فتاة عربية تمثل اسرائيل في مسابقة الغناء الاوروبية


جراسا -

مشاركة إسرائيل في الأغنية الأوروبية (يوروفيجين) أثارت جدلا في السابق لأسباب سياسية وأخرى تقنية جغرافية. البعض اعتبر قبولها من قبل المنظمين له دوافع سياسية لإعطاء هذه الدولة الشرق أوسطية فرصة لتبيان روابطها الثقافية مع العالم الأوروبي¡ ومن ثم التعاطف السياسي معها. ويحتج آخرون ربما أيضا لأسباب سياسية¡ من داخل وخارج أوروبا¡ من وجهة نظر تقنية جدا¡ ويقولون كيف يمكن مشاركة هذه الدولة في منافسة أوروبية وهي ليست دولة شرق أوسطية تقع في آسيا.

أما الحوار الدائر حاليا حول مشاركتها في الدورة القادمة للأغنية الأوروبية¡ فقد جاء مباشرة من الأوساط العربية المثقفة والإسرائيلية اليسارية وعلى خلفية الدمار الذي ألحقته القوات الإسرائيلية في قطاع غزة.

إذ سيمثل إسرائيل هذا العام ثنائي غنائي¡ يتكون من يهودية إسرائيلية وعربية إسرائيلية.

اخينوم نيني¡ مغنية يهودية وداعمة وناشطة في قضايا السلام ومعروفة في الأوساط الشعبية الإسرائيلية بـ«نوا». أما المغنية الأخرى فهي ميرا عوض¡ فهي مغنية عربية وممثلة أيضا¡ إذ اشتركت أخيرا في العمل مع المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي وأدت دورا رئيسيا في فيلمه الأخير «الزنديق» الذي يحكي قصة مخرج ترك بلدته الناصرة ليعود إليها ثانية.

ويقوم الثنائي حاليا بالبروفات على أربع أغان¡ في الإنجليزية والعبرية والعربية¡ لاختيار واحدة منها ودخول المنافسة الأوروبية بها في موسكو في مايو (أيار) المقبل.

نيني اليهودية¡ 39 عاما¡ كانت قد اختيرت مباشرة بعد يوم واحد من الحرب الإسرائيلية على غزة من قبل هيئة البث الإسرائيلية لتمثيل إسرائيل في المنافسة. واقترحت نيني مباشرة على الهيئة أن تنضم إليها ميرا عوض¡ 33 عاما¡ التي عملت معها في السابق في حقل الغناء. الفلسطينية الإسرائيلية ميرا من مواليد منطقة الجليل وتعيش في تل أبيب¡ قامت بأدوار نالت إعجاب النقاد في مسلسلات تلفزيونية كوميدية إسرائيلية.

فكرة الثنائي طرحتها نيني بسبب نشاطاتها في أوساط اليسار ودعمها لأعمال المنظمات العربية الإسرائيلية المشتركة. هذه الأفكار جاءت في فترة حساسة¡ خاصة مع الحرب على غزة والانتخابات الإسرائيلية التي نتج عنها فوز أفيغدور ليبرمان اليميني الإسرائيلي الذي يريد طرد العرب من إسرائيل إذا لم يثبتوا ولاءهم للدولة الإسرائيلية¡ وهدد بسحب الجنسية منهم. يشكل العرب 20 في المائة من التعداد السكاني الإسرائيلي. وكتبت مجموعة من أوساط المثقفين العرب وأصدقائهم من اليسار رسالة مفتوحة إلى ميرا عوض يطالبونها بالانسحاب.

تقول الرسالة: «الحكومة الإسرائيلية تريد أن تبعث بكما إلى موسكو كجزء من حملتها الإعلامية للعالم لتبين أنها مع التعايش العربي اليهودي لتغطي على مجازرها اليومية ضد الشعب الفلسطيني». وأضافت الرسالة «الرجاء يا ميرا¡ ومن أجل أطفال غزة¡ وأطفال كل هذه الأرض¡ اليهود والعرب¡ لا تصبحي أداة في آلة القتل الإسرائيلية».

إلا أن ميرا وصديقتها اليهودية مصرتان على المضي في تقديم ثنائي يمثل إسرائيل في الأغنية الأوروبية. ميرا قالت إنها تريد أن تثبت أنه يمكن للعرب واليهود العيش سويا¡ «مهم جدا لي أن لا أجلس في الزاوية وأختفي عن العالم»¡ قالت في تصريح
لوكالة «الأسوشييتد بريس». وقالت نيني إن الحفل سيشاهده الملايين¡ وهذه فرصة لإرسال رسالة سلام للعالم. «سيرى الناس شابة يهودية ملامحها عربية¡ وشابة عربية ملامحها يهودية¡ نحن الاثنتان¡ وهذا قد يفتح عقول الناس».

في السابق شاركت إسرائيل بفرق بعضها أثار حالة من الحوار والاستفزاز. فرقة «تيباك» من مدينة في جنوب إسرائيل تعرضت لصواريخ أطلقتها حركة حماس¡ غنت أغنية قبل سنتين سمّتها «اضغط على الزر»¡ التي تتكلم عن التهديد الإرهابي. وفي عام 1998 شاركت فرقة تمثل إسرائيل فازت بالمنافسة بأغنية سمتها «ديفا».



تعليقات القراء

لولو
كملي بمشوارك يا ميرا ...لانو بالفعل اليهود والعرب بيقدرو يعيشو مع بعض بدون اي مشاكل وبنفس الوقت مدام العرب نايمه فصحتين على قلوب اليهود كل عمايلهن بالعرب
04-03-2009 08:35 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات