نداء الى صاحب القرار


نعم يا سيدنا سوف انقل لك الحقيقة والتي لغاية الآن لم يقلها لك أحد من أفراد حاشيتك، ولا من رؤساء وزرائك لأنهم هؤلاء هم من سيدفعون الثمن سواء عاجلا أو آجلا خوفا على مصالحهم إذا ما استقامت امور الدولة الى الصواب وهم من جعلوا الفجوة تتسع وتتعمق بينك وبين شعبك. والذين هم من حولك يا جلالة الملك يعرفون الحقيقة المرة والتي تجرعها الشعب الاردني بأكملة نتيجة ما فعلت أيديهم هؤلاء المقربين منك حيث استفاق الشعب الاردني وهو في غفلة من امرة وكان الشعب يعتقد أن البلاد والعباد في أيادي أمينة وفجأة اصطدم بالحقيقة المرعبة ألا وهي بيع جميع مقدرات الوطن وما تم بناءه عبر الاجيال ونهب كل ما يستطيع الوصول اليه من قبل الحاشية والحكومات المتعاقبة والذين يدّعون أنهم مقربون الى الملك من عائلات أو انسباء أو اشخاص. ونتيجة الأفعال المشينة والمدمرة بحق الوطن والمواطنين ونتيجة ما جرى بالدول العربية سواء البعيدة أو القريبة من قبل شعوب تلك الدول بأنها ثارت على أنظمتها وحكامها نتيجة الظلم والقهر والاستبداد والاستعباد من قبل حكام تلك الدولة الذين اصبح أقل واحد منهم عبارة عن فرعون، ويعتقد أنه قدر من السماء لكي يبقى حاكما ظالما قاهرا لشعبه الى ان جاءت لحظة الحقيقة السعيدة بالنسبة للشعوب باسقاط هؤلاء الطغاة بل ومحاسبة من بقي منهم على قيد الحياة على ما اقترفت يداه بحق شعبه. علما ان هؤلاء الحكام الظلمة حينما اقتربت ساعة سقوطهم حاولوا جاهدين مخاطبة شعبوهم بإجراء الاصلاح والخلاص من الحاشية ولكن لم يستمع اليهم أحد لأن لحظة الحقيقة قد دنت وجاء الحق وزهق الباطل. اما نحن في الاردن فلقد مضى على المطالبة بالاصلاح ومحاسبة الفاسدين ما يزيد على السنة والنصف ومخاطبة الحكومات والملك بالاصلاح ولكن النتيجة كانت عبارة عن عملية تجميل وكلام معسول وهذا لا يقدم ولا يؤخر ولا يغير من الواقع شيئا. فالحكومات ومن حولها من مؤسسات وعائلات هم الهرم الفاسد بالدولة الاردنية ولو ترك الأمر لهم سابقا ولاحقا لكان الاردن وقع بالمحظور والانهيار للدولة والكيان الاردني بأكمله، وإذا لم يتم اتخاذ اجراءات وخطوات حاسمة من قبل رأس الدولة وهو الملك مباشرة فإن الاردن ذاهب الى المحرقة لا محالة وهذا مالا يريده الشعب تحت أي ظرف. فيا سيدنا نحن في الاردن بحاجة ماسه الى اعاده استقلال الدولة من جديد بكل ما تعني الكلمة، نحن بحاجة الى معرفة من هو المواطن ومن هو الدخيل على الوطن، ونحن بحاجة الى تشريعات تكون لكل الوطن والمواطنين والجميع يتقيد بها والكل تحت سقفها، نحن بأمس الحاجة أي الشعب الاردني بأن تعود ممتلكات الدولة جميعها ومحاسبة من عبثوا فيها من 12 عاما ولغاية الآن، ونحن بحاجة الى محاسبة كبار موظفين ديوانك العامر على مدى 12 سنة لما اقترفت أياديهم من بيع أراضي الدولة وتسجيلها بأسمائهم دون وجه حق لأن أراضي الدولة هي أراضي حرام كالوقف الاسلامي لا يجوز لأحد ان يمد يده عليها، ونحن بحاجة الى تعديل الدستور من جديد بحيث يكون ضمن هذا التعديل لا حماية لفاسد سواء كان كبير او صغير وكل من يثبت فساده يجب أن يكون امام القضاء مباشرة وليس عبر مجالس نواب مزوره وفاسدة أو هيئات تأخذ أوامرها من رئيس الحكومة، ونحن بحاجة ماسه الى استقلال القضاء استقلالا تاما كبقية الدول التي مثلنا على الأقل ولنأخذ مصر العربية مثلا كيف تم تجميد ووقف أوامر رئيس الجمهورية، ونحن بحاجة الى قانون انتخاب يكون القسم الأكبر من الشعب راضي عنه ومشارك فيه، ولا نريد إجراء انتخابات بأي ثمن، وتكون الانتخابات عبارة عن عرس بلا عريس. كذلك نحن في الاردن في أمس الحاجة ان ترجع هيبة الدولة الى ما كانت عليه وهذا لن يحص إلا اذا تحققت العدالة والمساواة بين افراد الشعب ولا يمكن ان تعود هيبة الدولة والفاسدين والسراقين يتنعمون بمقدرات الوطن ويسرحون ويمرحون امام اعين الشعب. لذلك يا سيدنا أنت المسؤول الأول والأخير، وانت صاحب كلمة الفصل، وأنت القادر على اعادة القطار الى السكة وانت صاحب القرار بأن تاتي بحكومة انقاذ وطني من رجال شرفاء، ايديهم بيضاء، همهم الوطن والمواطن واجراء التعديلات والتشريعات المطلوبة والتي هي الحل الاول والاخير بالنسبة للوطن والشعب والقيادة. وحينها يا سيدي لن يخرج أحد للمطالبة بالاصلاحات، بل ولن ينطق احد بالتطاول على الحكومة والدولة والنظام. وهذا يا جلالة الملك كله بيدك انت فقط لا غير، ولقد علمنا الحسين رحمة الله انه كان يقرأ المستقبل ويكون سباق له، وكذلك أنت فرع من هذه الشجرة المباركة والتي يتطلع لها الشعب بالخلاص من هذه الاوضاع الردئية التي وصل لها. فجرحك يا جلالة الملك هو بيدك انت وحدك وعليك ان تداويه وبهذا يكون الاردن وشعبه ومليكه قد قطع المخاض الصعب ووصلوا الى بر الامان والحمد لله رب العالمين.



تعليقات القراء

محمد ربابعه
بتحلم---- هذا النداء يعني ان المقصود في واد والواقع في واد ثاني
15-07-2012 11:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات