من تفاصيل الجريمة


كأن تكون لك بنتا في غاية الطهر و الادب و الجمال فيقطع طريقها حشد من " الزعران " و يغتصبونها ثم يثور دمك فتسحب مسدسك و تطلق الرصاص ...عليها لا عليهم !
هكذا – تمام - نغسل " عارنا " و هذا بالضبط ما حدث لبلدنا !
الا نطلق النار و نرمي بلدنا بأكليل الشوك بدل الورد ؟! الا نعلن برأتنا من بلدنا و نتباها من برأتنا منها و نفورنا من الانتساب اليها لأنها اغتصبت من مجموعة زعران يأبى نظام الحكم في بلدنا ان يحاسبهم و ان ينكل بهم عقابا على ما فعلوه ؟!
الشعب منخرط – عموما – في حالة من الانحطاط العام و الانهيار الاخلاقي و التفاهة السياسية و الخواء الفكري و كل ذلك تبرز تجلياته في انهزاميته من مسؤولياته تجاه بلده و صم اذانه و اغماض اعينه عما يشاهده من اغتصاب يومي للبلد !
ليس على المستوى السياسي فحسب بل يحدث ذلك – ياللعار – حتى على الصعيد الاجتماعي التقليدي فهناك انسحاب عام من ابسط الواجبات " العادية " , تأملوا مثلا بالانخراط العام في عدم ابداء الاهتمام بالنظافة العامة لا بل حتى عدم تململ الناس من انحدار مستوى النظافة و عدم الاكتراث لخراب الممتلكات العامة و انحطاط الخدمات البسيطة و تراجع اداء القطاع العام و عدم وجود مبادرات اجتماعية كافية و جدية في كل حي للقيام بأدنى حد من العمل التطوعي المتمثل بنظافة الشوارع مثلا برغم ان ذلك واجب البلديات التي تتقاضى رسوما شهرية لكن من واجبنا ايضا الا نتصرف بهمجية لا سيما اننا نضع انفسنا في اعلى تصنيف البشر لكوننا مسلمين و ديننا يحضنا على ان نظافتنا جزء من ايماننا !
طيب تأملوا في حالة انخفاض مستوى الضمير و جفاف النخوة و تبخر الشهامة و غلبة قيم الشطارة و الفهلوة القائمة على التفكير بالمصلحة الشخصية اولا و قبل كل شيء و على حساب ايا كان !
سلوك الناس و انتماءهم – لا مزاجهم فحسب - في بلدنا مرتبط للاسف بحالتهم المادية غالبا و هذا امر معيب و طارئ علينا فأنتماء المواطن لبلده ليس مرهونا بسعر صرف الدينار و قيمته الشرائية !

خلال فترة نفوذ اللصوص الرسميين في الاردن و رعايتهم من جهات عليا و المستمر برغم الرفض الشعبي كان لابد من تفكيك منظومة القيم الاخلاقية التي نشأ عليها عامة الناس في بلدنا و بالمناسبة فأن منظومة القيم الاخلاقية رعتها اساسا القيم العشائرية عند الاردنيين حيث ان كل حريص على اسم عشيرته يستوجب حرصه عل سمعة عشيرته ان يكون شهما , خلوقا . نزيها و حريصا على عدم الاسأة للاخرين كي لا يجذب السمعة السيئه لأقاربه , اليوم و بفعل ترتيب جهات دنيئه – بعضها للعلم من معدومي الضمير و الانتهازيين من ابناء هذه العشائر ذاتها – تم العبث بالقيم الاجتماعية للعشائر و تحويلها لعصبية ضيقة متصارعة بدلا من عصبية وطنية عامة تثور لحماية بلدها المنهوب لا ان تثور للدفاع عن تفاهات مراهقين , كان ضروريا لتفكيك وحدة الدولة ان يتم تفكيك وحدة العشيرة اولا بتهميش نماذجها المحترمة و المثقفة و صاحبة الموقف النقي لحساب دعم و ابراز النماذج السيئة التي يمكن من خلالها تحطيم اية قيم ايجابية لتمرير قيم الفهلوة و الشطارة على حساب قيم الشهامة و النخوة و الضمير الحي و تطوير الاداء الاجتماعي مدفوعا بالعلم و الثقافة و المحبة و الانفتاح .

التفتيت الممنهج لتركيبة المجتمع الاردني عاموديا و افقيا و تصعيد اللصوص و التافهين و تسفيه المناصب الرسمية بتسليمها لأشخاص بلا رؤى و بلا ضمائر و بلا هموم وطنية يعد خطوة اساسية لتفكيك عموم الدولة الاردنية و تنفير المواطنين من بلدهم و تكريههم بها و هذا ما يحدث بدقة اليوم ... و نحن نقبل به !
انهم – من شتى الاصول و المنابت – يغتصبون بلدنا الجميلة و الطاهرة و نحن ننتظر ان يكملوا المهمة لنطلق الرصاص عليها لا عليهم ... لغسل العار . فما اشرفنا !



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات