أفكار مبعثرة


من خلال متابعة الأحداث في المنطقة، يمكن الوصول إلى فكرة أن الملك صادق على قانون الانتخاب كما ورد من مجلس الأمة، رغم الاعتراض عليه من مختلف التيارات الحزبية التي تهدد بالمقاطعة، لوصوله إلى قناعة أن الأوضاع في سوريا تفرض نفسها على المملكة، وان الأمور تسير نحو إبقاء مجلس النواب الحالي كخيار لا يمكن تجاوزه، ففي ظل الظروف الحالية والمحيطة يتعذر إجراء انتخابات نيابية في البلاد نهاية هذا العام، كما يريدها جلالة الملك، فالإرادة الملكية اصطدمت بقوة قاهرة خارجة عن الإرادة، فكان اكبر المستفيدين منها حكومة الدكتور فايز الطراونة، ومجلس النواب الحالي.
فالتأهب الأردني والاستعدادات التي يتخذها لمواجهة ظروف أكثر سوء من جهة الحدود مع سوريا، تحسبا لأية طارئ قد يحدث، سواء كانت من الناحية الإنسانية، والتي أصبحت واضحة مع تزايد أعداد الفارين من الأراضي السورية باتجاه الأردن، أو من الناحية العسكرية، لمواجهة أي تحركات قد تقوم بها القوات النظامية السورية تجاه الأردن، بعد حالة التخبط التي تشهدها القيادة السورية بعد تفجير دمشق الذي أودى بحياة ابرز قياداتها الأمنية، وهذه التطورات كافية لجعل كل أصحاب القرار السياسي والأمني الأردني، توجه اهتمامها للبعد الأمني، وإعطائه الأهمية القصوى.
فالظرف الأمني بالمنطقة يستدعي من الحكومة ترتيب الأوراق من جديد، ويستدعي من الفعاليات السياسية الوطنية أيضا عدم المضي بطريق زيادة الضغط على الحكومة، لتحقيق أية مكاسب سياسية مستغلة الظروف الحالية، لان عصا الأمن فقدت مرونتها وأصبحت الآن أكثر صلابة، والمزيد من الضغط على الحكومة سيجعلها تستخدم هذه العصا الصلبة، والتي قد يؤدي استخدامها إلى كسرها والوصول إلى حالة من الفوضى، تعجز عن السيطرة عليها وتطويقها مشورة وحكمة الحكماء.
فالظروف الحالية تفرض على أبناء البلد الحاجة إلى وقفه وتماسك إنساني، لخدمة اللاجئين السوريين، أكثر منها إلى الحاجة إلى التحالف السياسي، وتحقيق المصالح والمكاسب، وبحاجة إلى إيجاد إستراتيجية أمنية وطنية شاملة، أكثر منها إلى الحاجة إلى القبضة الأمنية، وبحاجة ماسة إلى رقابة صارمة للمنافذ الحدودية الشمالية، فالمصلحة الوطنية تفرض على الجميع التعاون لاجتياز مرحلة تحدي مفروضة على الجميع، بدل من الوقوع في صدامات وفوضى داخلية، تحسب لصالح النظام السوري الذي يعيش النزع الأخير.

kayedrkibat@gmail.com



تعليقات القراء

هذلول
اقتباس:
(أفكار مبعثرة)
حاليا
انا
"مبعثر فكريا ايضا"

الفاضل و ابن الاكرمين
الكاتب و الاستاذ
كايد الركيبات
جراسا
المحرر المبجل
25-07-2012 09:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات