ربما يكون العنوان به شيء من المبالغة الصحفية ولكن هنا العنوان يتطابق مع واقع الأمر بكل ما للكلمة من معنى ، في دراسة لأحد طلاب الماجسيتر في كلية الإعلام جامعة اليرموك كان عنوان الدراسة (دور إذاعات الأمم المتحدة في نشر ثقافتي السلام والتنمية في المناطق النامية) والدراسة تتكون من جزئين الأول دراسة تحليلية لمحتوى إذاعة مرايا في دولة جنوب السودان والجزء الأخر مسحي يتناول جمهور المستمعين لهذا الإذاعة من سكان دولة جنوب السودان .
وفي العودة لجامعة اليرموك عبر الطائرة من دولة جنوب السودان التي يبلغ عمرها أقل من عامين ، نجد أن الطالب أردني وليس من جنوب السودان والدكتور المشرف الرئيسي ولجنة المناقشة كذلك جميعهم أردنيين ، وسؤالنا هنا لماذا يتم دراسة حالة تتناول اذاعة محلية تبث بتمويل من الأمم المتحدة في مدينة تقع في دولة جنوب السودان من قبل طالب أردني في جامعة أردنية ؟ .
وخلال فترة دراستي العليا واثناء البحث عن دراسات تناولت علاقة الجمهور الأردني مع وسائل الاعلام المختلفة أو محتوى هذه الوسائل ومدى تأثيرها على الجمهور وجدت أننا نفتقد لمثل هذه الدراسات نتيجة لعدم وجود أقسام للدراسات العليا في كليات الإعلام ولكن بعد اربع سنوات ونتيجة لبدء تدريس درجة الماجسيترفي الاعلام في الكليات والمعاهد الأردنية أصبح لدينا عدد جيد من هذه الدراسات ، وخصوصا أنه يوجد في الأردن أكثر من 26 محطة إذاعة وثمانية محطات تلفزيونية وجمهور أردني يبلغ عدده أكثر من ستة ملايين مواطن .
وبالاضافة لذلك يوجد تنوع كبير بهذه المحطات الإذاعية والتلفزيونية من حيث نوعية البرامج والخدمات الإعلامية التي تقدمها والجهات التي تمولها ، فنجد هناك محطات الاذاعة المجتمعية ومحطات إذاعية تبث من صروح اكماديمية كإذاعة صوت الجنوب واذاعة الجامعة الاردنية واذاعة جامعة اليرموك ، وبالاضافة لذلك تتنوع مساحات التغطية لبث هذه الإذاعات ومنها من يغطي بعض مناطق العاصمة عمان فقط ومنها من يغطي في بثه مساحة المملكة ككل ، ويوجد لدينا محطات تلفزيون خاصة أصبح لها حضورا في الحياة الاعلامية الاردنية والحياة السياسية والاقتصادية ، وجميع هذه المحطات سواء الاذاعية أو التلفزيونية تستحق أن يتم دراستها كوسائل إتصال من حيث علاقة الجمهور الأردني معها أو من حيث المحتوى الذي تقدمه تلك المحطات .
وهنا أوجه حديثي لكلا من عمادة البحث العلمي في جامعة اليرموك أولا ولعمادة كلية الإعلام في نفس الجامعة وإلى اللجنة المشرفة والمناقشة للدراسة ألم يكن بينكم أحد حصيف كي يوجه الطالب لمدينة أربد كحالة دراسة بدلا من دولة جنوب السودان .. إذا العرس في جامعة اليرموك والطخ في دولة جنوب السودان .