اعيادنا وافكارنا ذات المرة الواحد ؟؟


للاعياد معنى التأمل ..فكل عيد ونحن متفكرون.؛.

* توضيح اولي ؛السلع الاستهلاكية هي تلك التي تستخدم لمرة واحدة غالبا، وللتشخيص أقول ؛ ما اكثر استعمالنا لمثل هذا النوع من السلع والافكار ؛ فبعضها انتشر بسبب انتهازية واضحة من قِبلنا افرادا وجماعات ودول . وثانيها انقيادنا القطيعي المقصود نحو ثقافة السوق العولمية المفتوحة "دعه يعمل دعه يمُر "و تجلى ذلك بتخلينا الطوعي عن قيم ثقافية وانسانية تحت مسمى "خصوصيتنا" والتي بقيت منذ عقود طويلة للان علكتنا المفضلة التي نجترها كجِمال صحراءنا وبحدود افواهنا فقط ؛اي السنتنا و خطبنا التي بقيت بدورها اوهن من خيط العنكبوت وكأننا قوم لا نريد ان نكون ما نعلم، فلم يعُد يعنينا رغم اسهابنا في الحديث المصطنع عن تلك الخصوصية العربية الاسلامية في عالم القطب الواحد سوى السعر المطلوب والمدفوع معا لاتمام صفقة المرة الواحدة عربا ومسلمين وهكذا دواليك.

• اجتهد بأننا أبناء امة تؤمن بالفرحة والفكرة الواحدة والمواقف المستخدمة للمرة الواحدة ايضا ؛ ولهذا نحن نكره المؤسسية والمراكمة على ما نعرف ؛ مثلما نكره المنادين بهما لهذا بقيت التعددية مشتهاة لدينا لان ؛ فنحن قوم اصحاب المعرفة الافقية المتناثرة والانتقائية سواء اكانت دينية مقدسة او بشرية المنشأ كالنظم السياسية المعاصرة لاسيما الدوله المدنية. وهذا مُبرر علميا؛ ربما بسبب الثقافة الصحراوية وامتدادها القبلّي من دواخلنا وامتلاكنا لاكبر صحاري النفط والعطش بالعالم ؛ وعلية تبدو منهجية المرة الواحدة ديدننا منذ اماد طويلة، والاهم ان الاخرون من امم الدنيا التي خُلقنا للتعرف عليها قد شخصتنا بدقة وتتعامل معنا وفقا لهضمها لنا ولافكارنا الواحدية المتكررة؛ ولناخذ الامثلة الاتية لاستجلاء ما ذهبت اليه في هذا الطرح الواخز والمُرعلى ذاتقتنا الافقية وغير الناقدة للاسف:-.

• اولا - دنيويا ؛ألم نتعامل مع "تحرير فلسطين" تسلحا وخطبا وجماهير وفقا للدفقة والمرحلة السياسية الواحدة ؛ انقلابات وثورات كثيرة في ذاكرتنا امتطت هذه القضية وانقسمنا عربا ومسلمين حول مبرراتها بين تقدمية ورجعية .وهل هي دينة ام دنيوية الاهداف والوسائل.اي هل نحن الان عربا ومسلمين مع الديمقراطية ام الشورى وهما متوازيتان من حيث الفكرة وقاعدة المشاركة في صنع القرار السياسي بالنسبة للجماهير ؛ ماذا نريد الان بعد اربعة عشر قرنا من مسيرتنا التاريخية ؟ فهل يجوز ان نبقى منقسمين او متحاربين على ما نريد من دولة ما بعد التحرير علمانية ام دينية وفقا لنموذج ما ...الخ .

• بناء على سبق تشخيصه ؛ ماذا كانت النتيجة وما الذي اكتشفناه عربا ومسلمين في ضؤ الربيع العربي واستمرار ضبابيته للان ؟ اكتشفنا واتمنى ان نتعلم مع بعد غشاواتنا المتكررة والطويلة ؛ ان الذي حشدناه من نفط وشعر بصمتنا وصبرنا عليه كواحدي التفكير و كاصحاب اعياد للمرة الواحدة من دماء شهداء في حروبنا البينية وعوز وغياب لرغيف العيش الكريم وللحريات الحقيقية والتنمية بحجة تحرير فلسطين والاسكندون والجزر العربية المحتلة وتبادل لاسرانا واتفاقياتنا مع العدو المتربص ببلادنا دون ان نؤمن ونعمل للتحديث الحقيقي رغم كثرة اعداد المتعلمين وجامعاتناوكلنا يتحدث عن الامس فقط للان. فهل سنؤمن فعلا بضرورة تحرير انماط تفكيرنا وبالتالي سلوكياتنا نحو التعددية وان في هذا العالم غيرنا من الامم التي بوسعنا الافادة منها كجزء من حقنا في التطور واستعمال كلتا العنيين في مجتمعاتنا العربية والاسلامية.

• ثانيا - دينيا ؛ ألا نتعامل منذ امد طويل مع واجبات شهر رمضان المبارك رغم ضرورتها وقدسيتها بنظرة أنية غالبا ؛ فالمفروض علينا كمؤمنين ان تبقى عطايانا وايماناتنا مستمرة وليس كما نمارس حاليا ونعبر عنه انتقائيتنا التي تضمنها هذا التشخيص من خلال "المبالغة في الشعائر والصدقات والولائم لصلة الرحم والتأتأة الزائفة في حديثنا عن الفقراء والتكافل والتسامح..الخ وما ان يأتي عيد الفطر المبارك غالبا حتى تعود حليمة الى عادتها الموسمية القديمة ؛وننسى ان اعداد الفقراء لم تقل في مجتمعنا "المتكافل"وان المساحات المحتلة من وعينا الناقد وبلادنا بقيت محتلة ايضا ؛ لا بل ان شرائنا لا حدث أسلحة التحرير العسكرية الفكرية المستوردة والمزعزمة قد تورمت جراء حروبنا المُظللِة لنا على حساب صمتنا وقوتنا وصحتنا واستقرارنا كمواطنين .

• اخيرا ؛ فهل الاعياد غير ألوان دينية ودنيوية نًطلقها كبشر على ايام معدوادات من دائرة الزمن المغادر من رصيد اعمارنا القليل، فمتى سنصبغ بالعمل اعيادنا عربا ومسلمين بمعاني الاستدامة الكريمة لانسانينا المجروحة وآهاتنا المزمنة واحاسيسنا الذابلة بالمواسم ان كنا جادين رغم ضخامة اصواتنا وثرواتنا في آن ؟؟.



تعليقات القراء

نياز المجالي
تحليل عميق و رائع و مشكور عليه د.حسين محادين , نحن امة لها خصوصيتها من القهر و الظلم و التفتت على مفكرينا ان يبحثوا وراء الاسباب الكامنه حول ذلك و عليهم ان يؤسسوا الوعي النقدي المطلوب لوضع النقاط على الحروف ,وعي يبحث في الاسباب و يؤسس لنقضها و هدم قدرتها على اعادة انتاج المشكلة نفسها .
18-08-2012 04:29 PM
.com .مرود
احترامي لشخصك وكل عام وانت بخير
18-08-2012 10:39 PM
rasha
كل عام وانت بالف خير دكتور ... المقال يصف الواقع بعمق فنحن نتبنى الاشياء والمواقف والمناسبات ..الخ لفترة انية في لحظتها وكأننا في دور تمثيلي ينتهي بسدل الستائر وتصقيف الحضور
..
19-08-2012 02:18 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات