أنا وإبني وزمن الربيع العربي .. ؟


صورهم نشرت على المواقع الإلكترونية وهم يقفون في وسط الشارع
معلنين عن رفضهم لتغول المحسوبية والواسطة وسيطرة البعض على قطرة الماء التي يفترض بها أن توزع بعدالة ومساواة بين الجيع ، هم أطفال منطقة الطرة في لواء الرمثا وبعد عشرين عاما سيصبحون رجالا لهم مطالب سوف تتجاوز قطرة الماء .
وهي تجربة لابد من النظر إليها ومقارنتها مع الجيل الحالي من الرجال في الوطن ، وهو جيل بلغ من العمر الكهولة وعاش سنوات تحت نظام أحكام عرفية ولم يتعلم أية وسيلة للتعبيرعن رأيه وإكتفى بأن يعبر عن رأيه فقط لنفسه وإذا تطرف في هذا التعبير يطلع عليه أهل بيته بعد أن يأخذ ضمانات عدة منهم على أن يبقى هذا الرأي بين جدران المنزل وربما فقط جدران غرفة النوم .
قد يقول البعض أن هناك مبالغة في التعامل مع الفترة السابقة من تاريخ الوطن المقموع فكريا ، ولكن هذه الحقيقة التي لابد من الإيمان بها وبنتائجها التي أصبحت بين ظهرانينا الأن وتتمثل في حجم الترهل الكبير في أعداد موظفي الأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية ، وقد جاء هذا الترهل من واقع سيطرة فكرة واحد على كافة أفراد الشعب وبالذات جيل الشباب في زمن الستينيات والسبيعيات وإلى نهاية الثمانينيات ، والذي إستند على قاعدة واحدة تقول .. لا تعترض على شيء .. ولاتعلن عن رأيك بصراحة .. لعل وعسى يكون سجلك نظيفا لدى الجهات الأمنية وبالتالي تفتح لك أبواب الوظائف الحكومية على مصراعيها .
وبالعودة إلى شباب طرة الرمثا هذه الأيام وحرية التعبير التي يمارسونها علنا وأمام كاميرات المصورين ، نجد أن هؤلاء الشباب لم يعد لديهم أو لأهلهم أمل في أن يجدوا لهم مقعدا في وظيفة حكومية سواء أمنية أو مدنية وهذا يعود إلى أن قدرة هذه الأجهزة الحكومية على تطوير أنفسها لإستيعاب أكبر عدد من الشواغر الوظيفية عاجزة عن أكثر من خمسة عشر ألف وظيفة في السنة ، وهنا يكون الباب مفتوحا للقطاع الخاص الذي لايعنيه إتجاهات أو مواقف هؤلاء الشباب من قضية ما سواء سياسية أو إجتماعية إو إقتصادية أو حريتهم في التعبير عن رأيهم .
ولنأخذ هذه المتغيرات جميعها بعين الإعتبار ونقوم بقياس تأثيرها على سلوكيات أبنائنا الشباب عندما يصبحون في عمرنا بعد عشرين عاما من الأن ، والسؤال المطروح الأن وإستعدادا لعشرين عاما قادمة من عمر الوطن ..هل سيكون لدينا حكومات قادرة على التعامل مع هذا الجيل الذي تربى في حضن الربيع العربي ؟ ، ومتى تختلف طرق إختيارنا لرجال الدولة بعيدا عن أسس التوريث والاستنساخ والإعتماد على عقليات أكل عليها الزمن وشرب وإتخذ له زاوية مظلمة وهناك قام ب........؟ ، وهناك شيء يتم طبخه في المطبخ الأمني والسايسي هذه الأيام سوف يترك أثره على سنوات عمر هذه الأجيال القادمة وهو قانون المطبوعات والنشر الجديد أو قانون التكميم للحريات الجديد ، والتاريخ يعلمنا أن من أراد المستقبل عليه أن لايعود للخلف المظلم من تاريخه بل عليه أن يأخذ بالجانبالمشرق منه ...تحية لكل شاب أردني يخرج للشارع ويقول كلمته بكل جراءة فقدناها نحن كهول هذا الزمن ( الكهل هو من بلغ الأربعون عاما من العمر ) .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات