أحداث سوريا الدامية تحرمني فرحة الإجازة


تتمازج المشاعر في إجازتي هذا العام فبين فرحة مشروعة بلقاء الأهل والأصحاب والعيش في ربوع البلاد شهر من الزمان، وبين الألم والحسرة والقهر على ما يجري في سوريا الحبيبة، وهذا مرتبط بكل تأكيد برفيقة دربي وشريكة حياتي كونها من أرض الشام ومن الحارات القديمة في دمشق الحبيبة فك الله كربتها، والله إني أخفي ألمي وقهري بل ودموعي عنها وهي تتناسى أحزانها وتظهر لي فرحتها بذهابنا إلى الأردن وتنشط بتجهيز الحقائب كما اجتهدت تماما في شراء الهدايا لأهلي فقط؛ لأننا بكل تأكيد لن نذهب لزيارة أهلها وهم لا يقدروا على المغادرة جراء الحصار الغاشم الذي يمارسه الطاغية المجرم ولا يستطيع أحد أن يوصل لهم الهدية، وأنا أعرف مقدار شوقها لأهلها الممزوج بالخوف عليهم وعلى سوريا نفسها.
ستكون الإجازة هذا العام حزينة بمقدار الدماء الطاهرة البريئة التي نزفت وسفكت على ثرى سوريا الحبيبة، ستكون فرحة العيد منغصة وقليلة الدسم هذا العام، فمناظر الدمار والأشلاء سلبت مني أكثر معاني الفرح والإبتسام، ستكون الإجازة هذه مختصرة على تغذية الروح وإرواء العين من والدي الحبيبين أطال الله في عمرها وعلى زيارة الأهل والأصحاب، وستكون سوريا حاضرة في إجازتي هذه حتى وإن حرمونا منها مؤقتا... فهي حاضرة في عقولنا وقلوبنا وألسنتنا وهي المادة الرئيسية بكل تأكيد لأكثر جلساتنا.
أصبر نفسي وزوجتي والأولاد الذين يلوموني على تقصيري إتجاه ما يجري في بلاد أخوالهم... فعمر ذو الخمسة أعوام يقول لي لماذا لا تذهب وتضربهم لأنه شاهد طفلة من ضحايا إرهاب العصابة الحاكمة وهي مقتولة على أيدي الشبيحة المجرمين، وشام التي لم تتم عامها الرابع تقول بالحرف الواحد بلهجة أقرب إلى لهجة أخوالها "بدنا إنروح على سوريا وهي منزوعة"، أقول لهم ولوالدتهم ولجميع أحرار العالم... لم نسمع يوما لا في القديم ولا في الحاضر عن ظالم تجبر وتكبر إلا وقصم الله ظهره وهزمه ونصر المستضعفين أهل الحق عليه وهذا ما ننتظره لأهلنا في سوريا وكلنا ثقة بموعود الله جل جلاله وبحديث رسوله صلى الله عليه وسلم... حيث يقول المصطفى في الحديث المتفق عليه: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ثم يقرأ :"وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ"... اللهم عجل بالفرج لأهلنا في سوريا واحقن دماء المسلمين في بورما وفي كل مكان واحفظ الأردن وشعبه وسائر بلاد المسلمين إنك ولي ذلك والقادر عليه.




تعليقات القراء

هذلول
الجمع بين الحزن
و
التمتع
" بلذائذ الحياة"
امر ممكن
ولكنه صعب
وبعض شعوب الارض
"ترفضه"

اقتباس:
(....في سوريا واحقن دماء المسلمين في بورما....)
انا
يعلم(بلغة الهنود)
ان هنالك توريه
اهؤلاء كل مكلومي و مستضعفي الامتين:

العربيه و الاسلاميه؟؟؟؟!!!!!!!!



الفاضل و ابن الاكرمين
الاستاذ و الكاتب
الشاب

أحمد النعسان


جراسا الغاليه دوما
المحرر المبجل دوما
حرية الجمله
الرأي الاخر
كل التقدير و المحبه
13-08-2012 11:04 AM
إلى هذلول
وكأنك لا تقرأ إلا ما تريد...اللهم عجل بالفرج لأهلنا في سوريا واحقن دماء المسلمين في بورما (وفي كل مكان) ألم تقرأ وفي كل مكان ...
13-08-2012 11:21 AM
هذلول
الفاضل و ابن الاكرمين
حضرة صاحب التعليق رقم 2
انا
يقرأ(و الحمد لله) يعي ما يقرأ
ولكن
هنالك
اولولويات
للكاتب
و للامتين
"المذكورتين"
لماذا
لم
ترتب
و
تذكر
تلك
"الاولويات"

جراسا الغاليه دوما على قلبي

المحرر المبجل دوما

كل المحبه
و
فائق التقدير
13-08-2012 12:37 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات