يتشدق الكاتب الاسرائيلي " جاي بيكور" بمقالة له نشرت بتاريخ 15/7/2010 عبر صفحات صحيفة "يديعيوت احرونوت" الاسرائيلية تحت عنوان مقزز " ادخال الاردن الى المعادلة " , يرى فيها أن الاردن للفلسطينيين بحكم التركيبة السكانية , وسط غياب المفكرين والكتّاب والساسة الاردنيين الذين صنعتهم السياسة , ولم يعد لهم من هّم الا جمع الاموال وافساد الشرفاء لتبقى الساحة الاردنية مفتوحة للذئاب والحصينيات والارانب لالتهام كل ما لذ وطاب من خزائن شعبه.
فالكاتب الصهيوني سالف الذكر يُعتبر بطل في نظر اليهود وفي المقابل يعتبر الكاتب الاردني الذي يدافع عن حقوق الاردن وشعبه متملق متعنصر يدخل باب النفاق والتصهين والخيانة والعمالة.
اعود للكاتب الصهيوني بيكور المتساءل في مقالته : كم دولة فلسطينية نحتاج؟ هل الفلسطينيون بحاجة الى دويلات , ويرى متهكما وساخرا ان هناك دولة قائمة في غزة , ويريد الفلسطينيون دولة اخرى في يهودا والسامرة أي " الضفة الغربية " ويعتقدون في اعماق قلوبهم ان اسرائيل هي الدولة الفلسطينية بينما 80% من المواطنين الاردنيين فلسطينيين؟.
تساؤلات خطيرة اطلقها الكاتب الصهيوني وسط غياب صوت الساسة الاردنيون المؤتمنون على الشعب الاردني تحمل في طياتها تساؤلا يجب ان نخوض به بتعمق : اين الشعب الاردني الاصلي اذا ؟.
تعالوا نعود الى لغة الارقام نحتكم اليها لنوضح للاردنيين الخبث الاسرائيلي بتعاملهم مع القضية الفلسطينية بايهام العالم والترويج لمخططاتهم ان الاغلبية المطلقة من سكان الاردن من اصول فلسطينية وفي ذلك يكمن الخطر على كل من الاردن وفلسطين معا.
فلغة الارقام هي الفيصل للرد على هذا الصهيوني المتطرف,وللتأكيد على ان الشعب الاردني من الاصلي هو الاغلبية المطلقة وليس كما يردد ابناء صهيون والمحتكمين بأمرهم لزعزعة الساحة الاردنية وتهويد فلسطين وتنفيذ مخططاتهم.
فلو تمعنا بالخريطة السكانية للاردن نجد ان قبائل بني حسن يبلغ تعدادها حوالي (700000) لا نريد القول مليون, وقبيلة عباد ( 300000) وقبيلة بني صخر( 200000) وقبيلة العدوان ( 100000) وقبيلة بني حميده ( 150000) وعشائر البلقاوية المترامية الاطراف في عمان (100000) وعشائر سحاب (100000) وقبيلة الدعجة ( 50000) وسكان محافظ الكرك (150000) و الطفيلة ( 150000) ومعان (150000) وجرش (150000) وبدو الشمال ( 150000) والعقبة ( 50000) وعجلون (100000) واربد( 800000) والسلط ( 300000) ومأدبا ( 150000) والشيشان والشركس (50000) , والدروز( 30000), وبدو الجنوب( 50000), فيكون المجموع اكثر من 4ملايين نسمة من اصل 6 مليون نسمة , يمثلون ما نسبته 70% من سكان في الاردن .
راجيا المعذرة فالارقام المذكورة تقريبية , وانا اعلم تماما بأنني قد اكون هضمت البعض حقوقهم في الارقام , وحسبي ان ابناء تلك المحافظات والعشائر الاردنية كرام يقبلون العذر , ويملكون من الفكر والفطنة ما يجعلهم يتواصلون معي لتزويدنا بالارقام الحقيقية لنقف عند وجع الاردن الذي يريده البعض له أن يتفاقم , لتحقيق طموحات الصهاينة كما يردد الكاتب "بيكور " المتبجح قائلا في مقالته " كيف كان للاردن تحويل المشكلة الفلسطينية لاسرائيل وحدها ؟ وكيف قام الجميع بنسيان فلسطينية الاردن؟ أي ان الاردن هي دولة فلسطين.
فلنكتب بهذا الشأن ونتعمق فليس صحيحا كما يرى البعض ويردد ان الكتابة في هذا الموضوع عنصرية واثارة فتنة, فالفتنة والعنصرية هذه صنعها الفكر الصهيوني ليتسنى له تصدير افكاره المضرة بالاردن.
وقفة للتأمل :"فلنتذكر كيف يدافع ابناء اسرائيل عن دولتهم ومصادر بقاءها بإيجاد عوامل اقلاق لجيرانها , في الوقت الذي نجد فيه احد كبار صناعة القرار في الساحة الاردنية كباسم عوض الله يرى ان قاتل وصفي التل المدعو محمد عوده بطل قومي ليذهب ويتقبل العزاء بوفاته".