أيوَّه .. هذا اللِّي بَِدْكوا ايَّاه .. !!


يبدو أن الفئة المسؤولة في وطني العزيز مصابة بعاهة مستديمة في الفهم ، أو ربما بلغة الكمبيوتر لديهم "Memory " لا يتسع لأكثر من(KB) على الأكثر، لدرجة لا تمكنهم من استيعاب أحداث بحجم ال: (GB)،أو قل:العشرات منها!!!ليصبح كل ما على"المستهلك الكريم"هو الاستغناء عن الجهاز العجوز بالكلية،وإخراجه من دائرة الخدمة العامة والخاصة ، واستبداله بجهاز فعال ،قادر على استيعاب ما يجري من مثل هذه الأحجام من الأحداث المتسارعة ، على الأقل للسنوات القادمة !!! والسبب مشروع حسب اعتقادي إذ لا إسراف ولا تبذير ؛ فقط " إن الجهاز لا يصلح "!!!
في الوقت الذي تشهد معظم ساحات الوطن فيه حراكات منادية بالإصلاح ومحاربة الفساد ، يلقي مسؤولونا بوجههم جانبا وبكل معنى اللامسؤولية ، وبصورة تثير التحدي وتحفز ردة الفعل لدى المواطن ليصل معهم إلى مفهوم :" يا أنا يا إنت "!
هذه المرة يزحف حراك الإصلاح نحو بؤرة من أهم بؤر الرفد الاقتصادي المتبقية – على ما أظن – للوطن ! بعد أن دوًَّت في سماء حكومات غثَّة متعاقبة ،صرخاتُ الوطنية الخارجة من ضمائر بعض الغيورين على مصلحة الوطن ومقدراته ، من البترا ! من مرقد مفوضية إقليم البتراء التنموي السياحي ، الذي هو حقيقة اسم على غير مسمى ، أو ربما اسمٌ مزور ، تماما كما تقرأ – مثلا ..مثلا يعني : على غلاف "iphone" (made in wadi araba) ( صنع في وادي عربة) ، ليصاب بالصدمة الحضارية كل من يقرأ هذا ،حتى لو كان ممن ناموا نومة اللحود !!!!
قضايا فساد مالي وإداري وترهل ومحسوبية وشللية وفوضوية – لم تبقَ ألفاظ للوصف –،متمثلة في ما طـُرِحَ على موائد المسؤولين عن حقيقة ما يجري في هذا الصرح الاقتصادي الوطني منذ أعوام ، وكل مرة تًرشَقً الوعود بحلها والنظر فيها ووو...لكن "سلامة تسلم أبوك "!!!
أدهشتني مقولة أحد المسؤولين في هذا اللواء حين قال :" لقد استعرضت تاريخ اللواء منذ تأسيسه، فلم يُشهد له تسجيلً شيئ مما يمكن تسميته بحراك ، أو ما يمكن حسابه وتصنيفه تحت بند الفوضى الشعبية ! فقلت : ربما لا يكون هذا مأخذا على أن الناسَ نائمةُ عن حقوقها ! لكن من يقرأ الواقع يلمس أن هناك نوعاً من الوعي الثقافي بأهمية الحفاظ على هذا الشريان الاقتصادي بعيداً عن أي اهتزازات أو اختلالات غير محسوبة ؛ ربما تُسْتَغل من بعض الجهات لضرب السياحة في الوطن والمرتكزة عليه أصلاً، وإيقاف عجلة الاقتصاد المتآكلة على أية حال! لكننا لا نراهن على أن المواطن المثقف الواعي ،مهما كانت درجات وعيه وثقافته، سيبقى واقفا ناظرا مكتوفَ الأيدي وهو يرى ضياع مقدرات وطنه ،ويرى الفساد والغشَ والظلمَ يعمُ ويطمُ من له ذاكر ومن لا ذاكر له ،والمسؤول فيه قاصرُ عن اتخاذ أي قرار حكيم ينقذ شيئا من الحال ، بل هو لكالتائه الأبله الذي لايعرف شيئا ولا يفهمه!!!
وهذا ما كان يُحْتَملُ بعد نفاد الأسباب ! قبل فترة ليست بالوجيزة ، عنَّت للقائمين على هذه المؤسسة العامة فكرة إنشاء مهرجان سياحي بمناسبة إعادة اكتشاف البترا، بقصد تنشيط حركة السياحة عالميا وإقليميا ومحليا كم يزعمون! ولا أدري في ظل الفوضى الأمنية في الشرق الأوسط عموما ، وتدني مستوى النشاط السياحي على مستوى العالم،وفي ظل الظروف الاقتصادي العالمية والمحلية ،كم ستكون الاستجابة لهذا المهرجان؟ وكم سيكون العائد ؟
قبيل سويعات من بدء فعاليات "المَسْخران" ،قام ثلة من أبناء اللواء بالاعتراض عليه ميدانيا، وأجبروا القائمين عليه بإيقاف فعالياته "غصباً عنهم وعن أتخن مسؤول"!! بعد أن وجَّهوا رسالات تحذير لإدارة السلطة قبيل ذلك بمدة، سجّلوا فيها ملاحظاتهم على التخبط الإداري والمالي ،وهمجية اقتراح المشاريع في هذه المؤسسة من مثل هذا، ولكن لا حياة لمن تنادي!
ثم تولد ما يمكن تسميته مبدأيا بالحراك الإصلاحي في هذا العصب الحيوي مناديا بالإصلاح بدءاً؛ليرتفع سقف المطالب إلى إسقاط مجلس المفوضية غير المرضي عنه بالكلية، وفتح ملفات الفساد المثارة حوله، والتعديل على قانون انتقاء المفوضين المعمول به و..و. ، وما زالت المطالب في ارتفاع إلى أن يشاء الله! كل يوم يُكْتشَفُ همُ جديد،وقضيةٌ عادلة مستحقة للمواطنين أو للمنطقة في رقبة هذه المؤسسة ومسؤوليها.
وبعد أن جدَّ الجدُّ ،انشقت أفواه المسؤولين عن فيضِ وعودٍ قاصرةٍ جديدةٍ لشباب الحراك والقائمين عليه، باتخاذ الإجراءات اللازمة والحلول الناجعة ....؛ وعودٌ تلو وعود ،تروح وتغدوا ، ويقرٌُّ متلقوها بأنها " جعجعةٌ "،أو بلفظ أخرٍ " فشوش "! لا تسمن ولا تغني من جوع !
والمهم: مسؤول يَعِدُ كعادته ، ومواطنٌ ينتظر نهاية المسرحية، والله أعلمُ بما سيستجد !!!
لست أدري لماذا هذا الغباء الإداري لدى حكوماتنا ؟ مائة درس من مثل هذه الدروس كلَّ يوم وكلَّ أسبوع، حِراكاتٌ هنا وهناك على إثر مطالب وطنية متعثرة ...، ثم تبدأ الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة ، وتكيل الوعود والتطمينات ، ولكن بعد فوات الآوان !!!
إلا يدل هذا على أن الرجل غير المناسب هو من يحتل مواضع اتخاذ القرار ؟ أوليس من صفات الرجل الإداري المناسب أن يتنبأ بالمشكلة قبل حلولها ؟أوليس من صفات القائد الناجح احتواء الأزمات قبل وقوعها وتدارك عواقبها ؟
أوليس من صفات القيادي الناجح أن يكون " بفهم "؟ أجيبوني أيها الأخوة القراء ....،لدي كلام كثير لكنِّي لم أعد أفهم شيئا !! على كل حال ...:"أنا بكرة معطل ، ويمكن أبطل" !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات