لمَ لا يعتزل الكاتب ايضا؟؟


هكذا يسقط الكاتب من عين قرائه , ويأفل نجمه.و كما ان الرياضيين المحترمين يعتزلون وهم في اوج مجدهم وانجازاتهم فلما لا يفعل الكتاب ذلك اذا راؤا انهم بدأوا باستهلاك رصيدهم من احترام القراء بسسب تكرارهم انفسهم ,او اسفافهم الادبي والاسلوبي, او الموضوعي والفكري الذي يعكسونه فيما يكتبون. يستهويك اسم كاتب كنت قد قرأت له قبل زمن فتقدمه على غيره في وقتك المحدود والمخصص للصحف لتكتشف في اخر المقال انه ضحك عليك, وعمل فيك مقلب, وسرق وقتك. فهو لم يضحكَّ ولم يبككَ ولم يثر فيك فكرة ولم يقدم لك معلومة تساوي الثمن الذي اشتريت به مقاله , الثمن النفسي والوقت الذي دفعته لتحصل على ما يريح النفس او يخزها وخزا ينفض عنها ما ران عليها من تبلد الاحاسيس جراء الواقع الخشن التي تعيشه الامة او العالم. كل ما يمكن ان ينتزعه منك هو التواء شفتيك. لم يعد كثير من الكتاب الذين يتمددون على ماض تليد وسمعة واسعة لم يعودوا يكلفون انفسهم حتى عناء تنقيح مقالاتهم من الاخطاء المطبعية. اما تفاهة الفكرة وركاكة الاسلوب فحدث عنها ولا حرج. الفكرة مولود كما كل المواليد, لا يولد الا بحمل فكري نتج عن تلاقح افكار , ثم غُذِّي بالتجارب والتأمل, واعطي الوقت كي ينضج ويولد ولادة طبيعية, بوزن معقول وباعضاء كاملة صالحة. اما الاسلوب فهو الحلة التي يُلبسها الكاتب مولده الجديد. يزين بها للقراء مظهر فكرته ويشوقهم للنظر اليها وفيها حتى لا ينفروا من المولود قبل ان يعرفوا ما به من قيمة ذاتية . وكما ان الطفل الجميل لا يشفع له حسنه ولطفه اذا قدم للناس بخرق مقطعة قذرة وبما عليه من الاذى, فلن يشفع عمق الفكرة و قيمتها الذاتية لاي مقال لم يحسن كاتبه تقديمة للناس, باسلوب سلس ومنطق معقول. اما اذا كان الاسلوب حسنا جذابا والفكرة تافهة فهذا من الغش التجاري الذي يكثر في الاسواق اليوم. والكاتب الذي ذكرت من امره ما ذكرت لا يسيء لنفسه وتاريخه فقط, بل يسيء للصحيفة التي يكتب بها. فيترك انطباعا لا شعوريا عند القارئ ان العيب في الصحيفة مما ينفره منها. لن ازيد على ما قلت.
abdullahamer@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات