إنفصلت الولايات التي كانت خاضعه للسيطره البريطانيه في عام 1776 وشكلت اتحاد الولايات الامريكيه المتحده بثلاثة عشر ولايه, وفي خلال القرنين التاسع عشر والعشرون تم ضم باقي الولايات وعددها سبع وثلاثون, ولقد مرت الولايات المتحده بأزمات وحروب ومنها حربٌ دامت خمس أعوام منذ 1861 وحتى 1865 وعاشت كساداً قل نظيره في ثلاثينيات القرن الماضي وويلات الحربين العالميتين الأولى والثانيه لتسود العالم بعد انتهاء حقبة الحرب البارده مطلع تسعينات القرن الماضي, وها هي جيوشها تبحر عباب البحار والمحيطات في حربٍ هنا او هناك لفرض سطوتها وتفردها بالقرار العالمي بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي على يد غورباتشوف...
ومنذ اكثر من عقدين سمعنا سمفونيات عده وسيناريوهات عديده للشرق الاوسط الجديد, فقد بدأه العبقري بوش الأب في حرب الخليج الاولى واستكمله بوش الغبي الأبن في تدمير اقوى دوله عسكريه عربيه لنقول خرجت منتصره من حربها مع ايران, تطفو على محيط من النفط الخام,,ولا زالت الدوله الوليده بعد صدّام تعيش فرقى الطائفيه والقتل على الهويه والاقتصاد المتعثر لكثرة الفاسدين من اللصوص والمرتزقه,لتبشر بقيام ثلاث دويلات متناحره قريباً واحده للاكراد في الشمال وهم من اشد المعادين للعرب , وواحده في الجنوب للشيعه كأمتداد لمُلات طهران للسيطره على النفط العراقي والعربي في شرق الجزيره وثالثه لا حول لها ولا قوه للسنه في الوسط تخلو من المغانم على شاكلة الدوله الاردنيه, لكن هل انتهت الصفقه ؟الجواب بلاء..تحرك الربيع العربي ونحن غالبية دولنا صحراويه فكان التغيير في تونس بعد هروب بن علي , وانتشرت العدوى لتصيب ليبيا المختار حتى رأينا نهاية الطاغوت ومستقبل مجهول لثاني اكبر احتياط نفطي عربي, ومن ثم انتهت مرحلة مبارك فلم يعد لديه ما يعطيه لاسرائيل فعسكروا الدوله ولولا نفوذ الاخوان لكان شفيق خير خلف لمبارك,,لم تكتفي ولن حتى ينتهي حكم السفلة في سوريا العلويه لا لكونها دولة ممانعه كما يصفها الأسد بل لاضعاف نفوذ ايران في المنطقه وقطع الحبل السري الذي يتغذى منه نصر الله وحزبه في خاصرة اسرائيل الشماليه ومن ثم الاجهاز على الدوله الصفويه في ايران وبمساعدة الاشقاء العرب,لكن هنالك سؤال كبير بحاجه الى اجابه من رعى مبارك وبن علي والقذافي والاسد وغيرهم ؟؟ اليست امريكا وقادتها ومخابراتها!!
لكن هل ستكتفي امريكا بهذا التحول وتقف على حدودنا الشماليه؟؟ بالتأكيد لا لأن هنالك مخططاً لتفتيت الوطن العربي أكثر مما هو مفتت ومنقسم على نفسه في اشباه دول لا تمتلك قرارها السيادي في قول كلمة لا.. فالعراق سيصبح فيه ثلاث دويلات لا تمتلك فرادى ما يؤهلها لتكون دويله فكيف بها دول, وسوريا مرشحه لتكون فيها اربع دويلات واحده للاكراد وثانيه علويه وثالثه سُنيه ورابعه عائمه ,وليبيا لربما ستنتهي في ثلاث او اربع دويلات, ومصر كذلك واحده دينيه وثانيه علمانيه وثالثه قبطيه وكما حدث في السودان دويلتان شماليه مسلمه وجنوبيه نصرانيه, واليمن لربما يصبح ثلاث دويلات للبيض في الجنوب وثانيه في الشمال وثالثه علويه ولربما رابعه للقاعده..
القرار تم اتخاذه ولكن هنالك اولويات وأخاف وكثيرين امثالي على هذا الوطن الذي هو بحجم الوجع الذي يختلج قلوبنا المؤمنه, لإن يشملنا التقسيم والتفتيت فتصبح في الاردن دويلتان واحده للاردنيين من اصول شرق اردنيه وثانيه للاردنيين من اصل فلسطيني ودويلتان في الضفه وغزه, وتقسيم السعوديه ودويلات النفط العربي بعدد ألوان الغُطر التي يعتمرونها واللكنات لنصبح ولايات متشرذمه متقطعه لا يجمعا دينٌ ولا لغه ولا وحدة هدف متناحرين متخاصمين وبمباركة دويلة قطر المُعز حمد آل ثاني ,,ما اسلفت هو توجس مشروع وقد يصبح حقيقه وسنرى المُلات ممن يعتمرون الاسود في شوارعنا وكذلك ممن يعتمرون القلنسوات في كافة اصقاع ولاياتنا المتقطعه العربيه,, لكن في النفس حُرقه وفي القلب وجع لما آلت اليه امور الأمه بسبب قياداتها الغير منتميه لاوطانها ولدينها ولقوميتها..وشعوبها ممن تركوا شرع الله حتى أجتمعت الأكلة على قصعتها..ودمتم