أفراح آل الشعب


عندما تكون في جو من الفرح وتسمع ما يغنّى به كعبارة "لابعث سلامي بورقة الميّة" فتقول بقدر المحبة والشوق وبقدر اللهفة التي يكنّها هذا الشخص لأحبائه المقصودين بهذه العباره يريد أن يرسل لهم التحية بورقة من فئة المائة بالرغم من عدم التداول بها، لكن معطيات الفرح و حماس الحضور الذي اكتسبوه من خلال إيقاعات الأغاني وضرب الطبل ودقّ المجوز وهندسة الصوت جعلتهم لا يفكرون بورقة المائه ولا بمعنى السلام.
بالتأكيد لم يكن هنالك سلام ولا أمان خاصةً بعد تحول الفرح إلى ساحة لاستخدام أكثر من نوع من الأسلحة، أجل فقد كان هناك رصاص حيّ تم التعبير به عن شدة الفرح، فهذه هي الثقافة التي نتبناها منذ عقود مضت وما زالت تحتل عاداتنا دون تفكير بالرصاصة وقيمتها والهدف من الاحتفاظ بها والمقصد من صنعها فلم نفكر يوماً من اقتنائها ضد الصهاينه المحتلين وضد أعداء العرب والمسلمين، فأصبحنا نستخدمها لترهيب أنفسنا قبل أعدائنا. ثقافتنا أصبحت تتحول في دورة حياتها إلى الانحدار فهي رمز للمجتمع في عاداته وتقاليده وعلمه.

الشعب لم يعتد على كلمة منسف إلا تخيل معها رصاصة فهذا الذي اكتسبناه منذ الطفوله عند خروج أول منسف إلى ساحة الفرح حتى تبدأ الأسلحة الرشاشه والمدافع المصغّره لأهل العريس ومسدسات الأقارب وتعمير مسدس أحدهم ووضعه بيد العريس لتفريغه كنقوط أو تعبير شديد لمحبة العريس، فهذا كله إيحاء للحضور وغير الحضور الذين يسمعون في بيوتهم هذه الأصوات بأن الطعام جاهز وموعده قد حان وهو الآن بيد (الأكيله)، وما أن تخرج من الفرح لتذهب بعيداً وتكون قد أديت الواجب لتلتقي بأحد مثقفي العصر يركب سيارة كيا سيفيا ويبقى محاذياً لك بسيارته مع صوت المسجل الذي لا يختلف كثيراً عن صوت الرصاص ومدى الانزعاج الذي يسببه لك والمماثل تماما له وتحاول أن تبتعد عن هذا المثقف ليتبين لك بأنه أحد المدعوين في ذلك الفرح فقد انتقل حماسه إلى الشارع وفي سيارته وربما يريد أن ينام على هذا الحال.
هذه هي ثقافتنا ودامت الأفراح حليفة دياركم العامرة !!!!!!!!!!!
يمنع اصطحاب الزلم الثقاله.
نعتذر عن قبول النقوط ونقبل بالرصاص



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات