لا نريد إصابات فالعيد للفرح والمسرّات


مع قرب انتهاء شهر رمضان المبارك الذي أسعدنا بوجوده ، وأبهجنا بأيّامه ولياليه ، ومع إقتراب حلول عيد الفطر السّعيد ، الذي به السّعادة والوئام ، وبه الوصال والاطمئنان ، فإنّ البعض يفرحون ويعبّرون عن سعادتهم بطرق خاطئة من شأنها التأثير على المجتمع الذي نعيش بما ينعكس سلبا على طبيعته من فرح وسرور إلى حزن وشرور ، فالتّصرفات الخاطئة من قبل البعض تدفعنا إلى تأمّل الواقع والبحث في الأسباب والدّوافع المسببة لذلك ، لما لهذه التصرفات من عظيم الأثر على واقع المجتمع بما ينعكس سلبا على الشّعور بالرّاحة والأمان .
ومن ضمن هذه التصرفات السّلبية والتي أصبحت تأخذ بالتفاقم والإزدياد مع مرور الأيّام ، استخدام العيارات النارية والمفرقعات في مختلف أنحاء المملكة ، والتي تسبب في الكثير من الأوقات إصابات عديدة وقد تكون بليغة ، بل واحتمال الوفاة يكون فيها واردٌ في الكثير من الأحيان نتيجة لاستخدامها من غير المختصين ومن دون علم بما يتوجّب فعله من متطلّبات لتحقيق الأمان ،فهل نفرح عندما نتسبب بإيذاء الآخرين ونعمل على إصابتهم وتشويههم ، أم أنّنا نكون مسرورين عند تلقي خبر الوفاة .
ولا يقتصر الأمر على إيذاء الآخرين بل يتعدى ذلك ليصل إلى إمكانية التّسبب بالأذى لأنفسنا ، ففي قصة يرويها زميل لي ، أفاد أنّه رأى شخصا ونتيجة لاستعماله الخاطئ للمفرقعات التي تباع بالأسواق لمن أراد ، من دون رقابة وتشديد ، وباستهتار وعدم إكتراث ، فقد أدّت هذه المفرقعات إلى بتر إصبع في يده ، فهل هنا سيكون المرء مسروراً ؟! أم أنّ حياته ستصبح في ظلام وإحباط ؟!
وعلى صعيد الأعيرة النّارية فخطرها أشدّ وأعظم ، يكفي أنّها تسهم أحيانا في إنهاء حياة إنسان وتحويل السّعادة على وجوه أهله وأحبته إلى تعاسة وشقاء ، فهي تسهم في قتل حياة إنسان نتيجة لرصاصة طائشة ، و تتسبب بشلل تام لآخر ، أو قد تصيب العين فيتحوّل النور إلى ظلام ، فلتكن على قدر مسؤولية ألقيت على عاتقك في الحفاظ على نفسك والآخرين وعدم اللجوء إلى أساليب لا تغني ولا تسمن من جوع ، بل هي أداة للتخريب والتّدمير .
وفي ظاهرة أخرى تشهدها المملكة ، ما نشهده من سباقات في السّيارات وكأن الذّكاء في الوصول إلى سرعة جنونية ، ولكن أن تصلّ متأخرا خير لك من أن لا تصل أبدا ، اجعل من حياتك قيمة غالية وحافظ عليها بأقصى ما تستطيع ، فلا تجعل من نفسك سلعة رخيصة لا تهمّك فقدانها ، فأنت من تصنع لها القيمة ، وإن كنت لا تريد الحفاظ على نفسك فهناك آخرين يجب عليك الحفاظ على أرواحهم ، فالفرح مشروع للجميع ، ولكن له طرق وضوابط ، فليس التعدي على أرواح الآخرين هو الحلّ في ذلك .
إن قيمنا تقضي علينا أن نكون مثلا في الحفاظ على الآخرين ، وأن نسعى إلى نشر روح الطمأنينة بعيدا عن الأجواء التي يسودها نشر الخوف والرّعب ، فالشّعور بالرّاحة نعمة عظيمة.
لا تحدّث نفسك بأنّك غير مسؤول ، وأنك لن تؤثر في المجتمع ، بل الكلّ مسؤول ووجب عليه الإبتداء من نفسه ، فكلّ واحد منّا يصنع التغيير ويقود إلى المستقبل المنير ، فكن على قدر مسؤولياتك في الحفاظ على نفسك وعلى الآخرين ، ولا تكن في معزل وانغلاق لا يهمّك شأن أحد إلا نفسك وما يرضيها ، وكن مبادرا في إحداث الفارق الذي نسعى إليه بجهود كل فرد في المجتمع بأن يكون فاعلا وله دور عظيم .
في النهاية أتمنى لكم السّعادة والرّاحة بعيدا عن التّعاسة والشّقاء ، وكلّ عام وأنتم جميعا بخير.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات