صوت واحد أم أصوات متعددة ؟


غريب أمر حكومة الطروانه مع قصة الصوت الواحد والأصوات المتعددة وهي قصة تستحق أن يكتب بها أبيات من الشعر وروايات طويلة تتساوى مع طول رواية ذهب مع الريح .
وبداية هذه الرواية أن دولته يصرويؤكد ويجزم بأنه لاعودة عن قانون الانتخاب الحالي مع التعديل الأخير على القائمة الوطنية وبقاء معادلة الصوت الواحد هي الفيصل ، وإذا قمنا بعمل مقارنة ما بين الصوت الواحد والأصوات المتعددة في علاقة المواطن مع الحكومة نجد أن دولته وأعضاء الحكومة يكيلون بمكيالين والجزء من الرواية الذي يوضح هذا الأمر يبدأ عندما يذهب المواطن منفردا ولوحده لتقديم شكوى ما لأية جهة حكومية تجد الموظف صاحب العلاقة يقوم بالتعامل معه بلا مبالات أو إهتمام مستنداإلى أن هذا المواطن لايمثل أكثر من نفسه ، وعندما تتجمع الأصوات وتصبح كثيرة تختلف طريقة التعامل وتظهرشخصيات جديدة على مشهد المطالبة وتصل أحيانا لتدخل المحافظ وربما تصل للوزير وأحيانا وحسب عدد الأصوات قد تصل إلى الرئيس نفسه .
ويتم هنا التجاوب مع مطالب المواطن الذي أصبح له أصوات عدة تنادي من خلفه وتقوم الجهات ذات العلاقة بخلق أجواء من الحوار والبحث عن الحلول ، والمكيال الأخر هو أن دولته يصر على أن الصوت الواحد للمواطن في خطة الديموقراطية الوطنية يكفي وليس هناك من داعي لوجود أصوات متعددة لهذا المواطن كي يقوم بالإختيار الديموقراطي الحر لمجلس سيمثله لأربع سنوات قادمة وتحاول حكومة الطروانه أن تغمض عيونها عن وجود مثل هذه المفارقة التي أصبحت واضحة كالشمس .
والجانب الأخر هنا في علاقة الحكومة والمواطن مع الصوت الواحدوالأصوات المتعددة أن المواطن نفسه اصبح يبحث عن أصوات أخرى غير صوته الوحيد عند مطالبته بحقوقه من مطالبات ، وتجد أن هذه الأصوات رغم تنوعها العرقي والمناطقي والطائفي تجتمع على مطلب واحد وهي هنا حالة تستحق أن ينظر لها بالكثير من الوعي السياسي الداخلي من قبل الدولة الأردنية ، وأكثر ماتبرز هذه الحالة في المناطق التي تعتبرهاالدولة الأردنية مناطق محرم عليها أن يكون لها أصوات متعددة في مطالبها السياسية من مثل مدن كالزرقاء والعاصمة عمان ، وبهذه المناطق تبرزت الحقيقة المرة والتي تبذل الدولة الأردنية جهودها في جعلها مشكلة كبرى وليس نموذجا يحتذى به في التطبيق الديموقراطي .
وتنتهي هذه الرواية الأردينة الطويلة بمقطع صغير كتب فيه أن كل ما ذكر في هذه الرواية هو من مخيلة الكاتب ولا يشابه الواقع بشيء ..توقيع كاتب الرواية ...الدولة الأردنية !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات