ما يحدث في الجامعات مسؤولية من ؟ اليرموك نموذجاً


لم يعد مقبولاً ما يجري في جامعاتنا الاردنيه من معارك طاحنه وأعمال عنف تتمثل بالاعتداء على الارواح والممتلكات ، التي دفعنا دم القلوب في سبيل اخراجها الى النور لتكون منارات علم تخرج أجيالا قادرين على أن يكونوا الذخيرة للوطن والامه ، نبني بهم ومن خلالهم وطناً قويا عصيا على الجهل والظلمه .
لكن التساؤل المطروح ، من المسؤول ؟؟
بداية تتحمل ادارات الجامعات الاردنيه الجزء الاكبر من المسؤوليه عن ما يحدث من عنف داخل الجامعات والسبب في ذلك ان القائمين عليها يعمدون الى تهميش الغالبيه العظمى من الطلاب وتركهم يقضون اوقات الفراغ في سلوكيات تؤدي غالبا الى حدوث المشاجرات وأعمال الشغب ، ثم في النهاية يلقى باللوم والمسؤوليه الكامله على الطالب فقط دون دراسة الاسباب والمسببات لهذه الظاهره ، ولكوني كنت طالبا جامعيا في في جامعة اليرموك فقد اخترت في مقالي هذه الجامعه نموذجا للحديث عن ما يجري من خلال محورين هامين وهما التواصل بين الجامعة وطلابها ، والنشاطات الجامعيه

اولاً : التواصل

على مدى اربع سنوات قضيتها في جامعة اليرموك وجدت أن التواصل بين ادارة الجامعة وطلابها يكاد يكون معدوما الى درجة انه في بعض الاحيان لا يعرف الطالب رئيس جامعته ولا يشاهده او يلتقي به على مدى سنوات الدراسه ، الا من خلال وسائل الاعلام او من خلف زجاج سيارته ، ولم تكن هناك أية لقاءات دوريه لرئيس الجامعة او لعمداء الكليات للتواصل مع الطلاب ، الا في ذلك اللقاء الروتيني بين رئيس الجامعه والطلبه المستجدين في بداية كل عام جامعي ، وهو لقاء بروتوكولي يلقي خلاله عميد شؤون الطلبه كلمة ترحيبيه يقدم خلالها رئيس الجامعه للحديث ، والذي يكون حديثه هو الاخر ترحيبيا ، ثم يطلب من الطلاب (المستجدين) ابداء ملاحظاتهم حول الجامعه وما تقدمه من خدمات ، وما هي المشاكل والمعوقات التي تواجههم ،، وهنا لا يتحدث أي طالب ، والسبب أنه لا يمكن لطالب لم يمضي على دخوله الجامعه اسبوعين أو ثلاثه ان يبني تصورا حول القضايا والمشاكل والهموم التي تواجه الطلبه ، فينتهي اللقاء ولا يرى هؤلاء الطلاب رئيسهم الا عند التخرج إن رعى هو حفل تخرجهم .
كما ان التواصل بين عمداء الكليات او رؤساء الاقسام يكون نادرا ، ان لم يكن معدوما ، وان حدث فتبقى ملاحظات الطلاب ومداخلاتهم مجرد حبر على ورق يلقى في سلة المهملات او تؤخذ باستهزاء ، وهذا ما حدث في احدى المرات حيث كان هناك لقاءا بين طلبة قسم العلوم السياسيه وعميد الكليه بحضور رئيس القسم وعند حضورنا للقاء وجدنا العميد يعتذر منيبا نائبه لحضور اللقاء ، وقد كان لي مداخلة طالبت من خلالها تخصيص مكان او قاعه لتكون ملتقى لطلبة قسم العلوم السياسيه يذهبون اليها في اوقات فراغهم لمناقشة القضايا الوطنيه والسياسيه البارزة على الساحه وتبادل الاراء والافكار بدلا من التسكع على أرصفة الشوارع في الجامعه او تحت الشجر ، فجاء رد رئيس القسم مصحوبا بابتسامة ساخره ( اقعدوا بالكلدور ) .
حتى انه لو أراد طالب ان يذهب بمفرده الى رئيس الجامعه لوضعه بصورة قضية او مشكلة معينه شخصية كانت أو عامه ، فانه يواجه بجيش من الامن الجامعي والموظفين في رئاسة الجامعه يبدأون بكيل من الاسئلة والاستفسار عن مقصده وقضيته وبعد أن يشرح لهم مضطرا ، تكون الاجابة بأن الرئيس مشغول وليس لديه الوقت للسماع لك .
وهذا الامر ينسحب على الكثير من عمداء الكليات في الجامعه والذين يبقون آذانهم مكاتبهم مغلقة صماء ، وان اضطروا الى الاستماع فانهم يستمعون بسخرية واستهزاء .
كما أن ادارة الجامعه وادارات الكليات تعتبر الطالب مذنبا ومخطئا وكلامه غير صحيح خاصة في الاشكالات او القضايا التي تحدث بين الطلبة ومدرسيهم ، فاذا اراد طالب ما ان يعترض على نتيجة او علامة فلا يجد اذنا صاغيه وكل ما عليه ان يتقدم باعتراض خطي ، بعدها تشكل له لجنة للنظر في شكواه وتكون النتيجة دائما في غير صالحه وان كانت الشكوى تتعلق بظلم في امتحان او اعتراض على علامه تشكل لجنه مهمتها فقط التأكد من جمع علامات الطالب والتأكد من صحة الجمع دون الرجوع الى ورقة الامتحان والتأكد من اجابة الطالب ومدى مطابقتها للاجابة النموذجيه للامتحان ، وهناك شواهد كثيره وقضايا كثيره حول هذا الموضوع كانت سببا في الكثير من حوادث العنف في الجامعه ،، صحيح انها قد لا تكون سببا مباشرا ، لكنا زادت من منسوب الحنق والمكبوت لدى الطالب الذي ما أن يرى مرصة مناسبة حتى يفرغ هذا المكبوت فيصم نقمته وجام غضبه على الجامعه بلا وعي أو ادراك .

ثانيا: النشاطات

اعتاد القائمون على النشاطات سواء كانت ثقافية او فنية او رياضيه على تهميش طلبة الجامعه تهميشا واضحا ، بحيث يتم اختيار مجموعه من الاسماء تخزن في قائمه على حاسوب رئيس الدائره ، يتم الرجوع اليها عند اقامة أي نشاط او عند المشاركة بأي نشاط على مستوى الوطن دون الاخذ بعين الاعتبار ان من حق جميع الطلاب المشاركة في النشاطات والتفاعل معها ، كما ان دوائر النشاط لا تقبل أي فكرة أو مشروع يتقدم به طالب أو مجموعة من الطلبه غير معروفين لديهم ويعتبرون ذلك تدخلا سافرا في عملهم أو دخولا مرفوضا الى دائرة النشطاء المغلقه ، حتى أن اختيار المشاركين في نشاطات خارج الجامعه لا يكون على اسس موضوعية ، فمثلا يتم ارسال طلاب للمشاركة في نشاط ما ويستثنى من ذلك طلبة التخصص المتعلق في هذا النشاط ، وهناك شواهد كثيره ان ذكرتها سأطيل السياق .
كما ان الجامعه تهمل اقامة النشاطات التنافسيه بين طلبة الكليات سواء كانت نشاطات رياضية او فنية او ثقافيه ، فلم أسمع يوما عن اقامة دوري بين الكليات او الاقسام في اي لعبة رياضيه ، ولم أسمع عن اقامة اي مسابقة ثقافيه او علميه بين طلبة الجامعه لتنمية روح التنافسية بين الطلاب ، وصقل شخصياتهم واكتشاف مواهبهم وابداعاتهم ،، كل ذلك يبقى حكرا على فئة معينة من الطلاب .

هذا كله يؤدي الى الاحتقان وزيادة المكبوت في صدور الطلاب يبقى كالقنبلة الموقوته التي تنفجر عند اول اختبار فيخرج الطلاب مكبوتاتهم للتنفيس عما في صدورهم فتكون الضحيه الجامعه بطلابها ومحتوياتها ومرافقها ، ثم يأتي العلاج بعقوبات قد تكون قاسية أحيانا دون التوقف لدراسة الآسباب التي دفعت هذه الفئة أو هذه الجماعه ، الى ارتكاب ما ارتكبوه ، ويتحمل الطلبه المسؤولية الكامله عما جرى ويكون هم الجامعة ان تظهر اعلاميا بان لديها الحزم في العقوبة ومواجهة العابثين .

هذا غيض من فيض وفي الجعبة الكثير ،، وهذه دعوة الى كل الجهات المسؤوله لعقد مؤتمر عام تشارك فيه كل أطياف المجتمع للوقوف على الاسباب الحقيقة لما يحدث ووضع الدراسات والخطط للوصول الى الحلول الناجعه للحد من هذه الظاهرة ان لم يكن التخلص منها ، حتى نعيد لجامعاتنا هيبتها وسمعتها .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات