حكومة الظل ام حكومة الذل


ان كثيرا من الوزارات في الاردن تُشعرك انها تعمل بعكس التيار خاصّة في مثل الظروف الصعبة بل والغامضة التي تمر بها دول الاقليم واصبح لزاما على بعض الوزارات ان تنضوي تحت حكومة تعمل بالظل سواء بعلم عمّا تقوم به او عن جهل وهذا اكثر وأشدّ مضاضة .
فمثلا وزارة المياه التي من مهامّها تطوير وتنمية مصادر المياه والمحافظة على ديمومتها وخاصّة هذا العام اكرمنا الله بامطار سخيّة بالرغم من نكراننا وعدم شكره على نعمه لذلك يجب تسمية وزارة للعطش للعمل على زيادة عدد العطاشى في المملكة خاصة في ظل تزايد عدد اللاجئين للملكة الفارّين من نيران القتل .
وهناك وزارة للتنمية الاجتماعيّة تكافح لعدم التجاوب مع مطالبات بعض من المستفيدين منها والذين ما زالوا يحتجّون على عدم تلبية مطالبهم بالرغم من وصولها لاعلى قمّة في البلد واصبح لزاما تسميتها بوزارة الايتام ومجهولي النسب ما دام ان الناطق باسم الوزارة ليس معنيا بالتشهير بالمستفيدين منها حسب البيان الذي اصدره بعد قيام قوات الدرك بمهاجمة المعتصمين امام رئاسة الوزراء في الليلة الاولى من رمضان وبعدها محاولة احد المعتصمات في الوزارة الانتحار من مبنى الوزارة وتلك الوزارة المُستحدثة للايتام تعمل على زيادة الايتام ومجهولي النسب من خلال زيادة الاموات من ا رباب الاسر جوعا او قهرا او ايجاد طرق لضياع الانساب في المجتمع لا سمح الله .
ولدينا وزارة للعمل لم تستطع حتى الان تحقيق مطالب الكثير من العمال الاردنيين العاملين في مرافق حكومية وخاصّة وهي كثيرة في مجتمعنا وبالرغم من وجود عوامل تسمح بتحسين ظروف عملهم وعليه فانه يجب تسمية تلك الوزارة بوزارة البطالة والعمالة الوافدة والتي تعمل من اجل زيادة الفجوة بين الاردنيين والوافدين من العمال وتأمين العمل للعمالة الوافدة على حساب الاردنيين وتعميق ثقافة العيب لتشجيع هجرة الكفاءات الاردنية للخارج لتبني اوطانا غير وطنها .
اماوزارة الطاقة والثروة المعدنيّة والتي اصبحت طاقتها مثل خرم الابرة بفعل تكرار تفجير خط الغاز المصري واصبحت السيارات تسير على شم البنزين كالحشّاشين وليس على حرقه وزادت فاتورة الوقود عن ملياري دولار واصبح التفكير بجدولة الانقطاعات قريب لا سمح الله بالرغم من زيادة اسعار الوقود واستهلاك الكهرباء على يد الحكومة الراشدة الحالية امّا الحديث عن وجود النفط من عدمه واستخدام الصخر الزيتي والطاقات المتجددة وكلفتها فذلك يريد توظيف مُنجمّين وليس خبراء له وعليه يجب تسمية وزارة الظل هذه وزارة الظلام والتنجيم عن الثروات .
اما وزارة العدل الذي يبحث عنه المواطن فالموظف يقارن دخله بدخل الفئات العليا والمحظوظة فيجد الظلم بدل العدل ويقارن المواطن دخله مع معدل اسعار مواد معيشته فيراها نار الله الموقدة ويقارن حياة العوز التي هو فيها مع حياة العز التي يعيشها الفاسدون المحظوظين في الوطن الواحد قيكره نفسه والظلم الذي هو واقع عليه ويسمع ما تدعيه الحكومة في مكافحة الفساد دون نتائج تُذكر او عدالة تُطبّق مما يستوجب تغيير اسم الوزارة الى وزارة الظلم والتمييز الاجتماعي وليكون مهمتها إفهام المجتمع ان مفهوم العدل الحديث هو الحق للاقوى .
ووزارة البيئة التي لم تستطع على مدى عشر سنوات تقريبا حل مشكلة التلوث في مناطق الفحيص والرصيفة والرشادية وسيل الزرقاء وغيرها فقد بات من المعقول تغيير اسمها الى وزارة التلوث الجوي والارضي وإقناع المواطن ان المحافظة على حياة ضفدع اهم من حياة المواطن الاردني الآن وان الالتزام بتعليمات برنامج الامم المتحدة للبيئة هي من اهم اولويّاتنا .
ووزارة الاشغال العامة والاسكان التي لم تستطيع حتى الان تسويق مشروع سكن كريم لعيش كريم بالرغم من انه مكرمة ملكية نظرا للفساد الذي شاب المشروع ماليا وفنيّا كما ان الوزارة لم تستطيع تسديد مبالغ كبيرة من فواتير المقاولين حتى الان عن مشاريع حكومية كثيرة فمن الاجدى تسميتها وزارة تفليس المقاولين والاسكانات المهجورة وتكون رسالتها اعتماد المواطنين ذو الدخول المحدمدة على انفسهم ويتعود المقاولون على الصبر بلا حدود .
ووزارة المالية التي يجب ان تدخل كتاب جنيس قي ارقام العجز في الموازنة الذي زاد عن مليارين من الدولارات وهذا رقم قياسي بالنسبة للاردن كما ان المديونية تعدّت عشرون مليارا بالرغم من المساعدات الدولية والعربية ومن الاجدى تسميتها وزارة المديونيّة وتناشد كل مواطن اردني بدفع نصيبه ونصيب من يعولهم من المديونية سواء مباشرة لصناديق باريس وروما وغيره او عن طريق وزارة المديونيّة .
ووزارة الخارجيّة التي تدير ظهرها للمغتربين من ابناء الوطن بالرغم من ان وزير الخارجيةدائم الأسفار للعمل وكأن المغتربين لا يلعبون دورا في تنمية الوطن ولو على الاقل من باب التحويلات وكونهم سفراء لوطنهم في الاغتراب وعليه يجب تسميتها وزارة المهمات خارج الحدود .
وغيرها من وزاراتنا التي تحولت لمهام ليست في صلب عملها او على الاقل لا تعمل لتحقيق الغايات التي انشأت من اجلها ومثال ذلك وزارات السياحة والزراعة والصناعة والتجارة والداخلية وغيرها ......
هذا غيض من فيض نحن فيه تجعل عيوننا مشدوهة وعقولنا شاردة وضمائرنا غائبة حتى بتنا نشكّ في ولائنا وانتمائنا وصحّة مسارنا وتربية ابنائنا فأصبح تفكيرنا مُشوّشا وخطانا غير ثابتة وطموحاتنا غير أكيدة وفد اصبحنا نبيت في الظل خوفا من اشعة الشمس المحرقة ان تكشف عن حقيقتنا المنافقة فنكره انفسنا .
حمى الله البلد من حكومات الظل وذل الحكومات التي لا تعمل على خير البلد وتنميته .
وقال تعالى:( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ) صدق الله العظيم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات