قميص عثمان وتأسيس الدولة


الخليفة الراشد عثمان بن عفان الصحابي الجليل الذي بشره الرسول الأعظم بالجنة بعد أن جهز المسلمين في غزوتهم بعام العسرة حين قال سيد الخلق (ما ضر ابن عفان ما فعل بعد اليوم).
لقد بدأت المؤامرة على الدولة الإسلامية من عهد الخلفاء الراشدين بالتآمر على الخليفة الثالث عثمان, تلك المؤامرة التي مرت بثلاث مراحل حتى نفذت بذكاء أموي خارق.
المرحلة الأولى كانت عند مجيء الثوار من الأنصار إلى المدينة المنورة ليطالبوا عثمان بإقامة العدل واتباع السنة, والتقوا به ورضي بإجابة طلبهم ليعودوا راضين إلى ديارهم.
المرحلة الثانية عندما قفلوا راجعين من الطريق قبيل وصولهم إلى مصر وحين اكتشفوا كتاباً مختوماً بخاتم الخليفة مع رسول له إلى والي مصر يؤمر به الوالي بقتلهم عند رجوعهم إليه, فحاصروا عثمان وطلبوا منه التنازل لعلي أو ان يقتلوه.

أما المرحلة الثالثة فكانت في حصار عثمان في بيته والمثابره على الحصار حتى قتل.
وهنا نستذكر ادواراً ثلاثة:
الدور الأول: للخرواج الذين يؤمنوا بصحة خلافة عثمان في سنينه الأولى ويرون أنه غير وبدل ولم يسر سيرة سلفه في سنينه الأخيرة.
علماً بأنه ليس من السهل على إنسان كعثمان الصحابي الجليل الذي أمضى عمره الطويل يجاهد بين يدي الرسول وينفق أمواله في سبيل الرسالة أن يتغير أو يتبدل مما يعني أن التغير الفجائي الذي لاحظه الثوار وآخرين يخفى تحته سراً ألا وهو سلوك أقاربه وحاشيته المحيطين به. والذين دبروا مكيدة الرسالة لوالي مصر بعد أن تعرف أن قميص عثمان الذي قتل فيه وأصابع زوجته التي قطعت أثناء قتله ترسل حالاً إلى معاوية في الشام ليستلمه وينشره على المنابر ويصيح المسلمون آنذاك (واعثماناه ـ قتل امامنا مظلوماً).
ألدور الثاني: لمعاوية بن أبي سفيان الذي زار عثمان ابان اشتداد الثورة عليه ويقال أنه نصح عثمان بأن يقتل علياً وطلحة والزبير زاعماً أنهم سوف يقتلونه إذا لم يقتلهم فرفض عثمان هذه النصيحه فقال له معاوية اجعل لي الطلب بدمك أن قتلت فأجابه عثمان على ذلك.
ولولا عثمان وقميص عثمان لكان من الصعب جداً على رجل كمعاوية حارب الرسول هو وأبوه أن يصبح خليفه رسول الله في أمته بعد زمن قصير.
وخلاصة القول:
لم يقع في تاريخ الإسلام مأساة أشد ضراراً بالإسلام من مقتل عثمان ولم يشهد التاريخ قميصاً تؤسس به دولة كقميص عثمان رحمه الله.
دولة أبطل بها بنو أمية نظام الشورى واحلوا مكانها نظام الوراثة.
نعم بنو أمية الذين استولوا على دولة الملسمين وغيروا مسارها بتخطيط معاوية وتنفيذ مروان بن الحكم ابن عم الخليفه عثمان وحامل اختامه هو ومالك الأشتر وأصحابه من السبآيين حيث اصابوا الهدفين بمقتل الخليفتين الثالث والرابع ذو النورين ومن افتدى الرسول بنفسه كرم الله وجهة.

وإن غداً لناظره قريب



تعليقات القراء

زوزو
بدنا قميص عيد مش قميص عثمان
17-08-2012 08:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات