسي التي تستخدمها الحكومة للخروج من هذا المأزق فهي تأخذ أشكال عديدة تبدأ بنفوذها السياسي والأمني على فعاليات شبابية كهيئة شباب كلنا الأدرن والمجلس الأعلى للشباب وهما يتساويان في الوقت الحالي مع كان يطلق عليه في المعسكرات الشرقية بشبيبة الحزب الذين مثلوا ذخيرة الحزب في معاركه الانتخابية وخروج الرمز .
ومن هذه القوى الجانب الاقتصادي والتي تتمثل بقوة الدعم المالي للأحزاب السياسية التي تقدمها الحكومة لهذه الأحزاب من باب الحفاظ على قدرتها على الإنفاق على نفسها لعجزها عن تحقيق الإكتفاء الذاتي من خلال اشتراكات الاعضاء الذين لايتجاوز عددهم بضع مئات ، وهذه القوى تتخذ أشكال عدة الأول قوى تتزعهما قيادات أمنية وعسكرية سابقة إستندت على علاقاتها القديمة مع أفراد هذه الاجهزة ومن باب التفضل عليها سابقا بإمتيازات أخرجتها من طبقة المهمشين إلى طبقة أصحاب النفوذ ، والشكل الثاني أصحاب رؤوس الأموال النافذة في عجلة الاقتصاد الأردني والقادرة على تحقيق جزء من الاكتفاء الذاتي لنفسها من خلال قدر شخص واحد على الإنفاق عليها ، وهو شكل أصبح يمثل النجاح الوحيد على أرض الواقع لأنه يستطيع وبنفوذه المالي أن يستخدم كافة الوسائل المساعدة وفي بدايتها وسائل الاعلام التي تقوم بتغطية جميع مناسباته سواء الحزبية أو الشخصية .
والشكل الأخر من هذه القوى وهو شكل يمارس الإزدواجية الذاتية بكل وضوح ويتمثل بقيادات وطنية يتم إستخدامها كحجر الرجحة للميزان وبالإمكان وضعها عند الأوزان أو ضعها عند البضاعة المباعة بهدف تحقيق توازن مرحلي يقنع المشتري ويحقق للبائع هدفة من بيع بضاعته لهذا المشتري ، وهي قوى تستند كذلك على التاريخ المناطقي لأصحابها مع أنها عاجزة جدا عن القيام بخدمة قطاعها في المعركة السياسية مع الدولة إن حمي الوطيس .
واخر هذه القوى صاحبة الدفع السياسي تتمثل في رجال رقعة الشطرنج الذين يحركون على ساحة السياسة الداخلية من باب أنهم اصحاب سلطات تشريعية ورقابية ولكنهم في النهاية لايحمون أنفسهم ومن يمثلونهم بل يحمون الملك في هذه الرقعة ، ويستخدمون هؤلاء من قبل الدولة بتحريك قواعدهم الانتخابية السابقة التي أوصلتهم لموقعهم الحالي سواء بقوة الدفع المالي أو الدفع العشائري ، وهنا ربما تحقق للدولة رغبتها من خلال إرتفاع نسب التسجيل في مناطق جغرافية تحكمها هذه القوى رغم الرفض العام لهم كممثلين للشعب ولكن التجارب الأردنية بإستغفال المواطن كثيرة ومتكررة في العشرين عاما الماضية من الحياة البرلمانية .
وفي خضم هذه المعركة يغيب عن ذهن الحكومة وإجهزتها الانتخابية أن لاشيء يحرك الشعب للمشاركة سوى قوة الدفع الذاتي من قبله والتي تأتي من إيمانه بتوفر العدالة والمساواة سواء في جوانب الحياة ككل وبعلاقتها معه وأخيرا بحصوله على تمثيل واقعي لحجمه في الشارع ، وهذه قوى لاتجد من يساندها وتكتفي بأن تعلن عن نفسها من خلال تحقيق أقل نسبة مشاركة على أرض الواقع يمكن تسميتها بالأغلبية الغير مشاركة بدلا من الأغلبية الصامتة .



تعليقات القراء

حسام البطيخي
يسعد صباحك على هيك كلام رائع
30-08-2012 09:19 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات