سوريا والقرعة وشعر بنت أختها .. ؟


بالامس وعلى إحدى القنوات الفضائية تم تبادل الصراخ الأردني بين إثنين مما يسموا بقادة الرأي الأردنيين كاتب وقيادي ، وتم الذهاب للفاصل الاعلاني وذلك لشرب ماء وجه الأردن بعد فضيحة سلاح النائب الذي رفع على الهواء مباشرة والسبب ايظا سوريا ، ولم يقف المشهد الأردني في الصراع حول سوريا عند ذلك بل كانت البدايات أمام السفارة السورية في عمان مناهضين للنظام الأسد ومؤيدين له .
وتلك الحالات ربما تكون مدفوعة الثمن من قبل الطرفين وهذا الثمن قد يكون ماديا بحتا أو من خلال وعود مستقبلية لفتح ابواب دمشق لأحد الطرفين على مصراعيها وبالتالي يحصلون على إمتيازات ، ولكن هناك معركة أخرى تدور رحاها على صفحات الإنترنت سواء من خلال الفيس أو التويتر والذي يستحق المتابعة هنا هو تعليقات القراء للمواقع الإخبارية الإلكترونية على أي خبر يتناول الحدث السوري ، نجد هناك من يدعوا للنظام بالنصر وطول العمر ومن يدعو للمعارضة بالنصر وكذلك طول العمر ، وكلا الطرفين يستخدمان لغة اليقين .
ويتم إستخدام مصطلحات لغوية بين الطرفين تشير وبكل وضوح أن المعركة قد إنتقلت من شوارع دمشق إلى شوارع عمان وإن كانت من خلال صفحات الإنترنت ، وفي تكرار مفاهيم من مثل الإمبرالية والقومية والخيانة والأمة العربية لدليل على أننا نشاهد معركة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ولكن بفضاء إفتراضي مفتوح يعطي الجميع الحق بالتعبير عن موقفه ، وبهذا الحجم الكبير من الصراع يغيب عن عيوننا أن بداية الأزمة كانت من بدايات الربيع العربي الذي إنتهى بمصر من خلال عملية جراحية تحت إشراف الغرب وخصوصا أمريكا وإلى الأن تعاني مصر من أثر المخدر بعد العملية وتونس إستطاعت أن تقوم ببتر العضو الفاسد ونسي الحراج المنشار في الجسد التونسي ولذلك بقيت تونس مكانك سر وبحاجة لإعادة تأهيل ، وكلا الحالتين تونس ومصر تم وصف العلاج بوصول الاسلامين الأمريكيين للحكم .
ونتيجة للزخم الكبير في الربيع وجد الغرب أنه من الصعوبة تطبيق المثال التونسي والمصري على ليبيا فتم حرق المرض كليا وكان العلاج بعيدا عن الإسلاميين لأنهم جربوا أثناء معركة العلاج وتبين أنهم يملكون من التطرف والعنصرية الشيء الكثير الذي سوف يعيق تحقيق أي هدف لهم واليمن وضع يتشابه مع الوضع الليبي وإن إختلف بالنهاية إذ تم إستساخ علي عبدالله صالح بشخص نائبه لأجل خاطر دول الخليج العربي .
ونتيجة للوضع السوري الخاص فيما يتعلق بطائفية النظام وعلاقاته مع كلا من إيران وحزب الله وتحالفاته مع روسيا والصين وموقعه الجغرافي الذي يمثل نصف الهلال الشيعي ، وكذلك فشل إسلامي سوري في تصدر المشهد السياسي من البداية وبروز الشخصيات الليبرالية والبراغماتية سمح ذلك للغرب وخصوصا امريكا أن تجعل منها معركة تدار من الخارج وتمول من الخارج برعاية عربية خليجية .
ونحن في الأردن يغيب عن ذهننا أن المسافة ما بين عمان ودمشق لاتتجاوز ال150 كلم وبين دمشق وتل ابيب تقارب ال220 كلم وبين دمشق وانقرة تتجاوز ال750 كم ، وتتجاوز الالف الكيلو مترات بين دمشق وأقرب عاصمة خليجية ، ومع ذلك يبقى الشارع الأردني مشتعلا فيما بين بعضه البعض لأجل سوريا دون أية رقابة فكرية أو وضع إحتمالات مستقبلية لما سيؤول له الوضع سواء بسقوط النظام أو سقوط المعارضة ، وهذا يذكرنا بالمثل الذي يقول .. مثل القرعة التي تتحالا بشعر بنت أختها وهو ينطبق على كلا الطرفين من المعادلة السورية في الأردن ... ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات