عيب الانتخابات .. أين


لم نسمع اونقرأ او نشاهد هذا الصخب والزحام الفكري والعصف الذهني حول قانون الانتخابات القادم الا هذا العام، وهذا الامر اعتبره وبحسن نيه صحي للغاية وديموقراطي للنخاع، الا ان المفارقة في هذا اننا كالنعامة التي تدفن رأسها في الرمال معتقدة اختفاء جسمها الضخم عن العدو الوشيك، فرأس النعامة هو قانون الانتخاب الذي دار الجدل وغير الجدل حوله وتفتحت قرائح من يعرف ومن لايعرف للحديث حوله، وجسمها هو مواكب المواطنين الذين يدلون باصواتهم في صناديق الاقتراع.
لا ادفع عن قانون الانتخاب هذا او ذاك ولست معنيا به اصلا، فقد مرت امامي تجارب مؤلمة وغير مرضية لشرفاء من ابناء هذا الوطن تم تزوير نتائجهم ليس الا لانهم شرفاء ، اما المزور فأقل مانقول فيه حسبنا الله ونعم الوكيل فيه وفي امثاله، فقد يكون قانون الانتخاب غير صالح، او منصف، او عادل ،ولنسمه ماشئنا، فهو ليس بيت القصيد، لاننا لو جئنا بأفضل قوانين الانتخاب من اعرق الديموقراطيات في العالم، وطبقناه ونحن لم نعي ان جسمنا العظيم مكشوفا للعدو المتربص، فلن تكون المخرجات بأحسن حال مما كانت عليه في ماسبقها من مرات، فلماذا اذن صوت المقاطعة لهذا القانون علا عن غيره، رغم ان المعارضين والمتشدقين بهذا الرفض جاءوا باسم هذا القانون غير مرة الى البرلمان، ولم نشهد كمواطنين الا غلاء في الاسعار، وانحدارا في القيم والاخلاق، وزيادة في المديونية، ام ان الامر خطابات وتنظير، فيكفينا ماسمعنا على مدى اربعين عاما من الانتماء والولاء الخادع للوطن، فتحت هذا الاسم تراجعت مقدرا الوطن، ونهبت واستحل عرض الوطن كمومس او بائعة هوى.
لن اشطح بعيدا لاقول ان مواكب المنتخبين، والذين لم اشبههم الا لمواكب الاعراس التي وكما يقال فيها: ( العروس للعريس والجري للمتاعيس)، فكم نسبة المتوجهين لصناديق الاقتراع الذين جاءوا بفكر واع وحر واقتناع لهذا الطرح او ذاك، وليس من ضمن القواقل والمواكب التي ترقص وتغني مع الجماعة.اليست هذه النسبة قليلة جدا؟ بحيث اننا مع هذه النسبة لم نر لامجلسا نيابيا هزيلا منزوع الارادة؟ متهالك على نفسه ومن نفسه، لايقدم شيئا الا لنفسه لانه جاء بطريقة الفزعة .


في كل اعراف الدنيا لاتنتج الفزعة والحمية الا مفزوعا لا فازعا، ومحميا لاحاميا، فلا فكر ولا رأي، ولا ايدولوجية او برنامج انتخابي، فالفكر والرأي والبرنامج هو العشيرة والقبيلة، وال فلان وال علان ، لذلك كانت المخرجات بعيدة كل البعد والابتعاد عن ادنى طموح او امل، بأن يكون النائب نائبا عن الشعب وليس نائبا عن الحكومة كما هو الان.
لاتحملوا قانون الانتخاب جريرة افرازكم، او اختياركم فأنتم انتم لاتستمعون الا لصوت الجهل وقلة الضمير، فسيد البلاد وبأكثر من خطاب او لقاء يوجه وبصراحة واضحة، ان عليكم اختيار الافضل والاكفأ ومن تعتقدون انه يمثلكم، ولم يقل ان تختار كل عشيرة ابنها.
الوطن كله عشيرة واحدة ، نعم حتى عند الغرب الذين لايتغنون بالقبيلية او العشائرية ، يمثلون افضل منا بكثر ان وطنهم عشيرة واحدة تختار الاصلح والاكفأ ، اما نحن فلا خيار ولا رأي ولاصوت الا لصوت الشيخة والكبرة والتوزر والتمترس بالالقاب، التي ماجرت علينا الا الويل والفقر والبطالة، لان من استخدموها استقووا بها ولم تستقوي تلك الالقاب والمناصب بهم،فهل العيب فينا ام في القانون ام هو في جزيرة الدومنيكان؟؟؟؟ انتم اعرف بالاجابة والجواب
د.عبدالناصر العكايله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات