خيانه عظمى أم فساد مالي ؟


عندما تتابع تفاصيل ما يقال من شهود قضية الذهبي في المحاكم الأردنية يصيبك نوع من الغثيان الذهني وتفضل أن تستفرغ كل ما كان يطرح من مثاليات ونماذج وطنية في تلك الفترة ، وتعيد حساباتك على هذه الأيام وتتسأل هل ما حدث في تلك الأعوام السوداء من تاريخ أكبر أجهزة البلد الأمنية يمكن أنه يتم الأن ولكن بحرفية أعلى وقدرة أقوى على التلاعب بالبلد وخصوصا الجانب الأمني منه .
وهنا أنا لا أتهم أحد ولكن الذي يلدغ من الأفعى يخشى من جرة الحبل ، أحد الأصدقاء وعند الحديث عن نشر تفاصيل محاكمة العصر الأردنية قال أنه لايجوز نشرها بل يجب التعامل معها على أنها من أسرار الدولة الأردنية لأنها تسيء إلى البلد وخصوصا جهازه الأمني الأكبر ( المخابرات ) ، ربما يكون محقاً في طرحه ولكن نحن اليوم نعيش بزمن التبادل المعلوماتي السريع والذي لايمكن أن تخضعه لأية رقابة كانت وكما يقول المثل أسمع من أصحابي أفضل من أسمع من أعدائي .
وعن الكيفية التي لابد وأن تتعامل بها الدولة الأردنية مع هؤلاء الأشخاص أجد أن ما يحدث يمثل هدم من الأساس لكل ما تم بنائه خلال عمرة الدولة الأردنية وخلال ثلاثة أجيال من الحكم الهاشمي ، وقد تم نسفه خلال أقل من سنه وهذا النسف أصاب عصب الدولة ( المخابرات ) وغير من صورتها لدى الوطن والعالم ، فهؤلاء الرجال باعوا أمن الوطن مقبال مبالغ مالية وقاموا بالتلاعب بمصير الشعب الأردني وسمعته وتاريخه أيظا مقابل الأموال ، وفي نفس الوقت كانوا يمارسون مع هذا الشعب أسلوب القمع الذهني بأنهم جهاز أمني قمعي لايمكن إختراقه ، ولكن هم من قاموا بجعل الأخرين يخترقوه بل هم من باع الوطن بأبخس الأثمان .
وإذا وجد بيننا رجل حصيف من الدولة عليه فقط أن يقوم بقراءة ما يتبع أخبار محاكمة العصر الأردنية من تعليقات للقراء على المواقع الإخبارية كي يتعرف على حجم الغضب الشعبي على هؤلاء الرجال ، لأن تفاصيل أقوال الشهود ومداخلات الدفاع تشير إلى أننا كنا نعيش فترة من الفوضى الأمنية على أعلى مستويات الدولة وأن البلد كانت قابله للبيع لمن يدفع أعلى سعر لهؤلاء الرجال ، وبالتالي فإن ما كان يحدث يدخل في خانة الخيانة العظمى للوطن وليس تهمة فساد مالي أو إستغلال سلطة ما من قبل أحدهم ، وعلى القضاء الأردني النزيه وعلى الدولة الأردنية أن تعيد تسمية التهم الموجهة لهؤلاء الرجال من تهمة فساد مالي إلى تهمة خيانة عظمى والمنطق التاريخي يقول أنه لايوجد أبدا في قواميس الأوطان ما يسمى بخيانة صغرى وخيانة كبرى أو أن هذا شخص فاسد كبير وهذا شخص فاسد صغير ، وعلينا أن نتعلم من غيرنا من الدول التي إعتبرت التلاعب بمقدرات الأمة هو خيانة عظمى تستحق الإعدام ؟ ولنكن جريئين مع أنفسنا ولنسمي الأشاء بأسمائها الواضحة كالشمس ونسأل هؤلاء الرجال هل كنتم ستبيعون الوطن لمن يدفع أكثر ؟.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات