الفن والدراما في رمضان


كثيراما ينشط اصحاب الفكر وعمالقة الفن المدعون بحبهم وحرصهم على الترفيه على الصائمين بوجبات دسمة من مسلسلات متخمة بالسخف والفجور والبعد عن حرمة هذا الشهر الكريم .
فنجد ان نشاطهم يتم تكثيفه لتصوير اكبر عدد ممكن من هذه المسلسلات والبرامج التي تحس بسخف وانت تشاهدها ، ناهيك عن الكلام السقيم العقيم والمجوج فغالبيتها لا تعطي فكرة اوقيمة او حثا على فعل طيب و سلوك حميد اوالتغير لعمل افضل، انما هي تهريج وصراخ وشتائم وبطولات زائفة .
ولا تعطيك هذه الوجبات المكثفة انطباعا بأنك تعيش حرمة شهر كريم، وكأن شهر رمضان لا يكتمل صيامه ، ولا نخشع بقيامه ، ولا يتم اكتمال يومنا إلا بهذه الوجبات الدسمة والمتخمة بما لذ وطاب من اجساد عارية ، وكلمات فارغة ، وسهر حتى الصباح . وان من المستغرب ان ترصد الملايين بل المليارات لأنتاج هذه الأعمال .
فهل رمضان القديم الذي عاشه الأجداد وعشناه نحن كان يعج بهكذا اعمال ، وهل كان لنا السهر ومتابعة طويلة امام التلفاز؟؟الجواب طبعا لأ لأن السهر ممنوع على زماننا، وطبيعة وقت البث لم تكن لتطول لبث برامجها طوال الليل والنهار، وقلة القنوات ، كانت تدعوك للنوم والراحة بدل السهر والعناء . فأليس لهذا الوضع راحة للنفس وطمأنينة ، بالبعد عن مشاهدة ما يفسد النفس ويفسد العبادة والصوم؟
وكثيرا في هذه الأيام ما تتسابق القنوات الفضائية وتتبارى بعرض اكبر عدد من هذه المسلسلات والبرامج التي تسمى رمضانية وليس لرمضان فيها إلإ اسمه، وكأنه عروض استثنائية كعروض بعض المولات الزائفة والتي تكون قد قاربت على انتهاء صلاحية منتجات ما تعرضه من مواد تريد الخلاص منها وفي شهر كريم ، والمسلم الصادق المخلص يحاول ان يقدم فيه ويعمل افضل عمل لأن العمل يضاعف اجره .
و لي عتب وقد يصل الى اللوم على بعض القنوات الفضائية التي لاهم لها إلا شهر رمضان لتعرض فيها كل ماهو جديد كما يدعون وكل ما هب ودب ، وفي باقي ايام السنة تكرر وتعيد من ارشيف مكتبا تها البالية كل ما هو مكرر ومنتهي الصلاحية.
آه ياشهر رمضان لقد جعلوا منك شهرا للترف والسهر ، وجعلوا منك شهرا للخمول والكسل ، وجعلوا منك شهرا للطبخ والنفخ ، ونسوا وتناسوا فضلك وفوائدك التي لا تعد ولا تحصى .
انا من وجهة نظري المتواضعة والتي قد لاتروق لكثيرين من مشاهدي هذه الوجبة الرمضانية ، ارى ان صلاحيتها قد انتهت بمجرد معرفة اسمها وقبل بدء العرض.
فانا لا ادعو لوقفها ومقاطعتها وإنما ان يكون من وراء ما ينتج ما يكون فيه العبرة والخير والنصيحة ، ومراعاة حرمة الشهر الفضيل بالإحتشام ولو بعض الشئ على اقل تقدير .
وهل ظروف الأمة في راحة وهناك ما يدعوها للفرفشة وهناك من الأخوة والأحبة من ابناء وطننا يعيشون في فراغ الأيام وبؤسها من ويلات الحروب التي اصابت بلادهم ، وجعلت صواريخ وقذائف جيشها المستبسل ببطولاته على شعبه يدعونا لأن تهنأ نفوسنا وتفرح وهم يعانون ويكابدون من هذه الويلات ؟ ولا يجدون مايسد الرمق ؟
رمضان شهر تتوق فيه النفس للعودة للروحانيات للخشوع للسكينة للطمانينة للراحة للعودة الى الله والعودة لكتاب الله لأن الأجر يضاعف فيه ، وقلما نجد مثل هذه البرامج التي توصلنا ولو بالقليل من الجرعات الإيمانية في برامج تعطينا شوقا للمتابعة على قنوات همها المادة فقط وليس غيره .
نتمنى ان يكون رمضان القادم فيه ما يفيد العقل ويشحذ الهمم ويدعو الى العودة الى الله والتمسك بالفضيلة والأمانة والنزاهة والشرف ، ومراعاة واقعنا المر الأليم ، وان تعود الأمة لجادة الصواب وان يتحقق النصر والأمان والسلام في جميع ربوع الوطن العربي الكبير ، وان يحفظ الله جميع ابناء العروبة من كل شر وسؤ ،وتتكلل حياته بكل خير و عمل طيب صالح ، والله من وراء القصد، انه نعم المولى ونعم النصير .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات