يمر المشهد السياسي على كافة المستويات في البلد أمام ناظريك بسرعة ، وعندما تعيد عرض المشهد بنظام السلو موشن تخرج بفكرة واحدة من هذا المشهد وهي أنه يوجد في البلد فوضى منظمة ، وأن هناك من يتحكم بسرعة العرض لهذا المشهد الأردني ويقوم بعمل المونتاج من قطع ولصق ووضع مؤثرات صوتية وجمالية لهذه الفوضى المنظمة .

وفي أقل من ثماني واربعون ساعة تم عرض المشاهد التالية الإخوان يهاجمون النظام ويكيلون الضرب له من تحت الحزام ، وتحالفات غريبة على الساحة جمعت الشامي مع اليمني مع المغربي ، ورئيس حكومة يغرد خارج سرب القصر مكتفيا بما تمليه عليه دوائر الخفاء الأمنية من قول وإن كان هذا القول يخالف ما يطرحه رؤساء حكومات وابناء بلاط ملكي سابقين ، وقصر لايسمع سوى صوت نفسه ومن يحيطون به من رجالات الديوان ويقر قانون إنتخاب مرفوض على الأقل من القوى السياسية التي تشاهد نفسها تحت قبة المجلس بقانون غير هذا القانون .

ويكتمل مشهد الفوضى الأردنية المنظمة بما يخرج عن الرئيس والناطق الرسمي بأسم الحكومة عما يحدث في الحدود الشمالية للمملكة ، وهي رسائل إطمئنان للشارع من باب أنها كحكومة تعرف ماذا يحدث وهي مسيطرة على الوضع وفي نفس الوقت نجد وسائل الاعلام العالمية تقول أننا أصبحنا منبع ومصدرا للجهادين في سوريا وأن الأردن أصبح على خط المواجهة في هذه المعركة ما بين الأسد وشعبه .
ونحن الأن في رمضان الذي تكثر به دعوات الإفطار السياسي وما يخرج عنها من تسريبات من هنا أو هناك لتزيد من فوضى المشهد الأردني وتجد صورة حمزة منصور وهو يصافح الملك على الصفحات الأولى لكافة الصحف اليومية والمواقع الإلكترونية لتقول للناس أن ما سبق وطرح هو مجرد خلاف في الرأي ولكنه لا يفسد في الود قضية وكأن من أراد لهذه الفوضى أن تستمر تعمد أن يوزع هذه الصورة لوسائل الإعلام كي تتصدر صفحاتها .
ولايغيب عن مشهد الفوضى الأردني تصرفات رئيس الحكومة وطاقمه الوزاري الذي يلقي بالمسؤولية للخلف كي لايحاسبه التاريخ على ما ترتكب من أخطاء في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد ، وتسييج الدوار الرابع وإلقاء المسؤولية على الأجهزة الأمنية وأمانة عمان هو دليل على الهروب للخلف والمشاركة في رفع التوتر ما بين الجهات الأمنية والحراك وربما يعود ذلك التسييج كرد فعل لسؤال أحد مقدمي برنامج الحوار لدولة الرئيس قبل ايام هل الحكومة تشاهد الدوار والمعتصمين من نوافذ مكاتبها وكانت إجابة الرئيس نعم... وتم تسييج الدوار .
ويعود المشهد الأردني للفوضى المنظمة مرة أخرى فيما تسرب عن أردنيين لأجئين في مخيمات الشمال وتدخل الديوان الملكي بالأمر بناء على تعليمات ملكية تأخذ من صفة الإستغراب حجة لها على عدم العلم ، إذا من الذي يقرر ويعمل على منع أردني من دخول وطنه بحجة أنه مقيم في سوريا وسوريا الأن في حالة حرب ، ويعيدك الشخص الذي يتحكم بحركة مشهد الفوضى المنظمة الأردنية مرة أخرى لواقع الشارع الأردني الذي أصبحت مطالبه تقتصر على شربة الماء والطعام الغير فاسد وتم إعدام كل ملفات الفساد وأكتفت الدولة الأردنية من هذه الملفات بإستخدامها كشاهد زور لدى منظمات الشفافية العالمية وفي اللقاءات الإعلامية لرجال الدولة والحكومة عند الحديث إلى أين وصلنا بمكافحة الفساد .
وتصب خلاصة مشهد الفوضى الأردنية المنظمة في شاشة التلفزيون الحكومي عندما تشاهد في يوم من ايام رمضان صباحا وهو يبث مسلسل كرتوني للأطفال وهؤلاء الأطفال نيام في أسرتهم بعد سهر طويل...؟