أحياناً يكون الإنسان مجبر لاستراق السمع ولا يحسّ بالذنب كما حدث معي اليوم عند زيارتي لأحد المراكز الصحية وانتظاري الدور فاستمعت لبعض العبارات التي كانت تتردد في غرفة الطبيب: "جوزي ما بعرف يوكل الكبسه إلاّ مع خبز" ، " حتى المقلوبة جوزي ما بعرف يوكلها إلاّ مع خبز" فردت إحداهنّ: " طيب مهو في نشأ" فقالت: " ما بعرف ليش" وبعدها جاءت عبارة تحمل إسمي " بدر بني إسماعيل" دخلت إلى غرفة الطبيب فوجدتها وكأنها (مضافة الحاج مازن رحمه الله) بالرغم من أن الطبيب ليس له علاقة بجلوسهنّ في غرفته لما كانت تظهر عليه ملامح الخجل والأدب وهو كذلك بشهادة ممّن حوله في مكان العمل. لكن أدب وحياء هذا الطبيب أثر عليّ وعلى كل مريض يحاول الدخول إليه فبعض الأمور التي يجيء المريض من أجلها يتجاهلها خجلا من النساء. فكما زوجكِ لا يستطيع أكل المقلوبة أو الكبسة إلا بوجود الخبز فأنا وغيري لا نستطيع بث شكوانا إلى الطبيب بوجودكِ كذلك.
والآن هو حال المجتمع الأردني فهو غير قادر على التخلص مما لديه من مشاكل وهموم وانزعاجات وتآكل لحقوقه في شتى المجالات التي تأملها وانتظرها بحله جديده تضمن تغير حقيقي في الحياة التي يعيشها المواطن والتي تتمثل بارتقاء سياسي اقتصادي اجتماعي بسبب من يجلس إلى جانب صاحب القرار ويضغط على عيش المواطن. نعم يا جلالة الملك فأنت الطبيب الذي يشكو له المواطن الأردني الذي أصبح غير قادر على الحصول إلى ما يطمح إليه بسبب النهج الذي يتبعه رئيس الحكومة المتزمت الذي يريد أن يسير بنا إلى الهاويه.