بين رمضان والعيد


لم يتبقَّ من الشهر الفضيل إلا القليل من الأيام والليالي وعلى المسلم أن يغتنم هذه اللحظات في المزيد من الطاعة لأن النبي "صلى الله عليه وسلم" كان يكثر من العبادات في الأواخر من رمضان , وكما قال الحسن البصري :"لقد مررت بأقوامٍ يحرصون على أوقاتهم كما تحرصون على دراهمكم ودنانيركم".

فلنحرص على كل لحظة في الطاعة من الليالي الأخيرة حتى نتحصل على القدر الأكبر من الأجر.

ولا ننسى صدقة الفطر التي تطيب الصائم وتطهر نفسه أثناء وبعد الصيام , فيجب إخراجها قبل خروج الناس إلى صلاة العيد وتُعطى لمن لايجب الإنفاق عليهم ومن ضمن الأصناف الثمانية الواردة في الآية (60) من سورة التوبة, وتجب على الكبير والصغير والذكر والأنثى والفقير والغني من المسلمين , ونشير هنا إلى عدم وجوب إخراجها على الجنين إلا أن يولد قبل صلاة العيد فتجب عنه الصدقة.

ولنتذكر أن نبذ القطيعة من أهم أسباب قبول الطاعة لقوله "ص" :"تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس ,فيُغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئاً إلا رجلاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيُقال ..أنظروا هذين حتى يصطلحا ..أنظروا هذين حتى يصطلحا"..,من هنا نلمس أن القطيعة سبب لعدم قبول الطاعة فلا نضيع العبادة من صلاة وصيام وقيام وصدقة من أجل إرضاء النفس (التي هي عدوة صاحبها بطبيعة الحال) في القطيعة والتدابر مع الآخرين.

ومن الأمور التي يجب أن لا ينساها المسلم أن أفضل الذكر ليلة العيد هو التكبير فهو ذكر يوافق ذكر الملائكة فليبق التكبير بهذه الصيغة ..الله أكبر الله أكبر لا اله الا الله..الله أكبر الله أكبر ولله الحمد ..فمن توافق ذكره مع ذكر الملائكة دخل الجنة. ويبقى الذكر من ليلة العيد حتى صعود الخطيب لخطبة العيد.

ونذكر بضرورة حضور الخطبة ,فهناك الكثير من الناس يأتي ليصلي العيد وبعد انتهاء الصلاة يغادر فورا ولا ينتظر الخطبة وهذا خطأ عند الناس ,فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصى حتى النساء الحُيَّض وذوات الخدور بحضور الخطبة ليشهدن الخير , فالمقصود من صلاة العيد سماع كلام الخطيب وليس ركعتي سنة العيد فقط ونغادر.

وهناك أغلوطة لدى البعض تقتضي بزيارة القبور بعد صلاة العيد مباشرة , والأصل أن ينطلق إلى الأحياء فهم أولى بالوصل ,وأما الأموات فيستطيع أن يلقي عليهم تحية العيد في آخر النهار أو في اليوم التالي, فهذا الأقرب للسنة.., ونذكر حرمة زيارة المرأة للقبور لقوله "ص" :"لعن الله زوارات القبور" فتجد الجهل عند البعض يدفعهم لاصطحاب النساء للقبر دوما وخصوصا في العيد ويأخذون معهم الحلوى والقهوة السادة والطعام الى القبر وهذا مخالف لتعاليم النبي علييه الصلاة والسلام.

ولا ننسى أن الرحم معلقة في العرش لها أن تطلب من الله أن يقطع من قطعها وأن يصل من وصلها فلنصل الرحم ليصلنا الله ويبارك في الأرزاق.

ولنستمر بعد رمضان كما كنا في رمضان في زخم وخِضَمِّ العبادات , ولنستمر في البذل والعطاء والخير ولنتصالح دوما مع الله وأنفسنا والناس.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات