كأن حدود الوطن أنتهت عندهم فقط وهم اصحاب القدرة على قراءة المشهد القادم من الحياة السياسية في البلد ... هم الإخوان المسلمين إذا وحكايتهم مع صراع البقاء في زمن الربيع الاسلامي الاميريكي ( وهو مدبلج باللغة الخليجية ) .
وعندما نفتقد للجهات التي تحاسب الأخرين على قدرتهم على التلاعب بالتاريخ يصبح الحاضر محاولة لإجترار هذا التاريخ والاستناد إلى أن عقل المواطن لايحمل ذاكرة ( فلاشه ) كي تسعفه في عقد المقارنات بين الماضي والحاضر .
إن حديث الاخوان عن أن الحكومة تستعين بتيارات فلسطينية كي تشجع الاردنيين من أصول فلسطينية على المشاركة بالانتخابات وخصوصا المخيمات هو مشابه لما سبق في التعامل مع التاريخ ، وهم الذين أستندوا على هذا المكون في الأردن عند مشاركتهم في انتخابات 1989 والتي تلتها إلى أن قاطعوا الانتخابات وتم استخدام هذا المكون كذلك في حالات المقاطعة ، ويبدو أن هذا المكون الاردني من اصول فلسطيني دائما يكون حصان الرهان الذي تضعه الحكومة أو المعارضة لقلب الطاولة على الأخرين .
والتاريخ يذكرنا بأن أحد نواب اليسار حاليا وهو نائب منذ بدء الحياة الديموقراطية في البلد وعند الحديث معه أنك إلى الأن تتكأ على المخيم في الوصول للمقعد وتبتعد عن كرسي المحاصصة الخاص بك يجيبك بكل هدوء وحسب الموقف مرة أن من نجحه هو أقليته ومرة أن من نجحه هم ابناء المخيمات ، وهذه حقيقة لايمكن لأحد أن ينكرها سواء الحكومة أو المعارضة بكافة أطيافها .
ويوعود ذلك لأن الخيار العشائري في الإقتراع محسوم وواضح داخل بقية مناطق المملكة بإستثناء العاصمة والزرقاء بمكوناتهم الاردنية من أصول فلسطينية ،وفي بقاء مكان الإقامة بعيدا عن الواقع ترسيخ للقاعدة العشارية في الانتخابات والكركي يقيم في عمان ويقترع في الكرك وكذلك الاربداوي والطفيلي وبقية محافظات المملكة ذات الصبغة العشائرية ، ويبقى هو هذا المكون الاردني من أصول فلسطينية حصان الرهان للجميع داخل مدينتي عمان والزرقاء وفي ما ذكر من طلب الحكومة لبعض التيارات الفلسطينية أن تؤثر على نسبة مشاركة أفراد هذا المكون لأكبر دليل على حجم التناقض بين القول والفعل سواء في الفكر الحكومي أو فكر المعارضة .