العلاقة بين دولة الطروانه والدون كيشوت ديالامانشا .. ؟


ليس بعيدا عن ما طرحته رواية سير فانتيس وأثرها في الفكر الفلسفي المعاصر وإشارتها للشخصية الاشكالية التي تمتلك سمات الغرابة أو ما يسمى بالحمق المتعقل في السلوك ، وليس بعيدا عن أنها رواية تشير الى أن الجميع ومن حول الدون كيشوت ديالامانشا يمثلون رواية مضحكة وأدعى مناظرها إلى الضحك أنهم لايضحكون من أنفسهم وهم يمثلون كأنهم جادون فيما يعملون .
ليس بعيدا عن كل ما ذكر نأخذ خلاصة هذه الرواية لدون كيشوت ديالامانشا وهي خلاصة تقول أن هناك رجل أفنى عمره في محاربة طواحين الهواء وهو مستل سيفه الخشبي ويركب على حصانه الهزيل محاولا الخروج منتصرا من معركته مع الفراغ .
حكومة دولة الطروانه الدون كيشيوتيه تدير معركتها مع عالم قائم على الإفتراضية وغير قابل للتمثل واقعيا بجدران إسمنتيه وشخوص يمكن تتبعها ، وهي تدعي بملء فيهها أن هناك من يقومون بقتل الوطن ورجالاته من باب حرية التعبير التي وعدوا بأن سقفها هو السماء الزرقاء وتستخدم كافة الادوات القتالية في هذه المعركة بدء بعطاياها للنواب واستخدامها للرجال الذين سبق وحرقت أوراقهم في حاوية تاريخ الوطن للقمامة .
وهي معركة تريد من ورائها "حكومة الدون كيشوت ديالا طروانه" أن تعيد شخصية بطل الرواية الفعلي ولكن في القرن الواحد والعشرين ، وأن تقوم بتدبيل الشخصيات والاحداث بما يتناسب مع متطلبات هذا القرن وقامت بتبديل طواحين الهواء بعالم إفتراضي قائم على نقل معلومات عبر شبكة عنكبويته كستر جميع الحدود الجغرافية وسلطة الدول عليها وفتحت المجال للتبادل السريع للمعلومات من خلال أجهزة أصبحت في متناول الصغير قبل الكبير وبأقل التكاليف ، وأسندت لنفسها شخصية الدون واعتمدت في تنقلها بدلا من حصانه التاريخي الهزيل قافلة من الرجال الأحصنة ( للركوب فقط وليس للسباق ) وأعلفتهم بمكرمات وإعطيات ما أنزل بها الدستور من سلطان ، والغت عنهم صفة هزالة الجسم كما في الرواية الأم بأن قامت بنفخ كروشهم وإبراز عضلاتهم من خلال معارك صبيانية .
وخلاصة نسخة القرن الواحد والعشرين من "الدون كيشوتيه الطروانيه" لن تختلف عن نهاية الرواية الأصل وأنها لاتمثل سوى طرح فلسفي يطلق عليه الحمق المتعقل ذات السمات الغرائبية التي تضع بطلها من التاريخ في النهايات المعروفة مسبقا وهي نهاية معركة دون كيشوت ديالامانشا كما نعرفها جميعا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات