سمعنا وقرأنا وتناقلت وكالات الأنباء نبأ وصول شحنة من المشروب الفاخر ((الخمر)) الى دولتك عبر ميناء العقبة وقد تم التخليص عليها على انها من انواع الخمور العادية التي قد يستهلكها المواطن العادي ، هذا طبعا حسب ما ورد بالخبر . انا والحمد لله لست ممن وضع قطرة في فمه ولن يضع ما دمت حيا ، حتى لايتبادر لذهنك يادولة الرئيس انني احسدك او انا مغتاض لمشروبك الفاخر الذي وصلك ، انا مغتاظ من ان يكون قد وصل وعلى حساب خزينة الدولة؟ هذا ما يغيظني اذا كان كذلك ؟
يا سيادة رئيس وزرائنا المحترم ، انا مغتاظ من ان الأنسان العادي فينا يكون بكامل قواه العقلية ولا يجد القدرة للسيطرة على زمام الأمور في بعض المواقف ان لم يكن كاملها .
وبما انك انت صاحب الولاية بعد الله والملك في هذه الدولة المسكينة التي جعلتم بؤس الأيام يرسم على وجوهنا لوحات من الشقاء ، بعدم قدرتكم على رعاية الولاية وصون العهد والألتزام بالوعد الذي تقطعونه عند حلف اليمين .
وفيما سبق من الأيام الخوالي كان الأردن واحة امان وكان بخير وسيبقى وسيعود له كل خير ، وكان مليئا بالحب دافقا بالأمل ، وكان مهوى افئدة الكثيرين من ابناء العروبة للقدوم اليها ، سائحا ، دارسا ، مستثمرا ومطمئن على استثماراته . وسيعود الأمل من جديد ان شاء الله .
انا غير خائف على الأردن الآ من فئة السكارى ، وخائف على الوطن من لصوص المال العام ، وخائف من الفاسدين المفسدين ، الذين تناسلو وتكاثروا كذباب يحط في مختلف ربوع الوطن ، وخائف ممن لا يخاف الله في هذا الوطن ممن ولي امرا من امورنا ولم يلتزم بها .
ان ما دار في خلدي عندما سمعت الخبر عن دولتك يارئيس وزرائنا المحترم روادتني اسئلة كثيرة فقلت في نفسي كيف لرئيس وزراء يقود دفة الحكومة في دولتنا المتراقصة المتلاطمة بديون اثقلت الفرد العادي فيها واصبح نصيب الفرد من هذه الديوان كما سمعنا مايزيد عن الأربعة الآف دينار للفرد الواحد ان كان ما سمعته صحيحا ودقيقا؟
وكيف لحكومة يقود مركبتها ولتعذرني على التسمية ((سائق )) سكران يقود مركبته بطيش وتهور دون مراعاة لفن وقيادة وادب السواقة ؟؟
وجاء سؤال آخر كيف لربان يقود السفينة في بحر عاصف هائج وهو غير قادر على الأمساك بالزمام وقد افلت منه الشراع ؟
وكيف لصاحب ولاية يكون لشعبه قدوة في التعامل ؟ وهو سكران ؟
ان ما يجري على ساحات الوطن يدعو الواحد فينا لأن يكون مدرك وبكامل وعيه، حتى يصل الى افضل حل او ايجاد الحلول السليمة وغير المتهورة او المشكوك فيها ؟
يا دولة الرئيس انت وشربك لست مسؤلا عنه انا وافراد شعبك ، ربك هو الذي يحاسب وهو صاحب الأمر والتدبير .
يادولة الرئيس هل نملك ترف الوقت والراحة لنجد متسعا من الوقت اوفسحة من الأمل بأن نغيب العقل بقدح فاخر مستورد من ايطاليا ؟ ام ان غياب العقل في هذا الزمن هو الراحة والطمأنينة كما تراه دولتك؟
لا أدري ماذا اقول في زماننا الذي نعيشه ونكابد فيه من شظف العيش والنكد والضيق ؟ هل نحن نستحق هذا العناء ؟ ام هو عقاب من رب العباد وابتلاء ؟
وآمل يا دولة الرئيس ان لا تطول سكرتك . وان تقوم وتنسى سهرتك ، وترمي كؤوس اليراع من وراء ظهرك.
وان تصحو وتعود لجادة الصواب وان لا يكون شهر رمضان يمر عليك وانت مغيب العقل بعيد فيه عن ربك .
واذا كنت يا دولة الرئيس ممن ينتظرون تشكيل الوزارة الجديدة اتمنى ان تكون بكامل وعيك حتى لا تضيع عليك فرصة من فرص سانحة في حكومة جديدة نأمل ان يكون طاقمها بكامل وعيه وان يكون في خدمة الشعب وان لا يوصي على مشروب فاخر جديد من دولة أخرى ممن تشتهر بتصنيعه . والى حكومة جديدة ورئيس وزراء جديد نلتقى من غير كؤوس ومن غير اقداح . ورمضان كريم .