على شط البحر .. ؟


مر خبر بسيط من بين حجم الأخبار عن الأردن يشير إلى أن الدين العام قد وصل إلى 15 مليار دينار ، وبحسبه بسيطة نجد أن جميع الجهود التي تبذل من قبل وزراء المالية الكرام والمتعاقبين على كرسي الوزارة لم تجدي نفعا في وقف نزيف الدين العام ودور ديوان المحاسبة في الرقابة المنقوصة كذلك لم يجدي نفعا .
وفي العودة للحقيقة الأردنية اليومية وبعيدا عن أرقام الدين العام التي تصعد كالصاروخ يبقى يومنا يزداد توترا وتستمر حكومة الطروانه بتصريحاتها وكأن شيء لم يحدث ، معالي سميح المعايطه يصرح بأنه يأسف لموقف الإخوان من الانتخابات ورفضهم المشاركة بأي إجراء لها أي أنهم مقاطعون مجرد التسجيل ، ويعيد حديثه مرة أخرى أن الأردن لن تتدخل في الشأن السوري الداخلي وفي نفس الوقت مثلت الأردن خلال الاسابيع الماضية حاضنة للمنشقين من القيادات السورية و تجاوز عدد الاجئين السورين في الأردن المائتي ألف ، وتحت الضغط ( ممن لانعلم ) قامت الحكومة بوقف التكفيل للسورين من باب الحالات الإنسانية .
ويقر ويعترف دولة الرئيس أن الحديث عن الإنتخابات أخذ حجم الحديث عن القضية الفلسطينية وهي مقارنة منقوصة وترد على دولته لأن الحديث عن القضية الفلسطينية أصبح في ذيل قائمة إهتمامات الشارع الأردني ، وهناك معارك عشائرية في كل مكان ولأتفه الأسباب أخرها معركة عشائرية دارة رحاها حول بسطات خضار وهناك معارك يوميه بين المواطن وسلطة المياه حول شربة الماء وحقه في الحصول عليها .
من بين كل هذه الأحداث أين يمكن لنا أن نضع خبر الدين العام ؟ ، هل نضعه في المقدمه قبل ما يحدث في حدودنا الشمالية أم نضعه في قلب حدثنا اليومي الذي أصبح صفة أردنية وهو المعارك العشائرية أم نضعه قبل شربة الماء ؟ ، كل ذلك يؤكد حقيقة واحدة وهي أن وضعنا ليس بخير وأن جميع محاولات الحكومة كي تزينه أنتهت بالفشل وأننا فقط ننتظر لحظة الضربة القوية التي ربما تعيدنا إلى صوابنا ونعيد ترتيب أولوياتنا التي تتمثل في بدايتها بأن تقر الحكومة بكل هذه الأزمات التي يعيشها الوطن وخصوصا الأزمات الداخلية وفشلها كحكومة في التعامل معها ، وعليها كحكومة أن تقر أنها لم تحقق شيء مما ورد في كتاب التكليف الملكي بل أنها نسيته في ثلاجات الدوار الرابع وأنها مارست اسلوب التعامل كل يوم في يومه ودون النظر للأيام قادمه سوف نجد أنفسنا قد غرقنا بدين عام تعجز عن سداده أغنى الدول الخليجية ، وفي إنتظار نتائج البرنامج الوطني للإصلاح الإقتصادي الذي قال عنه دولة الرئيس ( وكأن من سيأتي بعده سوف يأخذ بكلامه .. عادة أردنية رسمية بإمتياز )..
وهذه الحال يذكرني بالذي يجلس على شط البحر وامام عينيه ماء وسماء زرقاء وهواء عليل وهناك من يقف خلفه يمسك بمطرقه .. وهو ينتظر اللحظة التي تنزل بها تلك المطرقة على رأسه .. عندها فقط سيشعر بخطورة الهدوء الذي يعيشه ..!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات