المبادرة الأردنية .. من هو المهمّش هنا !!


داية أود القول أن هذا التجمع المسمى المبادرة الأردنية لمواطنة متساوية ،يضم وزراء سابقون وشخصيات أكاديمية وقانونية وإعلامية وبرلمانية بارزة تدعي أنها من أصحاب الحقوق المنقوصة ، وهي طبقة برجوازية ساهم النظام بكل أسف بدعمها وتربيتها حتى باتت شديدة العود قاسية العظم خائنة العهد ، استغلت ظروف البلاد والأزمة التي تعيشها وسط مطالب الناس بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية ، فيما خرجوا هم مطالبين بتحقيق أجندتهم السياسية والمطالبة بها ولو كان من خلال لي ذراع الوطن او التهديد بإجراءات مواجهة مع النظام في ذروة الأزمة ، وكنا نعتقد أن امتناعهم عن الخروج للشارع ومشاركة الناس حراكهم كان لدرء الفتنة ، ونحن لاندري أنهم إنما يخططون في الغرف السوداء تاركين الناس تسعى وراء إصلاح الحال وترتيب البيت الأردني وهم يعدون العدة كي يحققوا ما يصلحون به حالهم واقصد حال تلك الطبقة البرجوازية التي لم تهتم أصلا بحال أبناء جلدتهم وفيهم أسماء تعد الأعظم بين من يمتلكون حسابات مالية تتجاوز ال 9 أصفار ! .
كانت تلك المبادرة قد أعدت مخططها بعناية ، وكلما تحقق لها هدف ، انتقلت للهدف للأخر ، فبدأت معركتها مع دائرة المتابعة والتفتيش واتهمتها بسيل اتهامات ، والكل يعرف أن تلك الدائرة كانت تراقب وتنظم شؤون الفلسطينيين في الضفة والأردن، وتحافظ على حقوق أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة كي لايفقد حقه في العودة او الأرض ، وحين أرادوا تغليب المصالح الصهيونية والبرجوازية الفلسطينية المتحالفة معها في التمهيد للوطن البديل من خلال الدعوة إلى وقف سحب الأرقام الوطنية ، بدأت تلك المعركة ، واستطاعوا أن يلغوا دور تلك الدائرة ويعلنون تجميدها ، وباتت مرتبطة برئاسة الوزراء مباشرة ، ومن ثم انتقلوا للحديث عن قانون الانتخابات واعتبار أنه يكرس تهميش حقوق الأقلية الفلسطينية ،فرفضوا القانون ورفضوا أن ينال أبناء الأردن في مختلف المحافظات والبادية غالبية المقاعد، وقد سمعنا الكثير من نوابهم ووزرائهم وما قالوه في القانون ، وافتعل احد زعمائهم التعب والإرهاق وهرب إلى خارج البلاد احتجاجا على القانون أكثر من مرة بالرغم أنه يرأس أحد مجالس الأمة التشريعية في الوطن ، وساندهم بذلك جماعة الأخوان المسلمين الذين وجدوا في تلك الرؤية فرصة زيادة حضورهم في المخيمات فباتوا يتغنون بما يتغنى به أولئك النفر .
نفذت تلك الجماعة تحركا أخر ، وقررت مخاطبة الملك وتحريضه على شعبه ومؤسساته والإدعاء أن توجيهات الملك لاتجد الآذان الصاغية لدى أجهزة الدولة والمتعلقة بحقوق أبناء الشعب الفلسطيني في الأردن ، وهي رسالة أكثر ما يمكن أن يقال أنها محاولة لكنها فاشلة في تأليب الملك على شعبه ومؤسساته التي طالما كانت ولازالت تحمي نظامه الهاشمي من كل عدو أو معتد أو طامع بنظامه تم مواجهتهم على مدار حكم الهاشميين ،وبلغ الأمر حد التهديد في نفس الرسالة التي قالوا فيها حسبما نشرتها صحيفة عربية ( القدس العربي ونشرها حاقد على الوطن لايألوا جهدا في الاصطياد بالماء العكر وشتم أبناء الوطن والتقليل من قدرة الدولة والنظام خدمة لمن يحركه تلفونيا ويمنحه الدعم أو المكافأة التي يبحث عنها ، إذ يقولون في رسالتهم للملك : .. وحتى تقام الحجة أمام ألله والوطن والملك والناس بسبب ما يعيشه المكون الفلسطيني في المجتمع الأردني من إقصاء وتهميش لم يعد من الممكن السكوت عليه !!
تخيلوا هنا ، يستجّدون الملك من جهة ،ولا يخجلون بالتلميح له بالمواجهة !! وإلا، ماذا يقصدون بتلك الكلمة ! هل هي الحرب وحمل السلاح وإسقاط النظام، وما هو البديل والقادم إن لم تلبى رغباتهم !! وهل سمع احد من أصحاب المبادرة ما يدين او يستنكر بعض التصريحات التي وصفت أبناء الوطن بكلاب صحراء او حثالة، او حين استقوت إحدى نسائهم على الوطن وطالبت نائب الرئيس الأمريكي في مقر السفارة بالتدخل والضغط على الأردن لتحقيق أجندتهم في الأردن ،فالتغني بالوحدة الوطنية والمطالبة بها لن يتلازم مع صمتك وسكوتك على خروقات غير أخلاقية تنال من أحد طرفي هذه الوحدة .
شرحت الرسالة لأول مرة بالتفصيل ما أسمته بتجليات سياسات التمييز الرسمية والأمنية ضد المواطنين من أصل فلسطيني وبينها الاستثناءات في القبول بالجامعات حيث توزع حسب إدعاءاتهم نحو 80% من المقاعد الجامعية وفقا لهذا النظام فيما يتنافس جميع الأردنيين على 20 !! وهذا افتراء وكذب ، فالمقاعد الجامعية يوزع منها فقط 20 % لأبناء العاملين بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ، و5 % لأبناء المعلمين ، والكل يعلم أن تلك النسبة يتشارك بها أبناء المعلمين ،ويتقاسم كذلك أبناء الوطن ما كان يعرف بقوائم الديوان الملكي التي تشكل مع قوائم العشائر والمناطق الأقل حظا ما نسبته 5- 7 % ،فأين هي نسبة ال 80% التي تتحدثون عنها طالما أن كل المكارم تلك والبعثات لا تتجاوز ال 30 % ، يتساوى فيها ابناء البادية والمخيم والعاملين في التربية والمناطق الأقل حظا ورعاية ! .وهاهي مقاعد الديوان الملكي ستذهب في الغالب إلى أبناء المحافظات الكبرى من المقبولين على قوائم التنافس ، لأن أبناء المحافظات والبادية لاتتوفر لديهم نفس الظروف البيئية والتعليمية التي تتوفر في محافظات الزرقاء وعمان واربد حيث يتواجد غالبية أبناء الأردن من أصول فلسطينية ، تمكنهم من التنافس مع طلبة تلك المحافظات .
.وهنا اتسائل : هل يتساوى أبناء الطفيلة والبادية ومعان وقرى المفرق وعجلون وجرش ومادبا بنفس الظروف البيئية والتعليمية التي تتوافر في عمان او الزرقاء ! مع العلم ان أبناء الطفيلة وحي الطفايلة في عمان وكما أعرف ويعرف الجميع لم يحصلوا إلا على 5 بعثات على حساب منح الديوان ، فيما يحصل أبناء مخيم البقعه و الوحدات على أكثر من 300 بعثة دراسية كل عام !! أي أكثر من حصص عشرة محافظات مجتمعه.فمن هو المهمش هنا ، ولكننا نؤثر الانتظار ولا نستغل ما يواجه البلاد من أزمات كي نزيد الوضع تعقيدا ،لأننا نؤمن أن هناك أولويات علينا المضي بها قبل أن نطالب بغنائم ومكاسب بالرغم من كل التهميش الذي يعيشه أبناء الوطن .
التهميش هو ما يعانيه أبناء المحافظات ، في الطفيلة مثلا ، تبنى مديريات للأمن والدرك والمخابرات والدفاع المدني ويبنى السجن الكبير قبل أن يبنى المستشفى الذي طال انتظاره منذ سنين ، وقبل أن تتحسن حال وواقع المدارس والخدمات في المحافظة ، التهميش والمعاناة هي التي تدفع غالبية أبناء المحافظات السفر إلى عمان للعلاج ، لأن غالبية مستشفيات محافظاتنا لا تستقبل حالات أكثر ما يقال أنها متوسطه لقلة الكادر وضعف الدعم وتهميش الناس ، والتهميش ،حين لايجد ابن الوطن وظيفة عامه مهما بلغت أو صغرت مداخيلها ، فيما يرفض الطرف الأخر البحث عن أي وظيفة عامة ويحلم الغالبية منهم بالعمل في الخليج والمهجر او في قطاع خاص مالي! ، ومن الذي يرفض خدمة الوطن في مؤسساته المدنية والعسكرية لتدني الرواتب ! ، وهم أصلا من رفض خدمة الوطن ، ومن يأتي إلى مناصب الدولة العليا من كل تلك الزمرة التي شكلت هذه المبادرة من الوزراء و المدراء العامين أو السفرا يأتوها بالبراشوت ، إما من مؤسسة خاصة أو من خارج البلاد ،فيما يهمش ابن الوطن الذي أفنى عمره في تلك الوظيفة ويجري إحالته على التقاعد دون أن ينال ما يناله الوافد من امتياز !
أصحاب هذه المبادرة " اللعينة " باتوا يعملون ضمن منهج الصهاينة في العالم ،خطابات فئوية أو أثنية لا سياسية ، يتحدثون عن الوطن ولا يراعون ظروفه وحاجاته ، ويهتمون بحاجة فئة وليس بهموم وحاجة شعب بكامله ،يتحدث الناس عن العدالة ويتحدثون عن المحاصصه ، ويطالب الناس بنظام انتخابي ديمقراطي ،ويطالبون هم بزيادة مقاعد مناطق تواجدهم ، وكأن ظروف البلاد وأحوالها كانت قاسية فقط على فئة دون غيرها ،لقد اشتد ساعدهم بفضل الدعم ، وتعالت أصواتهم بسبب ظروف البلاد ، ويعتقدون أن الفرصة مواتية لتحقيق أجندتهم الفئوية، ينشرون الإشاعات و يطرحون سموم الإقليمية بافتراءات وكذب ، ،وهاهم يعلنونها وبرسالة للملك ، أنهم لن يسكتوا على ما يواجهونه من تهميش على حد إدعاءاتهم . ولايمكن لمثل تلك الزمرة أن "تتفرعن " دون دعم ومساندة من قبل مقربين أو ساسة وبرجوازية تنفق مالها في هذا الشأن ، وان ما يخططون ويقولون به لن يخدم الوطن ، وسيعمل على إثارة البلبلة والفتن بين أبناء الشعب الأردني ،وهو هدف لايستفيد منه إلا الأعداء ومن يخططون شرا لهذا الوطن



تعليقات القراء

تي رش رش تي رش رش
تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش تي رش رش
06-08-2012 02:45 PM
عادل محاسنه
المشكله ان البعض يطالب باصلاح واخر يطالب بمحاصصه ، فمن على حق ، ومن يريد الخير للوطن ،انتم قرروا
06-08-2012 03:11 PM
009 طفيلي
تصحيح عدد بعثات المخيمات 350 منحه فقط من الديوان مالك ومال الباقي ياحراسيس
هه كيف لعاد وشو بدريك انته
06-08-2012 05:09 PM
009 طفيلي
ياشين وش صارلك هالايام هذول عيال عمنا وعيال هالبلد كلنا عرب ومسلمين بعدين مافي فرق من شتى الاصول والمنابت يعني مافي مشكله حتى لمم سوريا صار ليهم بعثات ياخيوا وعلاج
طيب ودي يابن العم اسعلك سعال في تاجر فلسطيني مبسوط طلع زكاه امواله لعائله اردنيه .. او ساعد عائله فقيره اردنيه
تعال عنا خيو على الديوان في قطايف اليوم على حساب اب اربيحات ماعليه زود ..ديوان الطفيله مش تروح على الديوان الملكي ..خابرك بتخربط بالعناوين
06-08-2012 05:16 PM
جاسر السرحان
لو التزم اصحاب المبادرة بالذوق والاحترام للوطن لما ارسلوا الرساله الأن بسبب الظروف ، مطالب فئوية ، وانا على يقين ان برجوازية الشعب الفلسطيني سواء التي سرقت من الثوره او بالتجاره والسمسره ممكن تجعل منهم اكثر غناء ولاحاجة لهم لبعثات الديوان ولا المكارم ، فعلا ،ابناء الاردن هم المهمشين ومواطنين درجه ثالثه ،
06-08-2012 06:57 PM
اياد سلامه
هؤولاء لا يمثلون المواطن الفلسطيني ـولايتحخدجث بالحقوق إلا اصحاب المصالح وعلى طريقة الأخوان المسلمين ، شعارات وعمل غائب ، لانريد الفتنه ولانريد المناحرة حول موضوع الحقوق ، نحن من نرفض العمل في اجهزة الدولة لنها لاتناسب طموحات البعض ، ونفضل القطاع الخاص عليها ، ورغم ذلك نحصل ما يحصل علية المواطن الأردني من تأمينات صحية واجتماعية كما يحصل عليها هو ، الفتنه نائمه ولعن الله من يوقظها .
06-08-2012 07:26 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات