العنف اسبابه وطرق علاجه


ان ما نرى ونشاهد من مظاهر للعنف يدعو الجميع منا للبحث عن ماهية هذا العنف واسبابه فهل هو وليد اللحظة ام انه فطري وغريزي في طبيعة الكائن البشري وسلوكه يتولد وينفجر لحظة ما، لأسباب ضاغطة ودافعة لدى الفرد.
ولقد احببت البحث في تعريف العنف فأعجبني تعريف يقول : العنف هو "سلوك عمدي موجه نحو هدف، سواء لفظي أو غير لفظي ويتضمن مواجهة الآخرين مادياً أو معنوياً ومصحوباً بتعبيرات تهديدية، وله أساس غريزي .
ويعرف عالم الاجتماع "جوهان جولتن العنف بأنه "ضرر يمكن تجنبه عند الوفاء بالاحتياجات الأساسية للإنسان" مثل البقاء وتعزيز الرفاهية والهوية
اسباب العنف
:1- العنف الأسري: فقد يكون هناك عنف داخل الأسرة من ضرب وشتم وتحقير سواء اكان له او لغيره من اسرته مما يؤثر سلبا على هذ الشخص الذي يتولد عنده مثل هذا لعنف الذي قد يبحث عن مكان خارج البيت لينفس فيه عما ما يجول بخاطره وفكره.
2- الشعور بالنقص لقلة الأمكانيات المادية والإجتماعية مما تؤثر فيه سلبا فيبدأ بالمقارنة بنفسه واالآخرين باحثا عن طريق للفت الأنظار وحب الظهور .
3- وللثقافة التي ينشرها الإعلام: دور صارخ في في رأي الشخصي سبب لهذا العنف ، فإعلامنا لا يبث برامج توعية ولا يبث برامج تنمي لدى الفرد روح المبادرة والإيثار والحث على العمل التطوعي ولا يخصص برامج تنمي روح التفكير والإبداع لدى جيل الشباب الذي هو يمثل شريحة كبيرة وواسعة من المجتمع، ناهيك عن الأفلام ، والمسلسلات البرامج التي لا تعطي القيم وتحث على غرس الفضيلة والنزاهة ،واما عن الأغاني التي تمجد القبيلة وتحث على العصبية وتؤثر الأقليمية ، فلي ملاحظة على اغانينا الوطنية راجيا من مؤليفها التغني بحب الوطن وامجاد الوطن وعشق الوطن واهله دون تحديد لشمالي اوجنوبي وسلطي واكركي او اربدي رمثاوي او معاني وليعذرني ابناء الوطن جميعهم ، فأنا لا ادعو الى الفرقة والتفرقة في ما اقول فكلنا ابناء وطن واحد ، لا تفرقنا جغرافية الوطن على صغر مساحتة ، والذي في نظري هو اكبر و كبير وممتد بإتساع وافق وسعة عقول ابنائه جميعا على اختلاف مشاربهم .
4- انتشار البطالة بين الشباب: فما نلاحظه من مواكب الخريجين الذين لا يجدون عملا او وظيفة قد يكون لها التأثير في هذا العنف.
5- ضعف الفهم للدين وهذا من ضمن الأسباب فقد يكون هناك ضلال في فهم الشاب كما في بعض الجماعات المتطرفة والتي تتخذ من العنف وسيلة للتعبير عن أفكارها وآرائها
6- ضعف قنوات الحوار بين الشباب والجهات المعنية بحل مشكلاتهم
ومع ضعف القدرة على الإقناع الثقافي والديني لدى بعض المتخصصين في الندوات القليلة أو من خلال وسائل الإعلام، فالكل غالبا يتعامل مع هذه المشكلات بسطحية شديدة دون معالجة حقيقية لتلك المشكلات، أو إيجاد حلول واقعية وسليمة ومشاهدة لا مجرد وعود بل ربما لا توجد هذه الوعود أصلا
7- فقدان العقل : قد يكون الأندفاع والتسرع سببا في هذا العنف لحظة طيش وتهور وعدم ضبط الأعصاب ونحن نعرف ان الغضب سبب للكثير من المشاكل . واالرسول يوصينا بعدم الغضب ((لا تغضب)) وان كنا في زمن فيه الكثير ما يدعو لذلك.

8- الحسد والحرمان : ان الفروق الفردية بين طبقات المجتمع قد تولد شعورا واحساسا بالحرمان وطبعا الرزق من الله ، ولكن تفكير الشباب وعنفوانه قد يمنع عنه الروية والتبصر لهذا الأمر مما يسب له الشعور بالحنق والغضب على من هم افضل منه وضعا فقد تفعه لطريقة ليعبر عنها وان كانت لا توصله لنتيجة حتمية وسريعة .
9- النفاق : افة كبيرة تجعل الكثير من المطبلين والمسحجين لأيجاد مبررات لفريق اوطرف على الآخر عند حدوث مشكلة ما او إفتعال حادثة ، محاولا تبرير عمل جماعته لصالحه وعدم مراعاة ما يريدوه الآخرون ولو كانوا على صواب .
10- العصبية : وهي في نظري من اكبر الأسباب التي اودت بشبابنا الى هذا الذي نرى ونشاهد ، وان كانت مدفوعة بنظري ممن هم اكبر منه سنا من رموز لهم يعتبرونه الرمز والقدوة ، وانا لا ادعو بأن يتخلى المرء عن عشيرته وقبيلته فالأحترام مطلوب وواجب ، ولكن بعيدا عن النزق والحمية والجاهلية .
11- اسباب ودوافع سياسية: لأن السياسه لا مبدا لها فقد تؤثر على الغير لمصلحة فرد او جماعة اوحزب او مؤسسة وعلى حساب طرف آخر لتبين للغير انها ترى المصلحة في ما يراه صاحب القرار لا ما يراه غيرها من الآخرين.
وسائل العلاج
إذا كانت هذه هي بعض الأسباب التي نتجت عنها ظاهرة العنف بين الشباب، فلا شك أن معالجة تلك المشكلة لا يكون إلا بمعالجة تلك الأسباب الأنفة سابقا وتمحيصها بدقة .
والبحث في نشر ثقافة تربوية عند الآباء والمربين والمدرسين في كيفية التعامل مع النشء وتوجيههم بعيدا عن الشدة والعنف وغرس القيم النبيلة القويمة والحرص دائما على الظهور بسلوك طيب وملتزم ومتزن . والبعد عن التقليد الأعمى من المجتمعات الغربية التي لا تمت لديننا وأخلاقنا بصلة ، والرجوع للدين والسنة وان يكون القرآن هو طريقنا ودليلا ومنهجنا في الحياة ، والتحلي بصفات السلف الصالح واتخاذ القدوة الصالحة منهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات