نزيف دمشق


إنّ المشاهد للوضع السّوري يحزن على ما يرى من مجازر تقام ، وعلى حرمات تنتهك ، وعلى أرض تحرق وتغتصب ، وعلى منشآت تدمّر وتزلزل بالآلة الحربية ، فهو النظام الأحمق الذي يتصرف بجنون دون إدراك لعواقب الأمور، و هو الشّعب السوري الذي يُذبَح ويُقتَل ، وبذات الوقت هو يحاول الدّفاع عن نفسه بقدر ما يمتلك من قوة ، ولكنّه في وقت معيّن يقف حائرا تجاه ما يرى من أثر التدمير الذي يلحق بخيرات البلاد ، فبعد إعمار و بنيان يأتي الهلاك و التخريب في النفس البشريّة وفي المقدّرات المادية .
إلى أين وإلى متى ؟؟
سؤال لطالما دار في ذهن الكثيرين ؛ ممّن عشقوا الحرية وطالبوا بها ، ولكنّ الإجابة الشّافية لا تزال في طيّات الورق مخفيّة ، ولكن بات من المؤكّد أنّ رحيل النظام الإجرامي أصبح وشيكا ويقترب مع ازدياد أساليب التعذيب والهرج ، ومع كثرة الإختراقات الحاصلة في مجال حقوق الإنسان واختراق أسمى الحقوق بالحياة والعيش بطمأنينة ، فلا أمن واقع ولا راحة حاصلة وإنّما رعب ودمار ، وهو بكثرة مع مرور الأيّام .
إنّنا لنحزن على ما نرى من تدمير في بلد عربي مليئ بالخيرات ، ذو موقع استراتيجي مميّز ، ونحزن على ما نشاهد من فساد وانحراف لمجريات الأمور الصحيحة والتي من المفترض أن تكون قويمة ، فهي تنساق وراء ما يفعله الغاصبين والحاقدين من قتل وذبح وتشريد .
إنّ ما يحصل في سوريا في هذا الوقت غير مقبول في كلّ المقاييس سواء أكانت دينية أو إنسانية ، ويجب وضع الحدّ له من قبل الدول العربية أو حتى من المنظمات الدولية ؛ لأنّه أصبح لا يطاق ، فمهما كلّف ثمّن توقيفه سيكون أقل من ثمن الدّماء الجارية في مدن سوريا وضواحيها ،فهو النزيف الجاري الذي لا بدّ له من الرّجوع كما كان وإن طال به الزّمان .
بالرّغم من كلّ الصعوبات الإقتصادية التي تواجه المملكة ، إلا أنّها فتحت أبوابها لأخواننا السوريين ممّن لجؤوا واحتموا بعرين الهاشميين ، وببلد الأصالة والشّهامة حيث الرّجال الطيبين ، فوجدوا الرّاحة والأمان ، والمعين والنصير في كل وقت وزمان ، وهم بازدياد مستمر إلى أن تتعدّل الأحوال وتسير الأمور بانتظام ، وهذا ليس تمنناً، بل هو ذكر من باب التذكير بموقف الأردن الذي يأبى إلا أن يكون في وجه كل معتد وغاصب ، فهي الرّسالة القومية التي تحملها المملكة منذ التأسيس .
ولن ننكر الدّور الخارجي من منظمات انسانية و دولية ومن جهات خارجية معنية ، فلهم دور كبير في تمكين الأردن من استقبال لهؤلاء اللاجئين في ظلّ قلة الإمكانات المتاحة و شحّ الموارد المتوفرة .
بلادنا لا نغلقها في وجه من لجأ لنا فهكذا تعلمنا منذ الأزل ، ولكن نأمل ممّن لجأ واحتمى ونال ما يريد وما تمنى بأن يكون على قدر كبير من احترام للمجتمع وللمتلكات العامّة ، و أن لا يبعث شرورا ومفسدات فالشّعب في وحدة والتآم ، ونسأل الله أن يديم علينا الأمن والأمان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات