هويمات .. !


الحالة...!
- ونحن نعيش زمن الشقلبة العربي والمتأسلمي، نتخبط في دهاليز واقعنا بحثا عن الحقيقة على ضوء شمعة ديوجين ، نرتطم في الجدران فتتحطم ضلوعنا ، تتأذى رؤوسنا في الأسقف ، نتعثر في الزوايا والمنحنيات ، ويُغمى علينا هنا وهناك ، ثم نعود إلى المربع الأول ، ونسأل عن الحقيقة...! الحقيقة المُرّة التي لا يريد كثيرون فهمها أو تفهمها ، إما كيداً ، لؤماً ، سذاجةً أو عمالةً ، وفي كل الأحوال تبقى النتيجة واحدة ، والغريب في الأمر أن الكل يزايد على الكل تشدُقاً في الحرص على الوطن ، للحد الذي أصبح التطاول على الوطن ، تحدي القانون ، التعدي على رجالات الأجهزة الأمنية يراه مأفونون عملاً وطنياً ، وبات هذا يُهدد وآخر يتوعد وذاك يُعربد ، ومن ثم عاش الوطن .
العسكر والأمن
- قلنا غير مرة ، إن مكونات الجيش العربي والأجهزة الأمنية ، في المملكة الأردنية الهاشمية ، تخلو من المستوردين ، الدخلاء ، البدون والمُرتزقة ، هم أبناء الوطن ، الشعب والقيادة الهاشمية ، فهم الأب ، الإبن ، الأخ ، العم ، الخال ، الصهر ، النسيب والقريب رجالا ونساءً ، يُحركهم الواجب ،يحكم عملهم القانون ويضبط إيقاعهم الشرف العسكري تحت القسم ، لايميزون في عملهم بين هذا ، ذاك أو ذلك .
- بالأمس القريب كان الفريق أول الركن حسين هزاع المجالي ، في مؤتمره الصحفي كبالع الموس بحدين ، فحرصه على الوطن ، ودماثةأخلاقه،تربيته ، مهنيته وهاشميته حالت دون فلم يقل أن هناك شخوصاً بأجندات غير أردنية يعملون جاهدين لإسالة الدم في الأردن والكل يعلم أن الإقليم على صفيح نار ، فالإختلالات الأمنية قائمة والحروب متوقعة ، بين لحظة وأخرى ولا تحتاج لأكثر من عود ثقاب بيد مجنونة .
سيقان لاميتا فرنجية
- إختزلت الفنانة اللبنانية لاميتا فرنجية تخبطنا ، حين قالت في وصفها حالتنا المتردية ، موقف شبيه لسائق سيارة أجرة عراقي في قيظ بغداد عام 1995 ، حين سأله زميلي عن تقديره لدرجة الحرارة آنذاك ، فرد العراقي من هول معاناة الحصار الذي كان يخضع له العراق في تلك الأيام ، وقال : هل إنتهت جميع همومنا وتلاشت كل معاناتنا وبقيت مشكلة درجة الحرارة ...؟ ، إنزلوا من السيارة ، وبكل أشكال الدبلوماسية والإعتذار حتى وافق السائق على إيصالنا لوجهتنا ، فهل مشكلتنا سيقان لاميتا فرنجية...؟
الإخوان المُتأسلمون
- أنا مسلم والحمد لله من قبل ومن بعد ، ولا أسمح لأحد أن يزايد علي بإسم الإسلام ، ومن حيث المبدأ لا يحق لمسلم أن يُميز نفسه عن بقية المسلمين ، ومن الخطأ وربما الخطيئة أن يُستخدم الإسلام لغايات سياسية ولمصالح حزبية ، تضم جماعة محدودة تمارس التُقية وكل ألاعيب السياسة كي تصل إلى سدة الحكم > ، لنجد أنفسنا
بعد لأيٍ من الزمن هلكنا المُتأسلمون خلاله بالمقاومة والممانعة ، فيما نري اليوم مواقفهم من مكونات هذا الفسطاط ، وغير ذلك ما يزالون يريدون إقناعنا أن العنزة تطير ، وأن البيعة للمرشد العام لا تُلزمهم بإحترام معاهدة وادي عربة ، كما ألزمت محمد مرسي بإحترام معاهدة كامب ديفد ، وأزيد من هذا يعتقدون أن بإمكانهم قلب رأس المِجن في الأردن ، والتأثير في القرار السياسي والإصلاحي عن بُعد ، من منطلق خشيتهم في المشاركة بصنع القرار عبر الحوار الذي ناصبوه العداء .
الفقاعات...!
- حالة بيولوجية تسكن الأمعاء ، لا حاجة لتفسيرها كي لا تُزكم الأنوف ، لكن حين تُتَرجم بوحا سياسياً وحضوراً إجتماعياً ، يفرقعها مهووس كعنوان أو خبر فاقع على شاشة الكمبيوتر ، يُصبح الأمر بحاجة لوقفة تأمل في المشهد ،حيث تنبعث الموميات لتعيد أمجاد الفراعنة ، فهذا يتربع على عرش جبهة ، وذاك يغادر حلقة الذكر الصوفية ، عله يجد في سراديب أعدقائه من أهل التقية ما يُعيده للحياة بعد الموت السياسي، وتلك تندب الزمن الغابر حين كان العواء يؤدي للإسترضاء، ومفلس يُفتش الدفاتر العتيقة ، ومهووس يقفز على الحقيقة ، وبذيئ يتطاول على المقامات رفيعة الشأن ، ومأفون ضمن رقم مفتت ومتناقص يعربد في الساحات وزميله يصدُم السيارات ، ولا يدري أيٌ من هؤلاء أن زمن الإرضاءات والأعطيات ، الوظائف والشرهات قد فات ومات .
الإنتخابات...!
- لست موافقا أو معترضا على قانون الإنتخاب الذي أقره مجلس الأمة بغرفتيه النواب والأعيان ، وما أنا بصدد الحديث عنه ، هو ما قلته عند قرار مقاطعة المتأسلمين للإنتخابات الماضية وقلت إن وجود المتأسلمين في البرلمان ، مهما يبلغ عددهم له منافع ""إن صدقوا"" فهم ربما يكشفون الأخطاء ويفضحونها ، وربما يمنعونها ويطلعون الشعب على ما يدور في الكواليس ، وكان ذلك قبل أن ينخرط المتأسلمون في برنامج الحل السلمي لقضية فلسطين علناً، وقبل ما يسمى الربيع العربي وقبل التعديلات الدستورية ، الهيئة المستقلة للإنتخاب ، المحكمة الدستورية ، تفعيل القضاء ليحاكم الوزراء ، الطعن في الإنتخابات أمام المحاكم بدلا من مجلس النواب ، الذي لم يسبق له أن وافق على الطعن بعضوية نائب وغيرها من تعديلات، فما بال المُتأسلمين وقد أصبح كل شيئ في فضاء مفتوح ، أمام شعب لم يعد محظورا عليه التظاهر والإعتصام السلمي الحضاري ، وفي أجواء إعلامية طالما تجاوزت حريتها لحد التطاول على اللغة بالأحذية والمسدسات ، ناهيك عن الشتائم والبذاءات ، وإغتيال الشخصية على الطالع والنازل بحق وبغير حق .
الإستحقاق...!
ويصبح السؤال ، لماذا لا يريد مُتأسلمو الأردن المشاركة في الإنتخابات...؟
حتى لو تجاوزنا خلافاتهم الداخلية العاصفة ، فهم في حالة حيص بيص سياسيا ، شعبيا ، إقليميا ودوليا ، فمهما يحاولون الدمغجة على الشارع الأردني ، فتجربتي تونس ومصر تلاحقهما ناهيك عن تجربة حماس في غزة ، وهي تجارب لا يُمكن بحال من الأحوال تمريرها على المزاج الشعبي الأردني ، حتى لو دعمتهم أمريكا كما دعمت أقرانهم ، وحتى لو وشحتهم هيلاري كلنتون برداء أرفع مقاما من الأردية التي وشحت بها محمد مرسي وراشد الغنوشي وغيرهما في العراق سابقا وفي سورية مستقبلا ،،،لماذا...؟
السبب...!
يكمن السبب في العلة العربية ، الإسلامية ، الشرق أوسطية والدولية ، قضية فلسطين وإشتباك الأردن ، إندماجه وإنصهاره بهذه القضية على غير ما هو عليه الحال مع بقية دول الأرض عربيا ، إسلاميا أو عجميا ، وهذا إستحقاق سيفرض نفسه بشكل أو بآخر عاجلا أم آجلا ، وهو ما يُرعب متأسلمو الأردن الذين يدورون حول أنفسهم بحثا عن مخرج ، حتي يجدوا أنفسهم كمن يهرب من الدلف فيجد نفسه تحت المزراب ، خاصة وأن للمراوغة والمداورة حدودا عند الأردنيين .
- ولأن الأبعاد الإستراتيجية ليست ذات علاقة بالإصلاح عامة وقانون الإنتخاب خاصة، لهذا لا أرى أن متأسلمي سينخرطون في العملية الإصلاحية ، وهم يدركون تركيبة المجتمع الأردني ، فلو أرادوا وهم لا يريدون ، لا يُعيقهم الصوت الواحد حتى بدون قائمة وطنية ، لكنهم أيقنوا بأنهم قد خرجوا من دائرة التميُّز ، ولم يعد بمقدورهم الإتجار بالشعارات ذات الطابع الفلسطيني ، فلا تحرير من البحر إلى النهر ، ولا مقاومة وممانعة ولا الإسلام هو الحل يمكن تسويقها على الأردنيين بملايينهم الستة ، وعليه سيستمرون في المراوغة والمماحكة ، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا ، وهذا ما يتوجب على القوى ، الأحزاب ، النقابات والناس أن تعرفه وتدركه وتتعامل مع المُتأسلمين على أساسه ، والله من وراء القصد .

صحفي أردني

nabil_amro@hotmail.com



تعليقات القراء

عبدالله اليماني
الله يرحم قطك المدلل الذي كان يجلس في حجرك ايام ماكنت تعمل صحافيا في القرن الماضي والصورة اكبر دليل على انك صحفي فذ
16-07-2012 02:05 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات