لقد حان وقت اصطياد الأسد


يتساءل الناس بشأن مآلات الثورة الشعبية السورية ضد نظام حكم الطاغية ابن الطاغية والسفاح ابن السفاح والجزار ابن الجزار وقاتل المدنيين الأبرياء والأطفال ابن قاتل المدنيين الأبرياء والأطفال، جزار كل أنحاء سوريا ابن سفاح حماة وما حولها، كل من بشار وحافظ الأسد، اللذان دمرا عشرات آلاف المنازل على رؤوس أصحابها الآمنين، وحرقا الناس ودَفَناهما أحياء، بل وانتهكا وقطعان شبيحتهما أعراض الحرائر من المسلمات السُنِّيات من بنات الشعب السوري العريق، واللذان بات الناسُ في شتى أنحاء المعمورة يدعون المولى عليهما وعلى نظامهما بالزوال والثبور وبتشتت أشلائهما وأشلاء أنصارهما دون قبور، وبأن لا يحفظ المولى لهما سلالة وبأن لايبشرهما الله سوى بالجحيم المستعرة، آمين، آمين، وربهما أعلم بمصيرهما في الدنيا والآخرة.

وما المجزرة التي تقشعر لها الأبدان والتي اقترفها نظام الطاغية بشار الأسد في بلدة التريمسة قرب مدينة حماة قبل أيام، وذلك باستخدامه الدبابات والآليات لمحاصرة البلدة المنكوبة التي لا يزيد سكانها عن أحد عشر ألف نسمة، وبمهاجمته البلدة بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات الحربية والمروحيات العسكرية الأخرى، وكل ذلك الهجوم الشرس من جانب نظام بشار وقطعان شبيحته يأتي ضد مدنيين آمنين في منازلهم في تلك القرية، بدعوى قربها من قرى وبلدات آهلة بالطائفة العلوية أو طائفة السفاح بشار وأبيه الجزار من قبله، نقول وما المجزرة البشعة ضد الآمنين في التريمسة، هي الأولى، وربما لن تكون الأخيرة.

المجزرة التي اقترفها نظام بشار المهترئ وقطعان شبيحته البائسين من شذاذ الآفاق في بلدة التريسمة ليست هي الأولى، وربما لن تكون الأخيرة، فقد سبقه أبوه حافظ الأسد في مجازره البشعة في حماة في ثمانينيات القرن الماضي، مجازر قضى إثرها عشرات آلاف المدنيين السوريين بعد قصف المنازل وتدميرها على روؤس ساكنيها، وما بشار هذا إلا من حافظ ذاك، من آل الأسد، سفاح ورث سفاحا، وجزار أورث جزارا، كل منهما قتل ما لا يعد ولا يحصى من الآلاف الأبرياء واعتقل ما لا يعد ولا يحصى من مئات الآلاف، وشرد الملايين.

ومعذرة أيها الشعب السوري الحبيب العريق الثائر ضد العبودية وضد القمع والاستبداد، فلقد خذلتك غالبية بني جلدتك من العرب ومعظم أصدقائك من العجم، وبت وحيدا أعزلا تصارع بعض أعتى الآلات العسكرية، والتي سبق أن دفعت ثمنها من دمائك ودماء أبنائك وأطفالك ولا تزال، والمدعومة من جانب إيران وحزب الله في لبنان، لا بل ومن كل من سماسرة السلاح في روسيا، وممن سرق عقولهم الضبع في بلاد التنين الصيني، فلم يعودوا يعرفوا أو يدركوا أن مصالحهم الأصلية والحقيقية والإستراتيجية بعيدة المدى، إنما تكمن في أيدي الشعب السوري النازف والثائر من أجل الديمقراطية، لا عند نظام مارق، سرعان ما زول.

وربما راهن البعض على تنحي السفاح بشار وعلى تسليمه للسلطة، وبالتالي التمهيد لمرحلة انتقالية، لكن ذلك السيناريو بات مستبعدا الآن، خاصة، في ظل تصعيد نظام بشار وقطعان شبيحته لعمليات القتل والتشريد بحق أبناء وحرائر وأطفال الشعب السوري الأبي. وأما السيناريو الآخر فلربما يتمثل، حسب مراقبين، في ضرورة سعي بعض أصدقاء الشعب السوري للتأثير في مراكز التأثير على القرار السوري، على المستويين الإقليمي والدولي، ذلك إذا علمنا أن السنياريوهات الأخرى تعبتر كارثية في أفضل صورها.

والبعض ربما يرى أن الأوضاع في سوريا قد تنتهي بقيام بعض قيادات الجيش بانقلاب عسكري ضد بقايا نظام بشار المنهار، بحيث يتم ذلك بمساعدة ودعم من بعض أجهزة الاستخبارات الدولية، بل ويذهب بعض المحللين إلى القول إن حدوث انقلاب عسكري في سوريا قد لا يصب في صالح الثورة الشعبية السورية، وذلك بدعوى أنه قد لا يحقق أهداف وطموحات الشعب السوري الثائر، والمتمثلة في السعي لممارسة الديمقراطية والتمتع بمناخ الحرية والعدالة بين كل ألوان طيف الشعب السوري الواحد الماجد.


وهناك سيناريو رابع ربما يتمثل في انزلاق البلاد إلى أتون حرب أهلية طائفية، يحذر البعض منها، خشية أن تأكل الأخضر واليابس على المستوى الداخلي، ولا بل وخشية أن تمتد وتستمر وتتوسع، فتؤدي إلى تقسيم البلاد إلى دويلات متخاصمة، والبعض يرى أن سوريا بدأت تعيشها.

وأما السيناريو الأبرز فيتمثل في ضرورة دعم المجتمع الدولي للجيش السوري الحر، وتزويده بالأسلحة المناسبة التي تمكنه من مواجهة ما تبقى من جيش بشار المنهار ومن مواجهة قطعان شبيحته، بل وفي ضرورة فرض حظر جوي فوق سماء سوريا، وإقامة مناطق عازلة لحماية المدنيين، وهذا ما كنا نادينا به مرارا في مقالات سابقة.

وللبعض الذي ربما يرى أن السيناريو الأخير من شأنه استفزاز إيران، وبعض أحزاب كحزب الله اللبناني، وبالتالي انزلاق المنطقة في مستنقع حرب إقليمية واسعة، لهؤلاء نقول إن إيران وحزب الله متورطان بالفعل في دعم نظام الأسد وشبيحة الأسد على المستوى المالي والعسكري، بل وعلى مستوى التدريب والتخطيط والتدمير والتذبيح والتعذيب والاعتقال والاغتصاب، فلم هذا الإرجاف يا أبناء المجتمع الدولي؟ ولم هذا التردد يا أصدقاء الشعب السوري الذبيح؟ إذاً، هلموا، فقد آن وقت تحرير سوريا من ظلم الطاغية، ولقد حان وقت اصطياد الأسد.

بقي القول، إنه ينبغي لعنان أن يخجل أمام صرخات أطفال سوريا وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة ذبحا بالسكاكين أمام ناظريه، وأن يكرر إعلان فشل خطته وانتهاء مهمته، بل وأن يُذَكِّر المجتمع الدولي بفشله السابق في البوسنة والهرسك، وهنا يمكن القول إن دماء أطفال البوسنة، وكذلك دماء أطفال سوريا هي برقاب القادة المعنيين الصامتين، وبرقاب المسؤولين الذين لا يحركون ساكنا، ومن بينهم المدعو كوفي عنان، بوصفه الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وبوصفه المبعوث العربي والدولي لوقف نزيف دم الشعب السوري الجريح، ولكننا نراه، أي عنان، يقف موقف المتفرج، في لحظة يغرز فيها بشار وقطعان شبيحته أنيابهم المهترئة، موغلين في دماء الأطفال، فيقترفون المجازر البشعة، تلو المجازر بحق أطفال سوريا وبحق كل شعب سوريا، وكأنه، أي عنان، لم يعد يبالي! فعاد لا يختلف كثيرا عن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون ولا عن بقية الأسرة الدولية الصامتة، والتي تندد وتشجب وتستنكر وتجعجع، ولكن دونما طحن!

*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
Al-qodah@hotmail.com



تعليقات القراء

هذلول
لقد حان وقت اصطياد الأسد
من مدونات احد الهشاتين
انه في احدى جولاته لاصطياد احد الاسود:
انه مر بأسدين يتقاتلين,ولم يكن في بندقيته النصف اليه سوى طلقه واحده,
لذا فقد
"قرر بعد تفكير عميق"
ان يترك الاسدين يتصارعا
لعل
احدهما يقتل الاخر
ويبقى اسد واحد فقط
ليعاجله
"بطلقته الوحيده"
وذهب ليدخن و العياذ بالله
"سيجاره"
وعندما
عاد
والعود احمد
كان الاسدين قد اكل كل منهما الاخر
ولم يبق الا
اذيالهما
وبقت طلقتهالوحيده معه استعدادا
لجولة اخرى
من
مسلسل
"اصطياد الاسود"
التوقيع
اسد افريقي مقيم في ربوع الاردن الحبيب
جراسا الغاليه على قلبي دوما
المحرر المبجل
حفاظا على حرية الكلمة و الرأي الاخر
ودمتم
انا في بيات صيفي
15-07-2012 08:05 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات