هل نحب الوطن ونعشق؟


هل ما يجري ويدور على ساحات الوطن ينبئ عن حب وعشق للوطن ، فإذا ما حدث وان اجتمع نفر من ابناء حارة او تداعوا لخبر ما قد سمعوه اولمشكلة اوحادثة او خبر ملفق بأحد أبنائهم ، الا وقد جاءت جحافل وهبت جموع ممن يتشدقون بحب الوطن، المدارس فلتحرق ، الشوارع فلتغلق ، المستشفيات فليتم تحطيم وتكسير محتوياتها وإن لزم الأمر فضرب وشتم كوادر المستشفى جائز، حتى لاعار من الإعتداء على كوادر الشرطة والأمن العام .
فهل هذا دليل على تصرف راق وينم عن وعي وحب للوطن بأن نحافظ على ممتلكاته، التي هي ملك لملايين الناس .
ان هذه العصبية المقيته والهمجية الممجوجة لا تنم ألا عن تخلف وبعد عن الخلق والضمير والدين ولهي العصبية والجاهلية ، ولا تبين على من ان صاحبها يتصف برجحان العقل والإتزان وسلامة التفكير بل الطيش والتهور والرعونة والنزق والحمية البغيضة.
و ان من يتنادون ويهبون لأغاثة الملهوف فيما بينهم،
و ليقوموا بدور فاعل ليثبت كل واحد فيهم انه مع العشيرة والقبيلة، وانه يتعصب لحارته وقريته ، وشارعه ، وينسى ان هناك وطن واحد للجميع من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ، لهو قمة المهزلة والمسخرة ، بهذا التصرف الأهوج والأرعن .
الأجدر والأولى هو الوطن على رقعة اتساعه هو الهم الأكبر الذي يجب ان يتغنى به،و ان رقعة الوطن ان آلمها نفر يحس به الآخرون في لحظات ، ولكن نرجو ان لا يتداعى هولاء لهبة كما يدعون يكون تأثيرها السلبى اكبر من نفعها بدعوى انه من اجل الصالح العام.
فهل الصالح العام هو ان تعمل ما لايجب عمله وفعله ، ان التهور والطيش والإنفعال والعصبية ما هو إلا نتاج ردة فعل عكسية قد ينتج عنها ما لاتحمد عقباه
وان ما يجري من احداث وشغب وفوضى عارمة لا يدل الإ على عقول قد تحجر تفكيرها، وغاب عنها رشدها ، وضاع عنها صوابها .
ماهذا الذي نرى ونشاهد؟ هل نحن في ساحة حرب؟ هل نحن في ميادين استعراض عسكري ؟ هل كل مشكلة ، او معضلة تؤدي الى هذا العنف، قتل ؟ حرق ، إغلاق الشوارع، سب ، شتم، قذف حجارة، دهس ، طعن ، سلب،نهب ، عنطزات فاضية، وتبجح فارغ في اقوالنا وافعالنا.
ان مفهوم القبيلة والعشيرة مفهوم كبير وله مدلولات لا ننكرها، ولكن في المقابل يجب احترامها وليس التفاخر بالعصبية والقبلية ؟ واين العقلاء من شيوخ القبيلة لهولاء الشباب الطائش المتهور من نصح وارشاد وتوجيه ؟ بل لماذا لايتم جمع هولاء لدى كبير من كبار العشيرة وتوجيههم للخير وعمل النصح والإرشاد وبيان الصفات الطيبة الحميدة للقبيلة والعشيرة وضرورة الألتزام بها وعليهم اي الشباب الإنصات اليه ، والإخذ برأيه والألتزام والإستئناس به وعدم مخالفة المبادئ والقيم المغروسة فينا منذ زمن ؟وحب الوطن يبقى وعشق الوطن يبقى ، مهما جرى .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات