في حادثين منفصلين للقوات الخاصة وجهاز الأمن العام بكافة كوادره للقبض على مجموعة من المطلوبين الخطريين في الوطن جاءت مبادرة إدارة الأمن العام بأن يتم مرافقة هذه الفرق الأمنية من الاعلام الخاص وبالذات المواقع الإلكترونية كبداية للتغيير في العلاقة ما بين الدولة الاعلام وهي علاقة وعلى مر تاريخ الوطن كانت علاقة فوقية مستندة للقانون العقيم الذي حصر التغيطة الاعلامية لمثل هذه الاحداث بتقارير كتابية يعدها المركز الاعلامي لجهاز الأمن ويتم نشرها عبر وسائل الاعلام الرسمية كوكالة بترا .
نحن في القرن الواحد والعشرين ونعيش حالة من الحتمية التاريخية لتطور وسائل الاتصال عبر شبكة الانترنت والدور الكبير الذي تقوم به المواقع الالكترونية في نشر الخبر الفوري وبالذات الخبر المحلي الذي هو أساس نجاح أي وسيلة إعلامية ، وهذه الحالة من الحتمية التطورية تفرض على كل جهاز حكومي أن يتعامل معها بكل حكمة ونضج يتيح لهذه الوسائل ان تقوم بدورها في المجتمع من خلال علاقة إعتمادية بين أطراف هذه العلاقة وهم الاعلام والجمهور والانظمة السياسية والاجتماعية .
وفي نفس الوقت تبرز الحاجة لوجود هذه العلاقة من الاعتماد عندما تزداد حالة التوتر والصراع داخل المجتمع مما يؤدي بالطرف الأول من العلاقة وهو الجمهور في حالة عجز الطرفين ( الاعلام والانظمة ) عن تقديم المعلومات التي تحقق له الإطمئنان والاستقرار الذهني للبحث عن مصادر أخرى ، وهي مصادر يصعب الحكم على مدى موضوعيتها وصدقها في معالجة الحدث سواء السياسي أو الأمني .
وهذا الاسلوب الذي يتبعه جهاز الأمن العام بكافة فروعه يحقق هذه العلاقة بكل شفافية واحترام لهذه الجمهور ، وهي الطريقة التي يمكن أن نقول عنها أنها الأمن الناعم ولكن من جانب تقديم المعلومة للجمهور بكل وضوح وشفافية ، فكل الشكر لمدير الأمن العام ولجهاز الاعلام في هذا الجهاز على قرائتهم لحتمية هذا التطور لوسائل الاعلام بكل ذكاء.